الضبعة وبحر البقر

سهير منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 13:34
المحور: الطب , والعلوم
    

موضوع الطاقة النووية الحديث فيه محاط بالمحاذير فإما ان تكون مع الجميع اوالويل لك لو حاولت ان تفكر دون وصاية ... وربما يدعي المتخصصون انه ليس لاحد ان يتحدث غيرهم ... وهذا إدعاء باطل لان الشان النووي شان مجتمعي له جوانب صحية وبيئية واقتصادية وامن قومي وادارة ازمات وتخطيط عمراني واسعاف ومستشفيات سرطان ومطافئ و ليس مجرد التعامل مع ازرار لوحة التحكم وتقنيات تشغيل المحطة . هناك ضغوط إعلامية من المتحمسين للنووي لاحراج الحكومة والرئيس ليتم الدفع بتحديد موقع الضبعة ويستشهدون بالامارات !التي تعاقدت علي اربعة محطات باربعين مليار دولار كاتعكاس لحالة رعب من ايران رغم ان وجود محطة توليد كهرباء نووية لن يقوي الخليج بل سيضيف عبئا ورعبا ونقاط ضعف ويشكل مشروع كارثة عند التعرض للقصف في حرب خليجية مقبلة ولهذا لايصح التعامل مع المحطات النووية بمنطق شراء اربعة سيارات آخر موديل !!!هناك مكاتب هندسية استشارية اوروبية قامت بدراسات بعد 11سبتمبر لمعرفة تاثير حادث ارهابي تحديدا ارتطام طائرة بمبني محطة نووية... ونشرت النتائج ان ارتطام طائرة بالمفاعل القريب من نيويورك وقدرته 1000 ميجا – سيتسبب في دمار حجمه 1000مرة حجم دمار هيروشيما ...وإذا كانت الاصابة لوحدة تبريد المفاعل فسيكون الدمار 30 ضعف دمار المفاعل ..."مما يعني وفيات وجرحي ومشوهين ومرضي سرطان بالملايين !!" في امريكا يخافون علي سكان نيويورك اليس من حقنا في مصران نخاف علي سكان الاسكندرية ودمنهور وقري البحيرة من مفاعل اخترنا له موقعا غرب الاسكندرية ونسينا ان اسرائيل لن تتردد مستقبلا في قصف هذه المحطة النووية لانها بعيدة عن حدودها بمسافة تضمن عدم وصول الغبار الذري والاشعاع للمستوطنين .
المعلومة الاخري الهامة هي ابحاث بالمانيا تفيد ان المحطات النووية في مستوي الاشعاع المنخفض العادي تسبب إرتفاع معدلات الاصابة بالسرطان المعروف ب" اللوكيميا" للاطفال و ابحاث بنسلفانيا عن زيادة معدلات سرطان الغدة الدرقية للكبار والاطفال. لهذا انا اشارك الكثيرين في العالم كراهيتهم للمحطات النووية ومنهم جماعة جرين بيس العالمية و جماعة التحرر من النووي و في اوروبا تقوم المظاهرات ضدها لانهم يعرفون مخاطرها علي الصحة والبيئة وتلويث المياه الجوفية كما انهم يقولون انها عبيء علي دافعي الضرائب لان التكلفة الحقيقية للكيلووات ساعة تدعمها مصروفات حكومية وان تكلفة التخلص من النفايات و تفكيك المحطة اعباء تجعلها غير اقتصادية بعكس ما تروج له الشركات في خدعة عالمية بدات بوادر تكشفها ولن يتبقي امام هذه الشركات مستقبلا الا الدول النامية سوقا واعدة ...
ورغم هذا إ ذا رات القيادة ان محطة توليد الكهرباء النووية مصلحة قومية ولابد من انشائها فلا نملك الا ان ندعولاعتبار سيناء اختيارا افضل ليؤمن المحطة من اي احتمالات مستقبلا وعمر المحطة خمسون سنة سيتخللها حتما الادعاء ان مصر تصنع اسلحة الدمار الشامل ...حتي لوتاخرنا قليلا لاعداد موقع جديد في شمال سيناء فالموضوع يستحق .
ولتتحقق ايضا المصلحة الوطنية علي اكمل وجه نرجوا ان يتم استثمار الضبعة المتنازع عليها في مشروعات قومية ذات طابع تنموي بعيدا عن الفلل وحمامات السباحة واقترح علي سبيل المثال جامعة عالمية للعلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وطاقة الهيدروجين والنانو تكنولوجي-مدينة تجارية عالمية ومدينة معارض ومدينة مؤتمرات- مركز استشفاء طبي عالمي في اجمل بقعة علي البحر المتوسط - مركز ابحاث تحلية المياة واول محطة تحلية باستخدام الطاقة الشمسية .وبهذا تكون الضبعة المحطة الاولي في مشروع تعمير حقيقي للساحل الشمالي وبداية ممر التعمير الذي رحبت به الدولة لخلق فرص عمل للملايين - وعلي طول الممر نبني في الاماكن المناسبة المحطات الشمسيةالحرارية لتوفر الكهرباء للمصانع والمنازل والمزارع الي ان نصل للمنطقة التي من الممكن ان تغير مستقبل مصر وتنقلنا من حال الي حال لان محطة شمسية حرارية جنوب مصر و بمساحة بحيرة ناصر تولد طاقة تعادل كل بترول الشرق الاوسط هذه المعلومات اعلن عنها في المانيا من مركز ابحاث الفضاء وامن المفاعلات النووية DLR بعد تصاعد الاصوات والمظاهرات هناك مطالبة باغلاق المفاعلات النووية والاعتماد بدلا منها علي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ..
مستقبل مشرق لمصر...
تعمير في الشمال وكنز في الجنوب ...

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل