أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بودريس درهمان - بناء المعنى و محنة ابن رشد ‏














المزيد.....

بناء المعنى و محنة ابن رشد ‏


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 23:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


المعنى لا وجود له بداخل أدمغة البشر لأنه يوجد في المجال ‏العمومي بمعنى يوجد في الطريق كما قال الجاحظ وهنالك ‏عبر التاريخ مؤسسات رسمية و غير رسمية تسهر على بناء ‏المعنى الاجتماعي. ‏
المعنى الاجتماعي في الدول التي تفتقر إلى الديمقراطية و إلى ‏المؤسسات الديمقراطية يتحول إلى استجابات سلوكية، تشبه ‏إلى حد كبير سلوكيات حيوانات العالم الروسي بافلوف التي ‏روضها كثيرا حتى أصبحت تستجيب بلعابها للإثارة التي ‏كانت تشكلها الأجراس؛ و أمام الملا و بمرأى الجميع...‏
المؤسسات الإعلامية المستقلة المساهمة في بناء المعنى ‏منعدمة و حماة بناء المعنى بداخل الفضاء العمومي تحت ‏تأثير الموجات الانحرافية المهاجرة على شكل برامج دقيقة، ‏أصيبوا هم الآخرين بالانحراف و هنالك مظاهر عدة تثبت ‏هذا الانحراف...‏
حماة بناء المعنى يسهرون على بناء المعنى بما فيه المعنى ‏الثقافي، المعنى السياسي، المعنى الفني و كل المعاني ‏الأخرى. حماة بناء المعنى بداخل المملكة المغربية لا يختلفون ‏تماما مع معارضيهم رغم تضارب وجهات النظر و اختلاف ‏الآراء المترتبة عن بناء معانيهم
ليس هنالك معنى خارج الفضاء العمومي؛ لهذا يفضل حماة ‏بناء المعنى الاقتباس من الشر، لأن المعنى بداخل الفضاء ‏العمومي هو معنى مشترك يساهم في بنائه الجميع و يدافع ‏عنه الجميع و هم لا يريدون أن يكون هنالك قاسم مشترك، ‏إنهم يفضلون فقط أن يكون هنالك لا معنى؛ لهذا ينشرون ‏الفزاعات بداخل جميع حقول الإنتاج ليخيفوا الأغلبية الصامتة ‏و يقفون حجرة عثرة كأداء أمام أي محاولة لبناء معنى حر ‏نزيه و مشترك..‏
باستثناء القاسم المشترك الذي تشكله رمزية وحدة الدين و ‏الوطن و النظام السياسي ( الله، الوطن، الملك) فليس هنالك ‏قاسم أخر غيره مشترك. فاللغة ليست قاسما مشتركا كما يعتقد ‏الجميع، لأن هنالك لغات متعددة بداخل المملكة المغربية لا ‏يريد النظام السياسي الاعتراف بها ليبقى القاسم المشترك ‏الوحيد الذي يتقاسمه المغاربة بشكل حقيقي هو موروثهم ‏الجيني و البيولوجي الذي حافظوا عليه في انصهار ذهني مع ‏وحدة الدين و الوطن و النظام السياسي. الحفاظ على ‏الموروث البيولوجي و الجيني خلال القرون السالفة كان ‏يرتكز على سلطة الخوف و القهر إلا أن هذه السلطة خلال ‏القرنين الأخيرين استطاعت أن تستند في أداء مهامها ‏التاريخية على العلوم الحديثة بما فيها علوم الإعلام و علوم ‏البرمجة الذهنية للمجتمع. هذه العلوم و علوم أخرى جد دقيقة ‏تم استغلالها لتكريس سلطة الخوف و القهر؛ و الاختلاف بين ‏طبيعة سلطة القهر و الخوف خلال القرون السالفة و سلطة ‏الخوف و القهر خلال القرنين الأخيرين هي آن في الأولى ‏سلطة القهر و الخوف هي غاية ووسيلة في حد ذاتها و خلال ‏القرنين الأخيرين هي فقط غاية أما الوسيلة فهي العلوم و ‏الايدولوجيا بالإضافة إلى الدعاية و التخريف.‏
ضآلة محتويات الأوعية الذهنية للمواطنين المغاربة من علوم ‏و آداب و فنون ساعدت كثيرا على تكريس سلطة الخوف و ‏الترهيب ليبقى المثقفون الواعون بتقنيات سلطة القهر و ‏الترهيب يعيشون نفس الحالة التي عاشها ابن رشد لما أعطت ‏السلطة الأوامر لقاضي القضاة بإحراق كافة كتبه. محنة ابن ‏رشد لازالت مستمرة في الشوارع.‏



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدرة الإلهية و الانتقال الديمقراطي
- مجتمع السوق السوداء
- الفلسفة البنائية و الرقي المجتمعي الحديث
- تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير يتحامل على المملكة ا ...
- تقرير مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية يتحامل على المم ...
- الأخضر الإبراهيمي و نزاع الصحراء
- المغرب، الجزائر و الاتحاد الأوروبي
- قروض البرنامج الاستعجالي
- لا لترويع التاريخ
- عودة الأشباح إلى سكان الكوكب الأرضي
- الوطنية و الكونية المجسمة
- المنظومة التربوية من الازدواجية إلى التوازي
- الديمغرافية و الرجال ذوي النوايا الحسنة
- سنة 2010 نهاية تاريخ
- الحكم الذاتي في الصحراء: هل هو محلي أم جهوي؟
- هل تم تأهيل منطقة الصحراء حتى تستطيع تحمل مثل هذه الأعباء؟
- الآلات التواصلية و الدماغ البشري
- هل نجحت الدولة الفدرالية العراقية ؟
- دماغ ماكلين و البيولوجيا العصبية
- بنك شمال إفريقيا، مقرض الملاذ الأخير و الفدراليات الثقافية


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بودريس درهمان - بناء المعنى و محنة ابن رشد ‏