أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر السعد - شريعتي وطريق الاصلاح














المزيد.....

شريعتي وطريق الاصلاح


ياسر السعد

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 18:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نتحدث عن المصلحين والمشعوذين نرى الاختلاف الكبير بين المصطلحين وهنا جاء علم الاجتماع فيتحدث عن الفرق بينهما فالمصلح يحاول اصلاح قومه بينما المشعوذ يبحث عن قوم اخرين ويتضاهر بأنه يريد اصلاحهم وهدايتهم .
أن لكل قوم عيوب وثغرات خاصة بهم فيأتي المشعوذ فيغض النظر عن هذه العيوب ويحاول سد الثغرات بتبريرات عجيبة ويأتي بالاقوال والادلة الكلامية على صحة معتقده ثم ياخذ بالبحث عن عيوب الاخرين ويشنع بهم. اما المصلح فانه ينظر في عيوب قومه قبل الاخرين.
ظهر علي شريعتي من وسط ذلك المجتمع المتزمت الذي صهر فيه الدين مع الموروثات فانتجا خليط من عادات وقواعد منغلقة امام اي تجديد او نقد يقود هذا المجتمع وعاظ على شاكلة وعاظ السلاطين درس شريعتي الفكر الاسلامي ووجد فيه تلك الخرافات والاراء الساذجة التي لا تتماشى مع متطلبات العصر فلم يجزع ولم يرم الدين عرض الحائط لأنه كان متأكد ان هذا الشعب لا يستطيع التحرر من خلال ترك الدين بل من خلال الدين نفسه لأن المسلمين وخصوصا الشيعة قد تشبعوا بذاك الفكر فأمسك راية الاصلاح بعد ان تطلع على الافكار الغربية الحديثة من خلال دراسته في فرنسا اراد ان يمزج الاسلام بالحضارة الحديثة اراد تنضيف الدين من تلك السخافات العالقة به اراد فكر اسلامي تنويري مقابل الاسلام السياسي المتمثل باليمين الصفوي.
درس حسينية ارشاد في ايران وحط على كاهله مسار التوعية واهتم بطبقة الشباب اراد قيادتهم وانتشالهم من ذلك السبات العقيم الذي بدأ مع الدولة الصفوية التي اتخذت من الدين ستارا لافعالها ومن حب علي اداة انتقام من مناوئيها بعد ان استثمرت قرون الظلم و الاستعباد ضد الشيعة وكان المجلسي اهم ضواهر التشيع الذي يصفه شريعتي بالتشيع الصفوي سيطر ذلك التشيع و حاول محي التشيع الثوري الذي لطالما رافق مسار التشيع ونجح في ذلك فضهر تشيع يهتم بالطقوس والمضاهر واخذ يترك المنهاج الثوري وغيرت مبادئه و قواعده .
فما هي الطريقة لاصلاح الدين؟ دعا شريعتي الى نبذ الطقوس المشوهة للدين كالتطبير وغيرها من العادات البالية اراد اسلام يهتم بالمجتمع وقضاياه ومعالجة امراضه بدل اسلام الدولة الذي يبرر افعالها ويجعل السلطان ضل الله في الارض.كان تفكيره ثوريا و يقال انه مفكر الثورة الاسلامية التي حدثت بأعجوبة و لكنه لم يستطيع رؤية الانجاز الذي كافح من اجله بعد مقتله في شقته في لندن.
انا في اعتقادي ان نتخذ من منهاج الشهيد شريعتي في تسليط الضوء على معتقداتنا وافكارنا ومناهجنا و تنقيتها و واعادة النظر في بعض امورها التي لا تتناسب مع مقتضيات العصر وما وصل اليه الانسان الحديث من افكار ومعتقدات علينا مراجعة افكارنا قبل الهجوم والتشنيع و الاغارة على معتقدات الغير و محاولة اصلاحها , لقد كان شريعتي يقول : في الطب من الافضل تقوية مناعة الجسم بدلا من استخدام الادوية والوسائل الاخرى , وعلينا نحن ايضا ان نعتني بتطوير انفسنا وتقوية صفوفنا بدلا من الانشغال بالخصوم.
نرى في الزمن الحاضر المهاترات الطائفية بين الشيعة والسنة وقد تطور الامر حتى صار في الفضائيات و المواقع كل طرف يريد تبيان بطلان عقيدة الاخر ومساوئها ونراهم يأتون بالادلة و البراهين لدعم موقفه ونسي كل طرف النظر في معتقداته قبل ومساوء طائفته قبل ان يهاجم الطرف الاخر , ونرى مدى ضحالة مستوى التفكير العربي والاسلامي حين نراهم ينجرون وراء هؤلاء المشعوذين تاخذهم العواطف واستمر هذا الداء في الانتشار حتى في بعض المثقفين .
نرى الطرفين يتعاركان على مسائل تافهة كالمفاضلة بين علي وعمر وغيرها من المسائل التي مضى عليها 1400 سنة و قد ذكر المرحوم الدكتور علي الوردي قصة طريفة حول هذا الامر حيث كان يتمشى مع رفيقه الامريكي في احد الاحياء العربية وقد شاهدوا اثنان متخاصمان احدهم يقول علي افضل من عمر بينما الاخر يقول عمر افضل فقال الامريكي هل علي وعمر مرشحين في الانتخابات عندكم فقال الوردي انهما شخصان ماتا قبل 1400 سنة فسقط الامريكي من الضحك .
العلم المتحضر ترك تلك الخلافات لأن لديه مسائل اهم فهو منشغل بالاقمار الصناعية و ما وصل اليه العلم الحديث وعلينا ان ننسى الخلافات بيننا ونترك طريق الكره والتعصب الاعمى وان نتخذ من الاستماع للأراء الاخرى منهاجا لنا وان نتذكر شريعتي ليس من حيث معتقده او فكره فليس يهمنا ان كان اسلاميا او علمانيا او يساريا او يمينيا بل ما اتخذه من طريق الاصلاح الداخلي .
وارجو ممن قرأ هذه المقالة اذا كانت تسمى هذه الكلمات مقالة ان يعلم انها اول مقالة اكتبها في حياتي وليس لي خبرة بالكتابة وارجو ان تزداد خبرتي بمرور الوقت.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل س ...
- أحلى أناشيد وأحسن تعليم.. استقبل الآن تردد طيور الجنة الجديد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر السعد - شريعتي وطريق الاصلاح