أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود هالي - مهرّج فوق أسوار القدس














المزيد.....

مهرّج فوق أسوار القدس


داود هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


مهرّج فوق أسوار القدس
تأليف: نزهة أبو- غوش
بقلم:داود إبراهيم الهالي

مقدمة لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني- القدس

مهرج فوق أسوار القدس هي مجموعة قصص للمؤلفة والأديبة نزهة أبو- غوش التي صدر لها عدد من الأعمال القصصية وخاصة في أدب الأطفال مثل لحن الماضي وقصص أخرى عام 2000 وحكاية هشام والعمة هيام عام 2000، وسعيد وأفراح العيد عام 2010 وغيرها.

وفي هذا العمل، نسجت المؤلفة نزهة أبو- غوش من حاضر مقدسي قد لا يبدو لكثير منا أكثر من أحداث وشخوص اعتدنا على التفاعل معها، في بيئة يفرض فيها الاحتلال في كثير من الأحيان مسارات نجبر على الانتظام بها ظلماً وقهراً، وتتوزع القصص البالغ عددها تسع عشرة قصة في 157 صفحة من القطع المتوسط، أعدتها المؤلفة بأسلوب سلس وبعبارات يطغى عليها الطابع الساخر الذي يظل فيه المحتل الغاصب حاضراً، وقد اختارت أبو- غوش من القصة "مهرج فوق أسوار القدس" عنواناً لتلك المجموعة التي صدرت حديثاً (2010) عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم في كفر قرع.

قد يبدو للوهلة الأولى بأن هذه المجموعة من القصص إنما هي شذرات لا ترتبط معاً في وحدة قصصية متكاملة، إلاّ أن قراءتها جميعاً تظهر اشتراكها في نقاط قوية تمثل أرضية المجموعة، فهي تشترك في نسيج يظل بارزاً فيه المكان وهو مدينة القدس، واستبداد المحتل الغاصب والإنسان الفلسطيني الذي يظهر تارةً بشخص طفل، يتنقل بين مدن فلسطين في قصة "في ظل الجدار" وتارةً ثانية في شخص طفلة لاجئة من قرية عين كارم، وتقيم في حي الشيخ جراح في القدس "قصة ما بعد الرحيل" (صفحة 23)، وتارةً أخرى جاءت القصة على شكل حكاية تروي قصة الفلاحة المكافحة أم حمدان، التي أزعجت بسلة الخضار التي قطعت بها المسافات الطوال موظفي بلدية القدس، بدعوى أنها تشوّه وجه المدينة لتبحث عن متكأ وزاوية تعرض فيها ما جادت به أرضها كما في قصة "وجه المدينة"(صفحة 53).

تتخذ المؤلفة لقصصها عناوينَ معبرة يبدو جلياً بين ثناياها أنها تصوّر الوقت الحاضر الذي يحمل في جعبته الوضع المأساوي الذي يخيم على القدس بشوارعها وأحيائها وأطفالها وفرحتهم المبتورة بالعيد، وأسوارها التي قرر المهرج أن يتخذ منها منبراً ساخراً يرقب منه الأحوال الصعبة لأولئك العابرين بين كلماته التي تختلط فيها الفلسفة بتفاهة التعبير، والحكم البليغة لفلاسفة عظام في سكة القطار الذي سيعرج على مدينة القدس مسافراً بين المستوطنات وربما مرسلاً نعيقه الذي سيطغى على صوت المهرج.

تنسج المؤلفة قصصها من واقع بسيط، يظهر بعض الجوانب الغنية في مدينة القدس، واقع نحاول تجاهله، ولكنه ببساطة هو الواقع الذي يفرض نفسه على كل التعقيدات التي نحاول إسقاطها على أمور بسيطة لنزيد الطين بلة، فجاءت تلك المجموعة بحلة متواضعة لتؤرّخ لواقعنا بيسر يخلو من التعقيد، فحكاية الفلاحة العظيمة التي تصارع سلطات الاحتلال في مسلسل شبه يومي، رافضة الابتعاد عن تلك المدينة التي تشدّها إليها رغم محاولات مستميتة من الاحتلال ومنا نحن الذين لا نلقي بالاً لتلك الأم والجدة المعطائتين، ومن أولئك المرشدين السياحيين الذين يغرقون السياح بقصص المكان المشكوك في صحتها، متجاهلين واقع أم حمدان التي تصر عدسات أولئك السياح على توثيقها، رغم امتلاء المكان بالحجارة الصماء والأحداث المتراكمة.

تكاد المؤلفة لا تترك جانباً من جوانب هذه المدينة الحزينة إلاّ وأعطته حيزاً في مجموعتها، ولعل تصويرها لحب الوطن والحنين الدائم له، بكل ما فيه من أودية وجبال وتراب وأناس وحياة، تأبى أن تتوقف رغم كل المحاولات التي يبذلها الطاغية المتمثل في المحتل الغريب، الذي لن يفهم الصمود الفريد لناس يأبون الاستسلام، ففي قصة "بين الطيّ والنشر" وتحديداً في الصفحة 17 تظهر المؤلفة على لسان إنسانة تعشق وطنها المكانةَ العظيمة لكل مكنونات البلدة القديمة، والحياة التي لا تنضب بين أزقتها، رغم تكالب الظروف القاسية على تلك الفتاة المتجذرة في الأرض، مقدمةً ذلك بأسلوب فني ووصف يشد القارئ، ويضفي الحياة على البحر الذي تتخذه الفتاة موضعاً لتقديم الشكوى.

رغم الجمالية السامية التي تكتسي بها هذه المجموعة القصصية إلاّ أن هناك عدداً من الملاحظات التي أرجو أخذها بالحسبان، عند إعادة طباعة "مهرّج فوق أسوار القدس" وهي ملاحظات في أغلبها فنية لا بد من تعديلها، فمن الضروري إعادة طبع المجموعة بحيث يتم تدقيقها لغوياً، وإن كانت لغة المؤلفة مرموقة، ومن المواضع التي لا بد من تعديلها لزيادة جمالية هذا العمل الرائع قولها: "وما زالت الأزمه على الشارع" في صفحة 47 والصواب أن تعدل التاء المربوطة وصياغة التعبير، كما يكثر في صفحات الكتاب الأخطاء المطبعية وتتداخل الكلمات كما في الصفحات 27، 32، 33، 36، 56 وغيرها كثير، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق باستخدام غير دقيق لعلامات الترقيم في كثير من الصفحات.

كما أن هناك عدداً من الأخطاء المطبعية النحوية مثل قولها: "ظهر فيهما تشققاً غريباً" في صفحة 50 والصواب "ظهر فيهما تشققٌ غريبٌ". أو قولها :"الشرطي يا صغيرتي" في صفحة 24، والصواب اشرطي.

وفي النهاية، أتقدم بالشكر للمؤلفة نزهة أبو- غوش على هذا العمل الذي يصور أحداثاً مهمة لمدينة القدس، بأسلوب قصصي فذّ يعيد إلى الأذهان المذكرات الجوهرية في القدس العثمانية، وتلك القصص التي توثق أحداث فلسطين الحبيبة، وأنصح بقراءة هذا العمل المتميز.

داود إبراهيم الهالي
القدس- فلسطين
ندوة اليوم السابع- القدس
[email protected]



#داود_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (في بلاد الرجال)رواية ذات فنية عالية


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود هالي - مهرّج فوق أسوار القدس