نظرة في رواية امرأة من هذا العصر ...هيفاء البيطار

مروة السيوري

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 21:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

رواية امرأة من هذا العصر لهيفاء البيطار
بعد ان فرغت من قراءة هذه الرواية ,استوقفني كثيرا العنوان ,امرأة من هذا العصر أي عصر قصدته الكاتبة ,أي امرأة هذه التي تحولت إلى سلعة بيد شبقها والرجل مع العلم أنها تعتنق الديانة الإسلامية ،هل أرادت هيفاء البيطار أن تلفت نظرنا إلى الانحلال الأخلاقي الذي أصاب المجتمع بغض النّظر عن الدين أم أنها أرادت أن تفصل الدين كليا عن حياتنا إذا إن البطلة التي اختارتها هيفاء البيطار لروايتها لم تفكر لحظة واحده في التوبة حتى بعد إصابتها بالمرض الملعون لم..؟؟!!
الرواية في مجملها جريئة جميلة بغض النظر عن أخلاقيّات بطلتها غير السّويّة التي تظهر بها والتي تستفز قارئة مثلي لدرجة رهيبة إلاّ أن الحق يقال فقد وضعتني هيفاء أمام أسئلة مجتمعيه أخلاقيه نغض الطرف كثيرا عنها
فها هي البطلة تلتزم بالحجاب لإرضاء زوجها الذي لم يفكر للحظة واحده بإقناعها به بالحسنى أو بالتدرج، فبالرغم من انه أحبها وهي متبرجة .ولم يعترض إلا أن هاجسه الوحيد كان إرضاء أمه فقط وهذه قضيّة مجتمعيّة أخرى تكثر في مجتمعنا ... وتستكمل لنا هيفاء البيطار مغامرات بطلتها الجنسية في كل جلسة من جلسات علاجها من المرض الخبيث وفي كل مرة أنهى جلسة مع الكاتبة وكأنها تقول لي: المرأة جسد فقط بالرغم من إصرار بطلتها وثقافتها وتعليمها إلا أنها للأسف كانت محصورة في فكرة واحد وكأنني أسوء من الجاهلية في النظرة التي اختارتها الروائية للبطلة متى سألمس بين يدي رواية تقدس المرأة الإنسان "الرّوح"المرأة الزوجة الأم الحبيبة الابنة _غير الرّوايات التقليديّة_ وأي شيء من هذا القبيل
يبدو تأثّرنا بالغرب بات معلنا جدا ،لكن خلف هذا التّأثر غموض ولهذا التأثّر سبب أكبر من مجرد التقليد والكتابة يبدو أن المشكلة المتفشية في المجتمع هي (الثقافة الجنسية... إلى أين ؟أو من يسابق عليها ...!!!)
كتابات هيفاء البيطار وغيرها من أصحاب هذه الموجه لم تأت عبثا فمن المتحمل بل من المؤكد أنها تحاكي طبقة مجتمعية تحيى بيننا وهي موجودة إن لم تكن بالقرب مني فهي بالقرب منك أوحين مرورك إلى العمل وفي كل مكان
هذا الكتاب وغيرة الكثير لفئة محدودة لنقل أنها الفئة المحرومة ثقافيا في المثل هذا الموضوع أنا أرى أن هذه الرواية هي رواية إشباع !!!هيفاء البيطار تمتلك لغة سلسة جميلة متمكنة من الكتابة أذهلتني في الجلسة الثامنة عند دخول ابنها لؤي إلى المشفى فقد وصفت الموقف بطريقة مؤثرة للغاية ومشوقة جدا فقد كان يكفيني أن أعيد قراءة هذا الفصل أكثر من مرة لأشعر بأني قرأت أدبا . إنسانيا راقيا ....

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات