أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمران إبراهيم - عار الصمت














المزيد.....

عار الصمت


عمران إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 09:25
المحور: حقوق الانسان
    


أن يبكي المرء بعد أن بلغ من العمر عتيّاً شيء يثير انتباه من حوله وخاصة أولاده ، لذلك كان عليّ أن أتوارى خلف الأبواب، فدمعة أو اثنتين يمكن أن أبررها للأولاد وأمهم بحساسية العيون، أما أن يجهش المرء بالبكاء فهذا شيء آخر.
بعد أن قرأت ما كتب عن الدكتور عارف دليلة في الحوار المتمدن،و إصراره على موت محقق أو حياة شريفة انتابني الذهول ، ماذا بعد هل نملك غير البكاء أمام هذه الحالة الإنسانية ...
موجة عارمة من الضعف والذل سكنتني ، ولم أعد أطيق أسمي ، أنا لا أعرف الرجل ولم أره في حياتي لكني قرأت عنه وقرأت له قد أتفق معه وقد أختلف ولكني لا أملك إلا أن أحترمه و أن أقف أمام قلبه الضعيف باحترام و إجلال وأنا أشعر أن هذا القلب الضعيف يهزم كل كبريائي وتفاصيل حياتي اليومية التي ستستمر رغم ما سأكتبه وأقوله .
هل يصنع هؤلاء الرجال التاريخ ، و ماذا يفيدهم أن نقرظ ما يقومون به ، فقد كان بإمكانهم أن يسيروا مع الركب و أن ينحنوا للتيار ، يعيشون كما نعيش جميعنا نأكل وننام ونقضي إجازاتنا في الأماكن السياحية الفاخرة بل و يمكن حتى أن يكافأوا على صمتهم ، لكنهم اختاروا أن ينحازوا إلى المساكين و المظلومين وحلموا بغد أفضل للوطن و لجميع أبنائه .
أصابوا أم أخطأوا فالحلم ليس جريمة
ما هي مسؤوليتنا تجاههم وما هي مسؤوليات مثقفو الوطن وخاصة من يملك منهم بعض الحصانة النسبية.
على المثقفين من كل الأطياف اليساريين والليبراليين وحتى الفقهاء أن يقولوا لا بأعلى صوتهم أمام أصحاب القرار وفي كل المناسبات مخاطبين قمة الهرم الحاكم وقاعدته مستثيرين فيهم الجوانب الإنسانية بصراحة و وضوح دون مواربة في اللقاءات الخاصة وعلى شاشات التلفزيون و صفحات الجرائد وكل المنابر الإعلامية دون كلل أو يأس حتى يعود إلينا عارف دليلة و أكثم نعيسة و رياض سيف وبقية الفضلاء وكل معتقلي الرأي لاسيما منهم أولئك المجهولين التي نجحت الكثير من المنظمات الحقوقية بكثير من تضحيات أعضاءها أن تذكرنا ببعضهم حتى يعودوا بيننا اختلفنا معهم أم اتفقنا متذكرين المفكر الفرنسي المعروف فولتير الذي كان كثيرا ما يعرض المساعدة على عدوه الفكري اللدود جان جاك روسو مطبقاً مقولته الشهيرة ( أنا لا أتفق معك في كلمة مما قلت لكني سأدافع عن حقك في الكلام وإبداء رأيك حتى الموت)
هكذا بدأت أوربا في عصر التنوير وإلى هنا وصلت ، هذا ما يجب أن تجتمع عليه المعارضة ، إن كان ثمة معارضة ، الإنسان هو المحور بغض النظر عن انتمائه السياسي وسيجدون عندها من يقف معهم حتى من أهل الحكم الإنسان أولا وثانياً و أخيراً فعداءنا لأمريكا و الإمبريالية ليس عداء أزلياً غير مبرر وإنما لخوفنا من أن تنتهك إنسانيتنا بطريقة أو بأخرى وتنتهك أرضنا و كرامتنا هل فقدنا البوصلة وأصبح وطننا يأكل شرفاؤه .
ودعوتي للمثقفين ليست دعوة للتضحية المجانية ولكن ، برأي، أنه لن يضير أدونيس أو الطيب تيزيني أو الشيخ القرضاوي و المفكرين أمثالهم
أن يدلوا برأيهم و يعلنوا عن تضامنهم علنا وبالاسم مع حالات بعينها وليس عن طريق الكلام الفضفاض ، فلهم من الحصانة ما يمنع عنهم الأذى وهذه الأسماء هي على سبيل المثال لا الحصر .
كما أنه لا يضير ذلك الكاتب ، البين بين ، الذي أتحفنا برأيه العجيب بأنه لن يشارك بأي فعالية حتى لا تستغل مشاركته من قوى الخارج فله ولمن مثله أقول صمتكم عار.
وأدعو أهل الحكم ، من هذا المنبر الحر ،بأن يطلقوهم وهي دعوة حضارية إنسانية ، فقد آن لهم أن يستريحوا فهم مثلكم لهم أولاد وأزواج وأحباب ينتظرون عودتهم ، إنهم حصن الوطن تجاه الخارج، بحريتهم يقوى الوطن ، و من سجنهم ينفذ أعداءه ، أطلقوهم حتى نتدارك ما فاتنا من ركب الحضارة ، فبأمثالهم تبنى الأوطان ، أطلقوهم وأنا معكم ندحض آراءهم بالمحاورة والمجادلة والرأي ، إن كانت تستحق أن تدحض، بالقلم لا بالقضبان .
أما فقهاء السلاطين فأنا لا أدعوهم لشيء ولا أقول لهم شيئا و لن أقول..... أعانهم الله على شتم أمريكا.
يا أحبائي نحن بانتظاركم وبرموشنا سنكفكف جراحكم حتى تلوّنوا ما بقي لنا من الأيام بالأمل



#عمران_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلب إنتساب


المزيد.....




- الأونروا تتحدث عن شاحنات تنقل جثثا من إسرائيل إلى غزة
- إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو؟
- المفوض السامي لحقوق الإنسان: إجراءات الشرطة الأمريكية تجاه م ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- نتنياهو يناشد زعماء الغرب منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
- توقيف مؤثرة كاميرونية وسط خيم المهاجرين الأفارقة يثير ضجة في ...
- الاتحاد الأوروبي سيعلن عن مساعدات للبنان لوقف تدفق اللاجئين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمران إبراهيم - عار الصمت