أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحق فيكري الكوش - يمكن لمصر ان تتصرف بنفس الجنون الاسرائيلي فيما يخصل نهر النيل!!!















المزيد.....

يمكن لمصر ان تتصرف بنفس الجنون الاسرائيلي فيما يخصل نهر النيل!!!


عبد الحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 00:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لقد كان الباحثون المغاربة سباقون كالمعتاد الى طرق ناقوس الخطر بخصوص أزمة الماء في العالم العربي(1).، وقد خصصت جريدة الوحدة الصادرة عن مجلس القومي العربي سنة 1991 عددا خاصا عن الأمن المائي العربي(2).، تجند فيه الباحثون و الخبراء المغاربة و غيرهم و نبهوا الى خطورة الوضع المائي في العالم العربي و الى خطورته أكثر بالنسبة لمصر، وقضية الماء تحضر دائما ضمن اجندة كبار المسؤولين المغاربة، و الحسن الثاني كان سباقا في الإشارة الى خطورة هاته المادة الحيوية، و أن القادم من الحروب بسببها أسوا من الحروب التي دارت رحاها لأسباب أخرى، وهاهي عشرون عاما مرت من صدور العدد ذاك، كمان الدراسات و الأبحاث و سيلا كمن الكتب، و صيحات التحذير لم تتوقف، و لا اعتقد أن احد امن المسئولين المصريين يحمل هم الماء" بالحجم الذي يستحقه، ، باعتبار انه لا توجد خلية أزمة مائية دائمة على أعلى مستويات القرار السياسي بالجمهورية المصرية، خلية أزمة و يقظة مختلطة من العلماء و الاستخبارات و الباحثين... عكفت منذ ذاك العهد على وضع خطة إستراتيجية استباقية، ومنتبهة للمخططات الإسرائيلية - و لا أقول الإثيوبية-، التي توسوس في صدور الأفارقة ليل نهار لتهويد و عبرنة الجوار المصري ...
النيل يرتبط به نحو 160 مليون إنسان، من ثقافات ودول متعددة بشكل مباشر، و يعتمدون عليه بشكل مشترك كمصدر للحياة و الوجود و الاستقرار، وغالبية سكان هذا الحوض يعيشون على حد الكفاف ويعتمدون مباشرة على الخيرات الطبيعية للأنظمة الإيكولوجية.
النيل ليس حقا لدولة ، و لكنه تاريخ مشترك، و ان تحريكه كورقة، غالبا ما يتكون من ورائه دوافع سياسية، اكثر منها دوافع اقتصادية، ظاهرها الابتزاز و باطنها المؤامرة، انه الورقة التي استعملتها أمريكا ضد جمال عبد الناصر و استعملتها اسرائيل في مقايضة اليهود الفلاشا و سيستعمل في أي وقت، بناء على رزنامة مصالح الدول الكبرى في المنطقة ....
84 في المائة من مياه هذا النهر تأتي من جبال إثيوبيا، و 16 في المائة من هضبة بحيرات إفريقيا الوسطى(3)، و حسب إحصائيات المركز العربي لدراسة المناطق الجافة و الأراضي القاحلة، فالموارد المائية المتجددة في العالم العربي لا تشكل إلا حوالي 0.74 في المئة من مجموع المياه المتجددة في العالم(4)..
وهنا مكمن خطورة الزضع المائي في المنطقة العربية ، و حساسية هذا الملف بالنسبة لكافة الشعوب العربية ....!!!
و هنا خطورة الوضع المائي في مصر و في العالم العربي، و هذا الرصيد المائي لدولة لدى دولة أخرى، لن يجعل أي دولة تنام، فالأمر لا يتعلق برصيد مالي أو تاريخي، و لكنه الماء" سر الحياة"، الماء الذي هو مصر و غير مصر، الماء الذي هو الإنسان ..
لن ننسى أن قضية الماء و قضية النيل خاصة، تشتم منه رائحة التوابل الأمريكية أيضا ناهيك عن صاحب وصفة اعداد هذا الطبق "اسرائيل"، و رغبتهما معا في معاقبة النظام السوداني، معروفة، فبعد أن تم فتح شهية المرض عنده من خلال ملف "دارفور" وملف الانفصال في الجنوب و حركة تحرير كوش، حان دور بناء سدود إثيوبية بخبرة إسرائيلية أمريكية، لاستكمال بنود المؤامرة، وهي استعمال سلاح "الماء" لتركيعه، و لهذا فالولايات المتحدة لن تذخر جهدا في أن يتسوق المصريون و السودانيون معا، نفس القفة "المؤامرة الأمريكية " من سوق مصالحها في المنطقة، و مصالح رفيقتها في السوء "إسرائيل" فلا يوجد صديق دائم لدى الأمريكيين غير الشيطان، وقد سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن حاولت معاقبة جمال عبد الناصر من خلال دعم إثيوبيا بإقامة سدود على النيل ..
التعاون الإسرائيلي الإثيوبي، و لعبة المصالح بدأت منذ ظهر الكيان الصهيوني، و بدأ من خلال اتفاق سري تم بموجبه تسليم القنابل العنقودية و طائرات الكفير للجيش الإثيوبي، في مقابل السماح ليهود الفلاشا بالهجرة نحو ارض في فلسطين المحتلة..
إن الأمن المائي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، و لعلي اليوم أمام ظاهرة غريبة، هي رد الفعل المصري الذي لم يرق لي، و ما تهديد جريدة الأهرام لإثيوبيا بحرب حتى الرمق الأخير، إلا فصل من حكاية الثعلب الذي هدد الحمامة بإسقاط النخلة في مقابل الحصول على فرخ من فراخها....
إن هاته العقلية في التصرف، لا تليق حتى بإنسان في العصر الحجري، فبالأحرى أن تقنع إنسانا يوجد في القرن الواحد و العشرين !!!
اللهم إن كان السياسيون يفكرون في حل جهنمي، وهو حل سهل من ضم مصر الى الحبشة العظمى، كمقاطعة جديدة، و تقديم القرابين للإمبراطور الإثيوبي ، ويا دار ما دخلك شر؟؟؟؟
لا يعقل أن يتم تجييش و تهييج شعب ضد دولة شقيقة في مباراة قرة قدم، و تقديم الشعب المصري الى الخارج كشعب من الأوباش/ كمثقفه كجاهله كفاننه...، الجميع مصاب بصرع وهستيريا البالون الفارغ؟
ولولا تلك النخبة التي مازالت تحتفظ برصيد من الكبرياء القومي المصري التي تصرفت تصرفا شجاعا يليق بسمعة مصر، وحفظت لها ماء وجهها، لكنا قد وضعنا أيدينا على قلوبنا، و على الوضع الذي وصل إليه قلب الأمة العربية "مصر"؟
لا يعقل ألا يتصرف الشعب من خلال مسئوليه، الذي لهم باع طويل في ضرب الطبل الفارغ، في مباراة مصيرية و تاريخية ضد إثيوبيا، وهذا التصرف يكون مدروسا منذ عدة أعوام، بناء على محاور للتدخل، و على دراسات ميدانية ...
ربما أن الرئيس يشرب ماء غازيا في شرم الشيخ معبأ في بلد الأصدقاء النبلاء الذين يفتحون عنده دكانا للتجسس وصناعة المؤامرات ، أو ربما أعجبه الإدمان على تناول عسل التسويات في الشرق الأوسط الذي تعده خلية الزنابير في إسرائيل، فاعتقد أن عبرنة دول الجوار "مزحة" خفيفة، من مزح نجم مصر الأول في السخرية " عادل" ، وهو عادل حقا في أن منحه لنا التاريخ في وقت مناسب ، فوحدها السخرية منا كانت عادلة في النيل منا ..
إن حق مصر في ماء النيل ليس قرار بيد هؤلاء الإثيوبيين، بل هو حق الهي و طبيعي، يتجاوز كل المواثيق و الأعراف و كل الوسائل مباحة في هذا الشأن، بما فيها استعمال السلاح النووي و أي سلاح موجود، لأن القضية تتجاوز العقل، و يباح للمصري و الحالة هاته باستعمال "الجنون عينه" و كافة الأسلحة المجنونة لضمان حق الهي و طبيعي، كتلك التي استعملتها إسرائيل في غزة..
إن عبرنة العمق الإفريقي لمصر و لمنبع النيل، عمل تقوم به الآلة العبرية و تشتغل عليه منذ أن نشأت كالسرطان بين أضلعنا، و لم يرقد و لن يرقد لها جفن إلا و العمق الإفريقي للجوار المصري " معبرن عبرنة كلية" ، لعل إسرائيل تتنفس تاريخيا وهي شبه متأكدة، من أن حدوث أي هجوم محتمل من هؤلاء الأفارقة و المصريون، بناء على تحالف ممكن، قد صار نسيا منسيا، وهؤلاء الأفارقة للذكر لا تنس إسرائيل أن تسميهم العبيد أو الكوش كلما وضعوا أرجلهم في فلسطين ...
لسنا متحاملين ضد مصر و لا ضد رئيسها، و لا نتشفى ولكننا نغلي، ونحن أمام هجوم غير مسبوق ضد مصر، كان آخرها إحصاء تقول أرقامه أن 8000 مصري من الفنانين و الكتاب و الشعراء يتعاطون المخدرات ؟
إنها حرب على كل الواجهات ساهم فيها حكم لم يكن بالمستوى التاريخي لمصر، حكم يتآكل و يأكل الصدأ أطرافه، و رغم ذلك يعاند الحقيقة الصادمة من أن مصر على حافة الإفلاس الفكري و الاقتصادي القومي؟
_________________________________________________
1- ا بين يدي عدد من مجلة الوحدة العربية العدد 76 السنة السابعة يناير-1991 الصادر عن المجلس القومي للثقافة العربية تناول فيه مجموعة من الباحثين المغاربة قضية الماء في العالم العربي من بنهم عبد الاله بلقزيز و المختار مطيع والدكتور عبد القادر القادري أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق بالرباط
2- مجلة الوحدة العربية العدد 76 السنة السابعة يناير-1991 الصادرة عن المجلس القومي للثقافة العربية
3- الأمن القومي في حوض النيل و البحر الأحمر- نظرة فرنسية المنار، عدد 39-40 مارس 1988 ص 82
4- شؤون عربية عدد 51 شتنبر 1981 ص 29 مجموعة من الباحثين





#عبد_الحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحق فيكري الكوش - يمكن لمصر ان تتصرف بنفس الجنون الاسرائيلي فيما يخصل نهر النيل!!!