أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان مصطفى العمر - أتقزَّزُ من رجل يدهُ تسبق كلمته














المزيد.....

أتقزَّزُ من رجل يدهُ تسبق كلمته


بيان مصطفى العمر

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 00:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أتقزَّزُ من رجل يدهُ تسبق كلمته
الدنيا حقوق وواجبات .. مبنية على المسؤولية.. ومُطعَّمةً بالإحترام والتفاهم والحب والعطف والحنان والصداقة.. فإن فقدت إحدى هذه العناصر .. تحوَّلت إلى جحيم..
الفتاة.. الفتاة العربية ما زالت كبلبل مسجون في قفص قرب نافذة بيت أو بابه .. يودُّ كل من هذا وذاك أنْ تغردَّ له.. ذاك الشخص الذي يسمى بالأب ليس إلا بالسجّان.. يود من ابنته الحصول على كلّ شيء .. ولكن ما يريد هو، ليست بطموحاتها، ولا بإمنياتها..
أنْ تتفوقَ .. والأدهى من ذلك أن تكونَ الأولى على زميلاتها!.. يدعو من يحبُّ من أصدقائه .. ويرحبُّ بأهله وأقربائه .. وهي ليس لها من خيار مع أمها سوى النفخ والطبخ .. لا يهمُّ أن يكون عطرها مستخلص من الثوم والبصل .. المهمُ إرضاء أهله وأصدقائه..
الويل لها إن لم تجلِ أكداسَ قدور وليمة البارحة .. أو صحون إخوانها متى وأين ما أكلوا .. أو لم تُنظِّف وتكنس آثار التسونامي المدمِّرة في البيت .. بدلاً من تعاون الجميع بالتساوي..
كيف تجلسُ على فيلم أو برنامج يعجبها وأسرَّة إخوانها غير مرتَّبة ؟! .. آه ! نسيتْ .. هي ليست من أصحاب الحظوات مع جهاز التحكُّم (الريموت أو الماندو).. فإذا كان الأب جالساً استحوذ على الريموت ليرى كرة القدم وصيحاته تعجُّ في أرجاء الصالة.. أو يقلِّب ليعثر على "مسلسل باب الحارة" ليجد نفسه فيه وحسرات طويلة وعريضة على أيام زمان
وإذا اختلتِ الأمُّ ترى دموعها تذرف على "مهند ونور" تلعنُ ذلك اليوم الذي ... وإن وقع بيد الصبيان لا يسكتهم إلا "مسلسل السيمبسونز"، يضحكون من تصرفات الأب هومر الذي يذكرهم بمعلم لهم ذو كرش يصل إلى أنفه.. ويتعجبون من ذكاء البنت ليزا.. وينبسطون أو يقلدون شقاوة الابن بارت .. وهي تنتظر أن ترمى لها عظمة الريموت لحظة ما.
ثم تصل الى العمر الكافي ليقرر لها مستقبلها .. فيفتح لها باب السجن.. ليدخلها في زنزانة أخرى بالمنفردة .. وإن اعترضت فإذاً هي ابنته العاقَّة.. وما عليها إلا أن تتحرك وتسمع وتتكلم برأيه هو.. فهي كالجهاز الذي يُبَرمج لعمل شيء .. ويجب أن تنفذ الأوامر حتى لو كان الخطأ واضحاً كوضوح الشمس في وسط الصحراء في منتصف النهار.
وتفرّ من قفصٍ لتدخلَ آخر .. إن لم يكن أضيق .. فهو أقسى .. فهي تحلمُ بنومة الصباح .. لأنه عليها أن تعدّ لسيدها الفطور.. وتحضرّ له ملابسه مكوية ومرتبة .. وإذا عاد - في الساعة التي تعجبه - ولم يجد غداءه قامت القيامة ولم تقعد .. وهكذا فهي لا يحقُّ لها أن تعرف الملل ولا الكلل .. حتى المرضَ .. نحلة تكدّ بصمت .. وجنابُهُ متعب من عمل مضنٍ..

أما ذاك الشاب.. الابن الذي يسمي نفسه بالرجل يأخذ قراراته وحده، ويفرضها على غيره.. تلك القرارات الجاهلة الباطلة؛ وهو جالس يحلمُ أو يعدُّ نجوم السماء ليلاً، أو يراقب الطيور التي تطير في أعالي الغيوم نهاراً.. إن أشاروا عليه بالعمل قال: لا اجد أي عمل.. وهو يتأمَّرُ في البيت على من هو أضعف منه.. وإن تورطتَ وقلت له: ساعدْ في البيت.. فقد كفرتَ وخرجت عن الملة، ولا بدَّ بعد الخروج عن الملة.. إقامة الحد بالضرب والشتم والتأنيب .. حتى سفك الدماء.
الفتاة .. أي البنت ليست ملاكاً منزهاً هبطَ من السماء بدون أجنحة .. لها ما لها وعليها ما عليها .. كلما كانت مثقفة ومتفهمة أكثر كلما استطاعت أن تبني أسرة ناجحة .. لكنها تكره العدوانية .. تحبُّ أن تُحترم حقوقها ومشاعرها .. تتتقزز من رجل يدهُ تسبق كلمته.. تحب من يطبق (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).. لا تحب الإكتئاب والقلق والإنطوائية وكره الحياة..
الفتاة الناجحة تتمنى إذا اشتركَ اثنان؛ مثلاً شابٌ وشابةٌ، في الجلوس على مائدة متقابلان .. فالشاب يرى ما لا تراه الفتاة.. والشابة ترى ما لا يراه الشاب .. والحرّ تكفيه الإشارة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس
- مادلين.. صيادة من غزة تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية ...
- لأنني لم أجد أمًّا تحضن وجعي.. قررتُ أن أكونها
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- هنا الآن لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر ...
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- أعراض ارتفاع هرمون الحليب..كيف تختلف بين النساء والرجال؟
- شرطة عُمان تكشف بفيديو تفاصيل ضبط امرأة دخلت كسائحة صينية وم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان مصطفى العمر - أتقزَّزُ من رجل يدهُ تسبق كلمته