للتاريخ مع الذكرى:المثقف الثورى..حسن حمدان..يا كمين بشر!!!

عبدالفتاح بيضاب

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 21:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

أتى الحياة ببيروت(1936)؛زار حاروف منبت شجرة العائلة فى بواكير الشباب الصورة التى أرتسمت فى مخيلته مظاهرالحرمان الحادلأهل قريته الواقعة على جبل عامل بجنوب لبنان استدعاها حين زار ليون الفرنسية دارسا للفلسفة (1956)حيث رأى التقدم والرفاه؛لم يتجل الفارق بين الهنا والهناك فى علاقة حنين وجدانى لرمال الحلة والصبية بل تعداه بأتخاذ موقف نقدى فك عنه قيود الأنتماء الفردى الهش الى رحابة أو معمعة العمل النضالى والذى من دونه لا يمكنه أعطاءأولئك وامثالهم حق أن يعيشوا وينعموا؛لم تكن هذه اللبنة الأولى فى (التكوين) ؛فى مدرسة المقاصد الاسلامية( قومى عربى )كان و لكن قبل أتمام المرحلة الثانوية فى (1955) كان يغازل ويعاقر الماركسية بل يتطلع اليها حتى يمم وجهه شطرها(1954)؛ومن بعد اكمال الثانوية لبى رغبة والده فى العمل بالتجارةوبسبب من ضدية فى تركيبه او عدم اتساق بينه وبين هذا العمل لاذ منه فارا بجلده؛ليطلب العلم فى فرنسا وعالمها الذى كان نموذج أولى بل الاساس لكل الاشتراكيات ؛نال الليسانس(1963) وهاجر ليعمل معلما بالجزائر لأربعة اعوام وفى ذات الوقت متابعا دراسته لنيل الدكتوراة المنجزة (1967) وبرفقة زوجته وأبنه عاد لوطنه؛عنت له العودة بداية الدخول فى اجواء الواقع والنظر فى باطن أشيائه والبحث فى محيطه الواسع والعميق والمعقد ليستخرج منه أدواته القول والكتابة بلغته العربية ليخرج للقارئ والسامع ليدير حوارا فى قضية يجزم أنه عاد ليس الا لها؛الممارسة العربية للفكر الماركسى؛ويناضل من داخل صفوف الحزب الشيوعى اللبنانى الذى بادله عطاءا بوفاء حتى نال عضوية لجنته المركزية فى مؤتمره الخامس (1987)؛ويتكلم ويكتب بالعربية وهكذا كانت(الصيرورة)؛أما بعد؛ففى مجمل محاور الحياة ومحتواها أو فى كل الاودية كان(القطع).
فى الفكر كان( مهدى عامل) منتج بحق حيث خرجت بضاعته البكرة فى:(مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكى فى حركة التحرر الوطنى) قسمه الاول فى التناقض والثانى فى نمط الانتاج الكولنيالى؛وله سفر لم يكتمل بعد(فى نقد الفكر اليومى).أما( هلال بن زيتون) فقد أعطى بفئ وظل كريم؛تقاسيم على الزمان؛وفضاء النون؛أىشاعر هذا!!؟وأىثقافة تلك!!؟ وفى كتابه (ماركس فى استشراق أدوارد سعيد) لافتا لخلل الثنائية والتماثل فى مفهوم أدوارد للماركسية البائنة أيضا فى مبحث( سعيد)حول المثقف والسلطة؛كان بارز حضوره وكثيف فى الندوة اللبنانية العربية العالمية ذو افق يتسع واطلاع يتعمق ومنطق يتماسك ؛كلمته حول (المثقف والثورة)كانت بيان.وحين رجع (طارق) لبلاده لم يألو جهدا ؛فهو؛وطيلة سنوات الحرب الاهلية فى لبنان يرحل بين قرى الجبل وبعض المدن محاورا أو مناقشا يثرى الحوارات السياسية بكل ما أوتى من قوة ؛كيف وهو الذى أصدر مبحثا هاما لأسباب الحرب الاهلية سماه:(النظرية فى الممارسة السياسية).من مهدى عامل الى هلال بن زيتون الى طارق تبقى كلها أسماء مستعارة للرفيق (حسن حمدان) مفكر ومثقف ومناضل وفى موجة العنف التى بدأت وقتذاك وقبله طالت قامات فكريةوسياسية؛قيادات الاحزاب الشيوعية فى السودان والعراق وغيرهاومن بعد محمود محمد طه؛حسين مروة؛فرج فودة ...وهكذاكان استشهاده فى 18/5/1987.مهرا نفيسا لمزاوجة الفكر الاشتراكى بقضايا الوطن أو قل بين عمومية الفكر وخصوصية الموروث.
هذا مدخل للذكرى كبشارة لكنها لا تلغى أنها للتاريخ وعقله المتجدد منارةولعلنا نخرج منها أسئلة للحاضر وأجوبة مطلوباته ولو أن التاريخ لايعيد تفسه بشكل مستقيم الا أنه يترآى من جديد فىحركته اللولبية أذ ما أشبه ليل العالم فىكونيته والعربى فى تميزه ببارحته وان تبدلت نقاط النهايات الصغرىفى التجارب الاشنراكية
والكبرى فى العالم الرأسمالى.
من النفع ان تبدى الاسئلة ولا ضرر أن تأخرت الاجابة أو تبدت بعد حين؛فهل تملك الموهبة عند المبدع تنحوبه بنزعة الفرادة لبرج عاجى او أنكفاء على ذاتيته والى أى مدى يعيق ذلك الطابع الاجتماعى للسلعة أو البضاعة الفنية (الجمالية)و أندماجه فى العمل الحزبى والسياسى وتبعا الجمهور وهل للمشكلة طرف وحيد هو الفنان أم للمسألة طرف خفى هوالاحزاب ذاتها وعلى الخصوص الماركسية ؛فأن هى وفرت (الديمقراطية) داخل المؤسسة أذ هى بمثابة كيمياء حيوية تزن معادلة (الحرية والالتزام) كثنائى يشكو من طرفه الاول (المثقف )ومن طرفه الثانى( السياسى) ولم يكن الحضور الكثيف للماركسية بهذا النص الا لسببين أساسيين : واحد ؛لأن (الفكر) فيها يتأسس كرابط كلى يتحمل وزر الجمعى المتوحد اقتصادى وسياسى وثقافى ليكون الناتج أجتماعيا قادر وكفؤ ان يمنح البشرية الحياة...وأثنين؛لأن الماركسية هى النظرية الاولى التى وهبت عناصر الثقافة الابداعية...الرسم..
الشعر...الغناء..التمثيل..دالة محتوى معرفى...أيوة..أيوة :(علم الجمال).
شكرا للأستاذ هلال بن زيتون المثقف الذى مكن أن يكون المناضل(طارق) أجسر وأقوى مناضل فى ذاك الزمان وفى هذى التخوم بميزة الوحدة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل