رخصة للإنجاب

نورمان ويسدم جريمسدل

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 22:23
المحور: المجتمع المدني
    

منذ عدة سنوات شاهدت فيلماً أجنبياً يحكي فيه أحد أبطاله قصة معاناته في طفولته من تعذيب أبوه له ومعاملته معاملة غير إنسانية
وختم قصته بمقولة لازلت أذكرها حتى الأن وهي "إذا أردت أن تقود سيارة أو دراجة بخارية فأنت تخوض إختبار للحصول على
ترخيص يثبت أنك مؤهل لذلك..ولكن أي أحمق يستطيع أن يكون أبوك دون الحاجة لأي ترخيص".. وكنت أتذكر هذه المقولة
كلما رأيت حماقة أباء وأمهات في تعاملهم مع أطفالهم وخصوصاً في ما يعلمونهم من مبادئ أو تصرفات تؤسس وترسخ لمفاهيم
الصواب والخطأ وما يليق وما لا يليق في تعاملاتهم مع الناس.
ولكن الذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع اليوم هو ما حدث أمامي.. فقد رأيت إمرأة تسير أمامي وهي تحاول تفادي مفرقعات
صغيرة مما يستعمل في الأعياد والإحتفالات "بمب العيد" تنهمر عليها فظننت أنها معاكسات من مراهقين ولكني نظرت حولى فلم
أجد أحد فقد كان الشارع خالياً إلا مني ومن هذه المرأة فنظرت لأعلى فرأيت في شرفة الطابق الرابع إمرأتين وطفل لا يتجاوز
عمره ست سنوات ورأيت الطفل وهو يلقي بهذه المفرقعات بتشجيع من هاتان المرأتان وتعجبت أشد العجب من جهلهما وغبائهما ماذا
تظنان نفسيهما فاعلتين ألا تدركان أن تشجيع هكذا تصرف يعني عند الطفل أنه لا بأس أبداً من الإعتداء على أمن وسلامة الأخرين
فقط بغرض التسلية وعندها تذكرت أيضاً ما حدث معي منذ حوالى خمس سنوات فقد رن هاتفي الأرضي في السابعة صباحاً وكان
الطالب رقم غريب وكنت على وشك النزول لعملي وكل أقاربي ومعارفي يعرفون مواعيد نزولي للعمل مما يعني أن الطالب لا يعرفني
ولكني رددت لعل الأمر هام ففوجئت بصوت طفل يشتمني بتعلثم مما يدل على أنه تعلم الكلام حديثاً وكان واضحاً أنه لا يعرفني وأنه
طلب رقم عشوائي أيضاً للتسلية وإن كنت إستعجبت كيف إستطاع توليف رقم تليفون عشوائي من سبع أرقام حيث يجب عليه أن
يراعي في الرقمين الأولين أن يتوافقا مع رقم منطقة ما وإلا فلن يكتمل الطلب ولكن زال إستعجابي عند سماعي صوت ضحك
واضح لعدة نساء وظاهر من صوتهن أنهن كبيرات في السن مما فسر لي كيف تمكن طفل صغير مثله من طلب رقم صحيح فهن
من قام بتوليف الرقم وهو فقط قام بالسب وأكيد حسب تلقينهم له أي أنهم أرادوا القيام بتسلية مريضة وإستغلوه لتفادي المسؤلية
القانونية في حال كان المطلوب لديه خدمة إظهار رقم الطالب كما هو عندي وقام بتقديم شكوي ضد الرقم ليدعوا وقتها أنه تصرف
طائش من طفل صغير دون أن يفكرن لحظة في فساد ما يعلموه لهذا الطفل.
ألا يدرك هؤلاء أنهم يدمرون أخلاق مجتمع المستقبل؟ طبعاً لا..ومن المرجح أنهم هم أنفسهم كانوا ضحايا تربية مماثلة.
إذاً كيف نضع حد لهذا التخريب؟
لابد من عمل إختبار نفسي وتربوي لكل من يرغب في الإنجاب وعلى أساس نتيجته يمنح أو لا يمنح ترخيص بالإنجاب وفي حال
مخالفته لذلك وأنجب فعلاً يتم سحب حضانة المولود منه ويسلم لمن هم مؤهلين بحق.
فما رأيكم؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل