مناجاة لزيتية العينين 3

أحمد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 17:45
المحور: الادب والفن
    

حبيبتي
منذ عشرين عاما
وكنت بالثلاثين من عمري
وفي ليل ليماسول الهادئ
لم يك غير صوت البحر يأتيني
يسكب الأسرار برأسي
حكايات فينيقية
عن كاوس الأولى
حيث اللاحدود واللاتكوين
حيث الفوضى العادلة
وعن جايا كثيرة العشاق
البذرة الأولى
رحم البداية
أم البحار والجبال والريح والسماء
وكانت الأمواج تهديني
صدفات ملونة
وأغنيات لها أجنحة
عن هيرا والطاووس
وعن شبقية ايروس
ومجد أورانوس
وكنت أنت
وقبل أن أراك
كنت حلما يلون نومي
على حافة الحلم
تهيم فراشات
تصطف كقوس قزح
يتمدد متكئا على هامات الوقت
غيامات بنفسج
تهدهدها الريح
كلمات الرب
نجمات تتدلى
تتراقص على صدر البحر
موجات عشق اصطفت تصلي
بالونات الأمل الملونة
يطلقها أطفال من الياسمين
وفي بؤرة الحلم
كنت أنت
وكانت عينيك
وكان الحلم رمش عينيك
كان ليل ليماسول البشارة
وكنت أنت
حلم تحتويه محارة
وكنت أنا
أبحث عنك
في التاريخ وفي الجغرافيا
في عيون البسطاء
وقصائد الشعراء
في ساحات المدن
وأزقة الحكايات
في الباصات
والمكتبات
في الحانات
وفي الصلوات
في الأديرة
وفي الغابات
وكان البحر في كل ليلة
يسكب الأسرار
ويتمغها بخاتم اليقين
وكنت أغني لك وللبحر
وأراقصك أنت والبحر
وأعانقك أنت والبحر
ياسيدة الحلم
وأميرة البحر
أحبك

*ليماسول أحد الشواطئ الساحرة على الساحل القبرصي
*كاوس وجايا وايروس واورانوس وهيرا آلهة فينيقية قديمة

#أحمد_نصار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل