أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عرفان کريم - دور الحزب الشيوعي العراقي في مسالة التضليل السياسي للحرکة الشيوعية والعمالية الجزء الثاني















المزيد.....

دور الحزب الشيوعي العراقي في مسالة التضليل السياسي للحرکة الشيوعية والعمالية الجزء الثاني


عرفان کريم

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الجزء الاول من هذا الموضوع تطرقت وبشکل عام الی مسالة ابتعاد الحزب الشيوعي العراقي عن قضية الثورة الاشتراکية والعمالية واقترابه من القوی البرجوازية المحلية والراسمالية العالمية ،ورايت انه من المجدي ان اشير الی بعض القضايا التاريخية والتي تتعلق بالمارکسية ،في محاولة للمساهمة في الکشف عن الهوية البرجوازية لهذا الحزب ،حيث لاحظت حجم هذا التضليل في ردود عدد من القراء على الجزء الاول من المقال المنشور ومدی خوفهم من القاء الضوء على هذه الحقيقة التاريخية ومدی شعورهم بها في المقام الاول.

الا انه يلزم التاكيد على ان التوهم بـ"شيوعية" و"يسارية" الحزب الشيوعي العراقي في اوساط القادة العماليين والشيوعيين، وبتصورات و تقاليد الحزب السياسية و نمط عمله السياسي، مازال يشکل عائق کبير امام تطور وظهور الشيوعية العمالية واليسارية الثورية في العراق. ولن يكون بوسع الحرکة الشيوعية والعمالية، ان تخطو الی الامام بالشکل الذي تتطلبه طموحاتها دون ابعاد هذا الوهم والغشاوة الفکرية السياسية عنها و عن نظراتها الثورية.

ولکون هذا الحزب يتواجد ومنذ اکثر من 76 عاما على الساحة السياسية في العراق ،فقد بقيت اوهام (المراحل الديمقراطية ) و(الوطنية ) و(الشعبوية العراقية) تسطيرعلی افکار وتصورات قسم کبير من القادة العماليين والشيوعيين الطليعيين ،وتحولت مصطلحات الاشتراکية والشيوعية الی کلمات (غير مرغوب فيها ) والی عبارات( يسارية ـ ثورية وفوضوية) في صفوف الطبقة العاملة في العراق. لقد غاب في ادبياتهم و في نهجهم السياسي تعريف مارکس وانجلز حول (الطبقات) و(الثورة العمالية) و(النضال الطبقي) لتحل محلها مصطلحات مثل الوطن والشعب، والديمقراطية بحيث اصبحت موضة (راديکالية) و مقياس لصحة خط هذا الاتجاه‌ او ذاك، هذه الشخصية او تلك، لقد حلت و سيطرت التصورات الشعبوية واللامارکسية للحزب الشيوعي العراقي علی العقلية الثورية للشيوعية في العراق.

لذلك ومن منطلق تحرير الفکر الثوري للطبقة العاملة والقادة الشيوعيين من هذه الاوهام ولتقوية الشيوعية العمالية ونشر تصوراتها في صفوف الطبقة العاملة ،ينبغي علی المارکسيين والشيوعين العماليين ،شن حملة فکرية ـ سياسية ،من اجل توضيح والکشف عن الهوية الطبقية للحزب الشيوعي العراقي، كونه حزب ينتمي الی صفوف الاحزاب البرجوازية التي تخدم الراسمالية ومصالحها في العراق، سواء عبر بذلك بشكل لفظي او لم يعبر، فواقع العمل و الممارسة اليومية و السياسية هي تضعه في هذا المسار. كذلك تهدف المقالة الى اثبات حقانية المارکسية واهدافها وترسيخ فکرة امکانية بناء المجتمع الاشتراکي.

ضمن هذا الاطار،ساطرح مقارنة بين توجه (الوطنية والشعبوية ) وادعائاتها وتصوراتها او رؤيتها للشيوعية وبين الطرح المارکسي لـ(للشيوعية العمالية). وذلك بتسليط الضوء علی الخطوط والتيارات السياسية التي کونت الهوية السياسية لهذا الحزب في المراحل التاريخية المختلفة لعمله السياسي وبشکل مختصر،اذ ان الغاية الرئيسية لهذه المقالة هي السعي لتكوين وعي سياسي بهذا الموضوع. و ساستعين في عدد من اشاراتي بکتابات القائد ومؤسس الشيوعية العمالية( منصور حکمت) وتحليلاته بشان الشيوعية والمراحل التاريخية ومعضلات المارکسية في البلدان المسماة ب(العالم الثالث) المصدر الرئيسي لهذه الموضوعة .

الوطنية کنواة اساسية لتکوين الحزب:

في مقابلة له‌ نشرت في مجلة (نحو الاشتراکية ) المجلة النظرية للحزب الشيوعي الايراني في عام 1989 والمنشور تحت عنوان (اختلافاتنا) يقول منصور حکمت:

{ بعد التغيرات التي طرأت على الاممية الثانية، وبعد انتصار القومية والاصلاحية في روسيا نهاية العشرينات، وبتطور القومية اليسارية في البلدان الواقعة تحت سلطة الامبريالية وخاصة مع الثورة الصينية، مع ظهور ( الماركسية الغربية )، ومن ثم اليسار الجديد، بدأ تغير الاستخدام الاجتماعي للماركسية خطوةً خطوة، واصبحت الحركات الاجتماعية غير العمالية، في اشكالها المختلفة، المفسرة الرسمية للماركسية}(1) لعل الاخذ بمصداقية وبموضوعية هذه الافادة التاريخية حول الهوية السياسية للحرکات والتيارات الراديکالية في العالم و التي ظهرت في المراحل المتعاقبة وتحت تاثير ونفوذ القوی والکتل الراسمالية المختلفة يساعدنا کثيرا علی فهم وادراك الاسباب الحقيقة التي ادت الی ظهور هکذا تيارات وتحت مسميات مارکسية و شيوعية.

ان من واجب الشيوعيين ان يفصلوا خطهم السياسي عن كل تيارات البرجوازية، و يعبروا قلبا و قالب عن مصالح و اهداف الطبقة العاملة، و قد اشار منصور حكمت و بشكل نقدي و علمي الى هذه الحقيقة بالقول{ اذا كانت القومية البرجوازية في بلد تحت سلطة (الامبريالية) او بين الشعوب التي تعاني من الظلم وجدت نفسها، لفترة قصيرة من التأريخ، في مواجهة مع سمات معينة من الامبريالية، فان اليسار اللاعمالي والذي صنعت خميرته من هذه القومية، اتجه الى اعتناق القومية وتطهير سريرتها. اما العامل الشيوعي والماركسية، فيرون خصال ومعالم البرجوازية في القومية ولا شيء غير ذلك}(2).

لقد لعبت مسالة الاستعمار وظهور حرکات التحرر في البلدان المسماة بـ(العالم الثالث) ومنها العراق دورا رئيسيا في نشأة وتکوين الاحزاب الشيوعية،اي ان الاسباب الرئيسية لظهور هذه الاحزاب هو وقوفها بوجه (الاستعمار ) والنضال المشترك مع البرجوازية المحلية ضده ،تحت اسم (حرکات التحرر)،ولم تکن مسالة الصراع الطبقي، هي موضوع النضال الرئيسي و لم يكن الهدف الاستراتيجي هو اقامة الاشتراکية، و لم تكن تلك هي استراتيجية تلك الاحزاب التي تاسست من اجل القضاء على الاستعمار، و الدفاع عن الوطن و الوطنية. واهملت قضية الراسمال والدور الاجتماعي للطبقات والاستراتيجية الثورية للطبقة العاملة.

ومثلما يؤکد الدکتور کاظم حبيب في کتابته‌ بعنوان (هل هناك تغييرات فعلية جارية في فكر وممارسات الأحزاب الشيوعية والمنظمات الماركسية في الدول العربية؟) علی هذه الحقيقة التاريخية حيث يقول فيها :
{كان للأحزاب الشيوعية وقوى ماركسية أخرى في منطقة الشرق الأوسط دورها المتميز في المساهمة في بلورة شعارات المرحلة وطرحها للنضال وتعبئة الجماهير الواسعة حولها, ومنها بشكل خاص نشير إلى ما يلي:1- الخلاص من الهيمنة الأجنبية وتحقيق التحرر وضمان الاستقلال الناجز ورفض التوقيع على الأتفاقيات المخلة بالاستقلال والسيادة الوطنية مع الدول الاستعمارية وإلغاء القائم منها. 2. إقامة الدول الوطنية المستقلة وإطلاق الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعب}. (3)
وهکذا عندما نتطرق الی الحديث عن الوطنية کنواة اساسية لتکوين الهوية السياسية للحزب الشيوعي العراقي، لن تنقصنا الادلة التاريخية، فهنالك الکثير منها، و ليس عسير على الاطلاق اثباتها. يکتب موريس عايق قائلا {كان الدور الاشعاعي للثورة الروسية حاسما في نشوء الأحزاب الشيوعية, ولهذا فقد ظهرت هذه الحركة وكأنها اضافة على واقع لا يناسبها ولا علاقة لها به, واحتاجت الى فترة زمنية لاثبات وجودها وتأثيرها وكان دورها في الاستقلال الوطني عاملا هاما في اكتسابها الشرعية على الرغم من الثغرات التي تخللت هذه العملية} (4).
وبالرجوع الی بدايات تاسيس الحزب في عام 1934 وتحت اسم (لجنة مکافحة لاستعمار والاستثمار)و المرحلة السياسية التي تکون فيها والی الوقت الحاضر،يستخلص السيد جاسم الحلوائي في مقدمة کتابه( محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي )،التاريخ الطويل للحزب في عدد من الجمل حيث يقول {کتب الکثير عن تاريخ الحزب ،فقد کتب عنه انصاره وخصومه واعدائه واخرون محايدون ،وتضمنت مذکرات وذکريات بعض قادته‌ اجزاء من ذلك التاريخ ، فلاغرو في هذه الکثرة من الکتابات ،فالحزب الشيوعي اقدم حزب سياسي عراقي ينشط حتی الان .ناضل هذا الحزب ويواصل النضال من اجل حرية العراق وسعادة شعبه ومن اجل الديمقراطية طيلة اکثر من سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر} (5).

ان هذا الوصف للسيد الحلوائي حول اهداف الحزب الشيوعي العراقي يوضح كل قصة حياة الحزب الا وهي (حرية العراق) و(سعادة شعبه ) و (الديمقراطية) فهل هنالك شيئا من المارکسية والاشتراکية في‌ هذه الاهداف؟ وهل تدعي التيارات القومية والاسلامية الموجودة حاليا في العراق غير ذلك؟ الا تدعي سلطة الاحتلال الامريکي کل يوم بانها شنت الحرب من اجل (حرية العراق) و(سعادة شعبه ) و (الديمقراطية)؟

ان الجواب والتفسير السياسي لهذه الظاهرة الغريبة عن تاريخ الماركسية ،نجده‌ في قول منصور حکمت حيث يقول( ان التمايز النظري الاول يتعلق بأسلوبنا لتقييم تأريخ الحركة. أي كيف تفهم الشيوعية وتعرف لنفسها ماضيها؟ اين تبحث الشيوعية الراهنة عن تأريخها؟ لاية موقع طبقي في المجتمع تنتمي؟ لماذا يتحتم علينا اعتبار جميع اولئك الذين يتعقبون، تحت راية المطرقة والمنجل، تخطيط الاقتصاد الوطني وتنظيم العمل المأجور في بلدانهم، أؤلئك الذين يبغون استرداد حقوقهم القومية، والذين يتعقبون استهلاك الخبز والزبدة المنتجة في وطنهم الام المقدس، والمطالبـين بالديمقراطية أو اولئك الذي يشعرون بـ"اغترابهم" في مجتمع "مافوق صناعي جزءاً من تأريخ الشيوعية؟) (6).

ان الشيوعية ليست تخطيط الاقتصاد البرجوازي،و لا تنظيم استغلال العمال، و لا اقامة المجتمع البرجوازي تحت يافطة الديمقراطية. الشيوعية هي كما عبر عنها ماركس و انجلس في البيان الشيوعي و في جملة موجزة وواضحة(( والهدف الأول للشيوعيين هو الهدف نفسه لكل الأحزاب البروليتارية الأخرى: تشكّل البروليتاريا في طبقة، إسقاط هيمنة البرجوازية، واستيلاء البروليتاريا علی السّلطة السياسية)) (7) .

الاشارات:

1- منصور حکمت ـ اختلافاتنا
2- منصور حکمت ـ اختلافاتنا
3- الدکتور کاظم حبيب ـ هل هناك تغييرات فعلية جارية في فكر وممارسات الأحزاب الشيوعية والمنظمات الماركسية في الدول العربية؟
4-موريس عايق ــ علی هامش الشيوعية العربية
5-جاسم الحلوائي ـ محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي.
6 ـ منصور حکمت ـ اختلافاتنا
7ـ البيان الشيوعي / مارکس ـ انجلز
http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1848- cm/02.htm



#عرفان_کريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورالحزب الشيوعي العراقي في مسالة التضليل السياسي للحرکة الش ...


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عرفان کريم - دور الحزب الشيوعي العراقي في مسالة التضليل السياسي للحرکة الشيوعية والعمالية الجزء الثاني