علي الفحّام
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 23:53
المحور:
الصحافة والاعلام
نظرة على الفضائيات
صوّت للمتسابقة رحمه
بقلم: علي الفحّام
ثانية تعاود فضائية LBC اللبنانية الهوية، والسعودية الإدارة، التسلل إلى ثنايا المجتمع العراقي، وتنتقي فتاة عراقية مقيمة بالعاصمة الأردنية عمّان، تضمها إلى أكاديمية الأمير السعودي المسماة "ستار أكاديمي" في سنته السابعة. ومع كل الترويج الإعلامي للبرنامج في معظم فضائيات الأمير المذكور؛ وهو من رجال الدنيا الذين يمتعون أنفسهم من لذاتها التي يأباها الدين والخلق؛ كنت عالما بانطلاق حلقات برنامج الستار، لكني لم اعلم ضمه إحدى الفتيات العراقيات، لولا رسالة شركة زين، المعتادة على نمط الرسائل المفروضة، أعلمتني الرسالة بحاجة " المتسابقة العراقية رحمه رياض احمد " إلى صوتي لعبور المرحلة إلى النهائي.. كانت ظهيرة حارة حينما وصلتني تلك الرسالة، قرأتها مسمعا من حولي من أصدقاء، بعضهم انهال على الراحل رياض احمد بكلام اعرض عن ذكره، وآخرون استفهموا مني عن اسم المتسابقة، لان رحمه ليست معروفة وسط كار أهل الغناء.. صحيح كنت ألحظ فتاة شديدة في سمرتها وكثيرة التحرش بزميلها الأردني محمد رمضان، ودائمة التردد على غرفة نوم الشباب، وغالبا ما كانت تهان وأحيانا تضرب، ويخرجونها من الغرفة عنوة، ظننتها فتاة لبنانية أو فلسطينية، لأمرين احدهما اللهجة التي كانت تتكلم بها لبنانية بحتة، والأمر الثاني أن التقارب بينها وبين زميلها الأردني كان كبيرا حد المزاح المفرط، وقصارى القول لم تبد رحمه أية ملامح تظهر عراقيتها..
رسالة شركة زين أشعرتني أن وطننا ومجتمعنا العراقي مستهدف سعوديا، فتارة يخترق الملك عبد الله عمقنا السياسي، وتارة أخرى ينتهك ابن أخيه الوليد حرمة مجتمعنا، ويضم إلى أكاديميته المختلطة فتاة عراقية للمرة الثانية. وفي المرة الأولى ساق بنفسه المتسابقة شذى حسون إلى النهائي، وأرغم بفوزها الجميع، وأظهرها لنا عبر إعلامه الموجه أنها وحدّت العراق من شماله إلى جنوبه، في الوقت الذي كانت عصابات وزمر القاعدة، المدعومة بالمعلومات والأموال السعودية تفتك بالأبرياء العراقيين، وتؤجج الفتن الطائفية والعرقية، وها هي السنون تثبت وهن نسيجه الذي حاكه ليلفنا به " وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " فشذى حسون تائهة الآن في هلام الطرب والغناء ولن ترى العراق ولم يعرفها العراقيون حتى الآن.. بعد ثلاث سنوات من فشل تجربته، يعود الوليد جاعلا نموذج رحمه والفتيات المشاركات قالبا للفتاة العراقية، ومحاولا كسر عادات وأعراف المجتمع العراقي مرارا وتكرارا، مصرا على أن الاختلاط بين الجنسين في أي مكان، وان كان داخل غرف النوم، هو أمر عادي لا إشكال فيه، وان تطور المزاح حدا يحمل الشاب الفتاة بين يديه!!.. استتبع القول أن هذا الكيد العظيم يأتي متزامنا مع اختيار مؤسسات الدعاية والإعلان للعربية المسلمة ريما الفقيه ذات الأصل اللبناني ملكة لجمال أمريكا لعام 2010 وهي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، واكبر الظن أن الغاية من الواقعتين هو استهداف صميم المجتمع العراقي والإسلامي، ذلك أن الوليد السعودي يخالط الصهيوني المتطرف روبرت مردوخ في قنوات الروتانا والبعض من مؤسساته الإعلامية المنحرفة، ومردوخ " يُعرف بإمبراطور الإعلام أو أخطبوط الإعلام وصاحب أكبر نفوذ إعلامي في العالم، ولد في استراليا من أصلٍ يهودي متعصب ومتطرف وداعم أساسي لسياسات الكيان الصهيوني في كل المجالات.. انتقل للعيش في الولايات المتحدة وأصبح مواطناً أميركياً من الدرجة الأولى وهذا ما سمح له بالاستثمار في قطاع الإعلام العالمي ".
هل بعد هذا موجب للسكوت والانكفاء مستسلمين؟ نعم في وسعنا أن نرد لأننا نمتلك أحصف العقول وأنفذ البصيرة، اغترفناها من بحر علم نبينا الفياض، رسول الله الذي نهى عن شراء المغنيات وبيعهن والتجارة فيهن وأكد أن أكل ثمنهن حرام، وأراد عن يخرج المرء من أعماق ظلام الجاهلية وسوء المروءة إلى عز الحياة الكاملة النماء، لقد شيد رسولنا الأكرم نصبا عظيما تتجسد فيه ملامح وصفات مجتمعنا الإسلامي العظيم، وبذل جهودا قل أن يكون لها مثيل. لسنا من دين محمد في شيء إذا سمحنا لمعاول الشيطان والوليد ومردوخ أن تهدم صرح كرامتنا وعزتنا الإسلامية، لن نسمح لهم أن يضعونا في قوالب وأنماط حياة شاذة، لن نسمح لهم أن يبيعوا ويشتروا فتيات مجتمعاتنا اللاتي عضهن الفقر بنابه، لنعلم أننا نمتلك من القوة ما لا يمتلكه هؤلاء الشواذ.. لان الله تعالى يقف معنا " أليس الله بكاف عبده " هو تأييد إلهي نحسه ونلمسه الآن بخلو العراق الذي لن تشم هواءه ثانية كل الأصوات التي أستقبحها الله، وهي تعيش الآن على موائد الرذيلة والفجور في ملاهي وبارات دول الجوار.. مسكينة رحمه ووالدها الذي يحتاج الرحمة، لأنها وان فازت بجائزة الستار فلن تكون رقما ذا قيمة أمام إيمان وحضارة شعب العراق الذي مازال يحيا كريما بعراقة أعرافه وتقاليده الأصيلة...
[email protected]
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟