سوق الأربعاء الأسبوعي بجماعة المناصرة

فرح عبد الإله

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 20:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تعد الأسواق الأسبوعية من الظواهر الاجتماعية القديمة التي كانت تسود المجتمع المغربي وما زالت إلى يومنا هذا، وهي رمز من رموز التراث الشعبي للمنطقة أو المدينة، وتلعب الأسواق الأسبوعية دورا اقتصاديا وحيويا حيث تشكل مصدرا ماليا أساسيا من خلال تسويق المعروضات سواء كانت صناعية أو فلاحية.

ويعتبر سوق الأربعاء بدوار أولاد العسال من الأسواق الحديثة بمنطقة تسمى المرابيح التابعة لجماعة المناصرة، حيث تم إنشاء هذا السوق سنة 2009، نظرا لتطور العمران والسكان وحاجة الناس إلى توفير المتطلبات المعيشية بتوجيه من رئيس الجماعة، وذلك بإحياء دور الأسواق الشعبية على السكان المحليين، وقد سمي بسوق الأربعاء نسبة ليوم انعقاده وهو يوم الأربعاء من كل أسبوع، أما من حيث المسالك المؤدية إلى هذا السوق فهناك مسلكين وهما طريق مدينة القنيطرة وطريق سوق الأحد أولاد جلول ويبعد عن مدينة القنيطرة حوالي 15 كلم، وتبلغ مساحة هذا السوق حوالي سبعة هكتار وهو مربع الشكل، ويعتبر سوق الأربعاء ثاني أكبر سوق من حيث المساحة بعد سوق أحد أولاد جلول، يتوفر على ثلاثة أبواب رئيسية في الواجهة وباب واحد في الواجهة الخلفية المخصص للذبيحة. كما أن السوق هو ثاني مصدر حيوي لجماعة المناصرة بعد سوق الأحد، وهو فضاء يلتقي فيه المنتج والمستهلك وأصحاب الرأي والضبط ويتم فيه البيع والشراء واستطلاع أخبار الأسعار ومكان للتلاقي وتبادل صلة الرحم والتكافل الاجتماعي إذ يتمثل هذا الجانب في قيام الكثير من الرعية وميسورين بمساعدة أصحاب الإعاقات وذوي الحاجة من الفقراء وغيرهم ممن يطلبون المساعدة من مرتدي السوق، كما أن للسوق دورا اقتصاديا في تنشيط الحياة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة حيث يتوافد إليه السياح لشراء مستلزماتهم الحياتية والنماذج الجمالية وكذا الأدوات التقليدية خصوصا في فصل الصيف، مما يعزز الدور الاقتصادي والسياحي بالمنطقة.

ويعرف هذا السوق أنشطة متنوعة خصوصا الأنشطة الفلاحية كما جاء على لسان بعض التجار، ومن أهم المواد الفلاحية التي تعرض بهذا السوق، الحبوب بمختلف أنواعها والخضر والفواكه والحوامض والزيت ... بالإضافة إلى بيع اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، كما تعرض مواد الصناعة التقليدية كالصوف ومواد تكميلية كالملابس والأحذية والأواني والمصنوعات الخشبية، ويتوفر هذا السوق أيضا على عدة مرافق نذكر من بينها مخازن الحبوب، والدكاكين، ومكان الذبيحة، ومكان بيع المواشي...

ويقدر رقم المعاملات لهذا السوق كما جاء على لسان الكاتب العام لجماعة المناصرة حوالي 8 مليون سنتيم شهريا كمدخول للسوق، أما من حيث الكراء فتقوم الجماعة بكراء السوق ب 20 مليون سنتيم سنويا للخواص، نظرا لأن السوق ما زال في بدايته حيث لم يمر على إنشاءه سوى عام فقط، أما فيما يخص صك الدخول فهو رخيص جدا بالنسبة للتجار حيث يقدر ثمن الصك ما بين خمسة دراهم وعشرة دراهم حسب الكمية المعروضة للبيع وحسب الحيز التي تشغله البضاعة.

ولاشك أن السكان المحليين هم أول المستفيدين بحكم قرب السوق من الدواوير مثل أولاد زيان، أولاد الحاج أحمد، أولاد عزوز، أولاد برجال، أولاد العربي، أولاد العسال، القلالشى، العفايفة، الهيالفة، العنابسة، بيزانة، العميميين، الخوادرى ... وهي دواوير تنتمي إلى قبيلة المناصرة وهي قبيلة تقع بين نهر سبو والمحيط الأطلسي، وفي جنوبها مباشرة تقع مدينة القنيطرة، لا يفصلها عنها إلا النهر، وهي من القبائل العربية التي هاجرت في التغريبة الشهيرة إلى المغرب الأقصى، وذلك في عهد الدولة الموحدية، إلى جانب هذه القبيلة هناك قبائل أخرى تأتي لهذا السوق مثل قبيلة الشراردة وقبيلة بني مالك.

ويخلص بنا القول إلى أن السوق الشعبي (سوق الأربعاء) يمثل خلاصة حياة المجتمع، والاقتراب من هذا السوق يعني اقترابا من حياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعديد من أنماط السلوك، وهو مصدر مدخول لأغلب التجار سواء بائعي الخضر والفواكه أو الصناع التقليديون، إنه مكان تجد فيه كل ما تريد من منتوجات ودفئ الضيافة والكرم المغربي.

#فرح_عبد_الإله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل