رجال الدين في الكنائس والاعتداءات الجنسية على الأطفال

عامر حادي عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 15:05
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

لطالما سمعنا ومنذ زمن بعيد عن الاعتداءات الجنسية من قبل قساوسة الكنيسة التي تطال الأطفال بل وحتى أحيانا ممارسات جنسية قذرة مع النساء،وفيما لا يقبل الشك فان هذه الأعمال وتلك لاتمت إطلاقا أي صلة بالدين المسيحي أو التقاليد والأعراف المسيحية بل إنها مجرد سلوك شخصي غير منضم وربما منضم أحيانا في بعض الكنائس التي نمت فيها بذرة الانحراف والفساد!!وهذا أيضا يعتبر جريمة كبرى لدى المسيحيين من رجال دين وعوام محافظين وسويي السلوك ..غير إننا نستنتج من هذا وذاك إننا يجب أن ندرس ونحلل ونستنتج الأسباب المؤدية الى مثل هذه الجرائم واعتقد انه لايخفى على القاصي والداني أن السبب الرئيسي هو الحاجة:أي حاجة هذا الإنسان{القس}الى إشباع رغبته الجنسية واستعادة التوازن الفطري المفقود فبداية اختياره لهذا الطريق {أن يصبح قسا}أصبح لزاما عليه أما نفسه وإمام المجتمع أن يكمل الطريق ومن غير رجعة ومع مضي الأيام يصبح عاجزا عن كبح رغباته الجنسية مما يؤدي الى فقدان السيطرة على نفسه ويخرج من لباس القس فيتحول الى وحش كاسر يطال أذاه من حوله وخصوصا الأطفال وربما يسأل سائل
لماذا الاطفال بالتحديد؟
فيمكن ان نقول انه بسبب ضعفهم وكذلك سهولة التوغل في أعماق تفكيرهم ونسج خيط من الخداع يكون خيمة على عقل الطفل باسم الدين كما فعل الأب بريت في واشنطن حين تحرش – جنسيًا- بالصغير فرانك حيث حصره في أحد الحمامات، و أجبره الأب على التفاعل معه جنسيًا و بارك الأب ذلك العمـل، واقنع الصغير بأن ذلك هو الطريق لحصوله على العشاء الرباني .و مستفيدين أيضا من تواطؤ الجهات الأمنية والمختصة بمكافحة الجريمة معهم لتلافي الفضائح التي قد تطال الكنيسة كون القساوسة يمثلون واجهة دينية لبلدانهم وأي جريمة أو خطأ يرتكب من قبلهم يؤدي الى ضجة كبيرة إذا ما تم فضحه أضف الى أن معظم القساوسة لهم امتداد ونفوذ سياسي في معضم البلدان لذا تلجأ السلطات الى تغطية هذه الفضائح وعدم نشرها وعدم محاسبة المقصرين متناسين في ذلك حقوق المئات من الأطفال والضحايا الذين طالهم الاعتداء.. من هذا نستنتج ضرورة إشباع هذه الرغبة بطريقة شرعية ومتحضرة وضرورة قبول القساوسة بالحل الإلهي والفطرة البشرية{الزواج}وعلى البابا أن يجمع الكرادلة ويبحث معهم موقف الكنيسة من تغيير عهد العزوف عن الزواج ، الذي يقطعه القساوسة الكاثوليك على أنفسهم، وإلا فسوف تستمر هذه المعاناة وتتوسع ويتحول القس بمرور ألأزمان الى شخص خطير ومحل شبهة يجب الحذر منه وهذا ما لا يعقل ولا يقبل بالنسبة لرجل دين رسالته السلام.
وقد كشفت دراسة أمريكية عن أن 167 قسًا كاثوليكيًا أمريكيًا نقلوا من مواقعهم الكنسية منذ تفجر فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، التي ضربت الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة وقد أجري مسح اتضح منه أن عدد القساوسة الذين أوقفوا عن ممارسة واجباتهم الدينية ربما يكون أكبر من ذلك ؛ لأن كثيراً من الأبرشيات ترفض الكشف عن الأعداد الحقيقية، مما أدى الى تراجع ثقة الأمريكيين بالكنيسة ويشير المسح إلى أن 550 شخصًا قد قدموا شكاوى ضد رجال دين النصارى في ولايتي( ماسوشيستس ومين) فقط .
وأوضح تقرير نشرته لجنة موكلة بتحري الحقائق حول الاعتداءات الجنسية علي الأطفال في كنائس أيرلندا ومؤسساتها أن المحققون تعرفوا على 320 شخص تم الاعتداء عليه ما بين عام 1975 إلي 2004 بينما وصل عدد الشكاوي ضد القساوسة إلي 130 شكوى منذ عام 2004 وهذه فقط في منطقة دوبلين وبلغ عدد القساوسة الذين اعتدوا علي الأطفال في دوبلن 102 وركز التقرير علي 46 كاهنا ثبتت عليهم جريمة الاعتداء علي الأطفال جنسيا، كشريحة تمثل المعتدين، وقال التقرير أن أحد القساوسة اعترف بالاعتداء جنسيا علي 102 طفل، بينما اعترف كاهنا آخر بالاعتداء علي طفل مرة كل أسبوعين لمده 25 سنة.
هذا مثال على ماكشفته بعض التقارير وما خفي كان أعظم حيث أن كثير من الفضائح لم تكشف وهناك فضائح كشفت على نطاق ضيق وتم التكتم عليها.

#عامر_حادي_عبدالله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل