عرفان کريم
الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 00:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قد لايتسع حجم ومساحة هذه االکتابة للاعطاء شرح و سرد تاريخي شامل ولعرض صورة اکثر تفصيلا عن الدور السلبي للحزب الشيوعي العراقي في مسالة التضليل والتمويه السياسي للحرکة الثورية والجماهيرية في العراق وباسم (الشيوعية)وعلی مدی اکثر من 70 سبعين عاما من تاريخه،ولکون هذه القضية تحتاج الی بذل جهود اکثر وشروحات اعمق وخاصة علی المستوی النضال الفکري والتنظيرالمارکسي،حيث سنواجه في هذا المجال فئة واسعة من کبار(المثقفين ) و(حملة الشهادات) و(الشخصيات الوطنية العريقة) و(المحاربين القدماء) ذوي الخلفية السياسية والتاريخية في الحزب الشيوعي العراقي ولاننا بانتقاداتنا (الثورية) هذه ،سنکفر بالمقدسات والالتزامات(الفکرية والحزبية) للهؤلاء وسنخلق و( بحماسنا الشبابي) ضوضائا مزعجا في سکون العبادة الابدية(لحزب الشهداء)،کما سندخل معهم في معمات النقاشات والسجالات اللامنتهية والتي يجد فيها هؤلاء کهنة(التکفيرالايدولوجي) وقديسي (الشعبوية العراقية) لذة (ثقافية) نادرة ،لذا يفضل ان نترك الخوض في غمار هذه القضية الی امد قادم ،وکملاحظة ضروروية في هذا المجال ولکي لانترك حجة ما ،للسفسطة الکلامية والتضليل المستهدف من قبل (الاباء الکلاسيکيون المحترمون) ،لاتقصد و لا تستهدف سطور هذه الکتابة التقليل من شان التضحيات العظيمة التي اعطيت في صفوف هذا الحزب باي شکل من الاشکال والتي راح ضحيتها الالاف من المناضلين والمناضلات ،من اجل بناء مجتمع اشتراکي ومن اجل انبل الاهداف الانسانية والاجتماعية ،انما الغاية منها الکشف عن الهوية الحقيقة لهذا الحزب الشعبوي البرجوازي والذي لايمت باي صلة بالحرکة العمالية والشيوعية ولازال مستمرا علی انتهاج التضليل السياسي للجماهير.
ان ما يتسوجب الحديث عنه هنا هي خطورة المرحلة التي يعيشها الجماهير في العراق ومنذ 7سبعة سنوات،حيث سيادة الاحتلال الامريکي المتغطرس وتسلط الميليشيات الاسلامية والقومية والمذهبية المسلحة علی رقاب وحياة الملايين في هذا البلد ،واستمرار الحزب الشيوعي العراقي علی انتهاج سياسة التضليل السياسي للجماهيروالمماشاة مع هذه الاوضاع وتقبل سلطة الاحتلال الامريکي والمشارکة السياسية مع حکومات تلك الميليشيات المجرمة،ولم يعد خافيا علی الاحد حجم الکوارث والماساة التي تعرض اليها الجماهير في العراق ومنذ دخول جيوش الاحتلال الامريکي الی هذا البلد ،حيث مئات الالوف من القتلی وسيادة الارهاب والحرب في معظم المدن العراقية وتشرد الملاييين وو..الخ من الاحداث المئلمة .
لقد انتهج هذا الحزب سياسة ديماغوجيةـ انتهازية ومنذ الايام الاولی لدخول القوات المتطغرسة لسلطة الاحتلال الامريکي (آشرس الانظمة الراسمالية في العالم) الی العراق ،حيث بارك قدوم اوباش الاحتلال تحت مبررات سياسة مثل (سقوط الديکتاتورية وبداية مرحلة جديدة من الديمقراطية في العراق )و (ضرورة المشارکة في البرلمان من اجل الدفاع عن الفئات المضطهدة)وساهم ومنذ الايام الاولی في عملية فرض سلطة دينيةـ قومية باسم (مجلس الحکم الانتقالي )حيث تکونت اکثر من نصف القوی والجهات المشارکة في هذا المجلس من عصابات وميليشيات(فرق الموت) التي قامت بقتل وتشريد مئات اللالوف من سکان العراق،وتوالت مشارکات هذا الحزب في حکومات العلاوي والجعفري والی المالکي حاليا.
لم يعد خافيا علی الطبقة العاملة والحرکة الشيوعية ،مدی معاداة سلطة الميليشيات القومية والمذهبية لمتطلعات ومطاليب هذه الطبقة والحرکة في العيش بالرفاهية والسلام ، وبعد هذه التجارب المريرة مع سياسات تسلط الفقر اکثر( من سبعة ملايين انسان تحت مستوی الفقر) و البطالة( 40% نسبة البطالة )و الفساد(العراق في مقدمة الدول في مجال الفساد الاداري والسياسي) وبموازاتها الحروب الطائفية والارهاب والاغتيالات والقتل الجماعي ،ما الذي يبقی من الشکوک في الاقرار والتاکيد علی بطلان ادعائات الحزب الشيوعي حول (الديمقراطية ومراحلها ) وضرورة( المرور بتجارب )حتی الوصول الی بناء (حکومة ديمقراطية وطنية ) انما مايعنيه هذاالحزب في الواقع ،هو الابقاء علی تسلط الميليشيات الاجرامية علی رقاب الجماهير تحت هذه الذرائع التافه ومن اجل مصالحه الحزبية الضيقة .هل يمکن ان يصدق بان هؤلاء الذين اتوا محملين علی ظهور دبابات الاحتلال الامريکي وتربوا تحت اشراف الانظمة القمعية في ايران والسعودية والاستخبارات الامريکية ،ان يجلبوا الديمقراطية الی العراق..؟
لذلك يستوجب علی القادة العماليين والمناضلين الشيوعيين والتقدميين في العراق ،ان ينتبهوا الی هذه الحقيقة التاريخية و ان يبتعدوا عن التوهم بشيوعية هذا الحزب او تقدميته ،ان الطبقة العاملة في العراق وحرکتها لها تاريخ حافل بالنضالات الجبارة ضد البرجوازية العراقية والقوی الراسمالية المتغطرسة التي شنت حملات الحرب والاحتلال عليها ، ولکن السیاسات الشعبوية والوطنية العراقية والتي ضلل بها الحزب الشيوعي العراقي اللالاف من القادة العماليين والشيوعيين المناضليين قد اهدر ولعقود من الزمن هذه الجهود العظيمة ،وعبر حصر هذه النضالات ضمن افکار وسياسات البرجوازية العراقية مثل (الاستقلال الوطني) و(الوطنية التقدمية) والایمان بنظرية (المراحل التاريخية للديمقراطية) افلح هذا الحزب في تکبيل التفکير الثوري والمارکسي للقادة العمايين والمناضليين الشيوعيين وحصرها ضمن هذه الخزعبلات البرجوازية ،والسؤال التاريخي الذي يستوجب ان يطرحه القادة العماليين والمناضلين الشيوعيين ،لماذا تطرح کل هذه الشعارات والمطاليب اللاعمالية واللااشتراکية امام اعلان او الحديث عن الثورة الشيوعية والعمالية؟ ،ما هي مکتسبات الطبقة العاملة من الوطنية والشعبوية ؟ هل يمکن ان يصدق بان معاناة البرجوازية العراقية والطبقة العاملة هي بنفس المستوی ؟ لقد ناضل مارکس وانجلز في القرن التاسع عشر من اجل بناء مجتمع شيوعي واعلنوا وقتها امکانية ذلك الامر ،ولکن الان وبعد قرابة قرن ونصف نسمع من حزب يحمل اسم الشيوعية بان (الوقت لايزال مبکرا لذلك) واننا لازلنا في مرحلة (النمو) ،انها تفاهات برجوازية ،انها خرافات الطبقة الراسمالية ،تلك الادعائات الفارغة ،انهم يقولون من الممکن ان نبني الديمقراطية الامريکية في العراق ،ولکن شيوعية مارکس فهذه غريبة علی المجتمع العراقي و ان المارکسية والمساواة والرفاه وبناء مجتمع استراکي خال من الاضطهاد و الطبقات فتلک بدعة (اوربية) ولقد ولی زمن (الثورچية الشيوعية) ،ولکن الديمقراطية الهمجية لجورج بوش ،القتل الجماعي والحروب الطائفية وتوزيع الفقر والمخدرات والبطالة والحرمان و البغاء علی الملايين ، فيمکن تحويلها الی ديمقراطيات (مالک بوش ) و(علاوي بوش ) و(سيستاني بوش ) و(حميد مجيد بوش) ان الواقع يتطلب ذلك ! وهكذا فوفق سياسات الحزب الشيوعي العراقي ونمط تفکيره ،علينا ان نکون (موضوعيين) ولانقفز فوق المراحل ،فما فعلتها سلطة الاحتلال الامريکي من الجرائم في العراق هي (مرحلة انتقالية) ،علی الطبقة العاملة ان تظل اسيرة هذه النظريات الفارغة وان تخدم البرجوازية الوطنية العراقية وان تتعاون مع الراسمالية الامريکية والبريطانية ،ان المرحلة تتطلب ذلك ...فيالها من السخريات السياسية !
27.05.2010
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟