أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الاله إصباح - الأمازيغية..والعلمانية














المزيد.....

الأمازيغية..والعلمانية


عبد الاله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 15:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يلاحظ لدى بعض نشطاء الحركة الأمازيغية سعي واضح إلى عقد علاقة تطابق بين الأمازيغية والعلمانية، يترتب عنها الإقرار بأن العلمانية هي مكون أصيل من مكونات الأمازيغية كهوية وحضارة، وذلك من خلال قراءة لتاريخ المغرب تتماهى مع الرغبة وتتجاهل الواقع، لتنتج حقيقتها الخاصة المسكونة بهاجس الفصل في الهوية المغربية بين ما هو أمازيغي أصيل إيجابي دائما، وبين ما هو عربي دخيل وطارئ، لم يحمل معه إلا ما هو سلبي من القيم والتمثلات. وعليه فحسب هذه القراءة، الأمازيغي بطبعه وفطرته متفتح، متسامح مناصر للديمقراطية، والعربي منغلق، متعصب مساند للاستبداد ومكرس له. الأمازيغي أيضا حسب هذه القراءة يميل إلى ممارسة دينية معتدلة تفصل بين الدين الديني والسياسي، والعربي يميل إلى الغلو والتطرف والجمع بين مجالي الدين والسياسة. الأمازيغي تبعا لذلك يناصر العلمانية والعربي يناهضها. هذا إذن هو المسكوت عنه في هذه القراءة التي تقرأ التاريخ حسب رغبتها وهواجسها كتعبير عن تطلعات وطموحات وغايات.
وفي خضم ذلك، فإن هذه القراءة إذ تبدو في الظاهر مناصرة للعلمانية كقيمة إيجابية، فإنها في العمق تنهض على ما يناقضها. فإذا كانت العلمانية لا يستقيم تصورها إلا كرديف للانفتاح والتسامح وقبول الآخر، فإن هذه القراءة لا تؤدي في المحصلة الا إلى الانغلاق واللا تسامح, لأنها تنطلق من تصورللهوية يركز على ما تعتبره ثابت وأصيل ينبغي تنقيته من كل ما علق به من شوائب دخيلة. وفي سياق موضوعنا، فإن هذه الشوائب الدخيلة تتمثل في اللغة العربية التي تجعلها هذه القراءة نقطة رئيسية في برنامج مشروعها كموضوع للمحاربة والمناهضة، علما بأن أو ما تحاربه العلمانية كخلفية فكرية للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان هو التمييز على أساس الدين أو العرق أو اللغة. فكيف يكون الخطاب علمانيا وهو ينهض على أساس من التمييز. وحتى إذا ادعى هذا الخطاب أنه يناهض التمييز ضد الأمازيغية، فإن ذلك لا يشفع له بإنتاج تمييز مضاد يصبح أساس إيديولوجيته ويناقض مبدأ العلمانية المناهض لكل تمييز.
إن إقرار الخطاب الأمازيغي في مجمله بانتمائه للعلمانية هو في حد ذاته أمر إيجابي، ويشكل قيمة مضافة تغني الفكر السياسي المغربي، غير أن هذا الإقرار يفقد انسجامه ووهجه عندما يكون أفقه هو الانغلاق ونبذ التعدد وإقصاء الآخر، الذي لا يمكن أن نؤسس بدونه لإنسية مغربية قائمة على التعدد والانفتاح والتعايش الديمقراطي بين مكوناتها. وعلى كل حال فإن هذه المميزات والخصائص ليست غريبة عن هذه الإنسية التي برهنت تاريخيا على انسجامها وانفتاحها، ولم يكن من مشاكلها أنها عانت من تنافر وتناحر بين مكونيها الرئيسيين الأمازيغ والعرب، لأن الأمازيغي والعربي شكلا ويشكلان إلى الآن وجهان لعملة واحدة هي الهوية والإنسية المغربية.
وكم يبدو أننا أحيانا نتقهقر عندما نصطنع مشاكل لهذه الهوية والإنسية، تهدر طاقاتها وتبعدها مسافات عن معانقة موعدها ومشروعها النهضوي المتمثل في تجاوز تأخرها التاريخي، من خلال إرساء أسس مجتمع قوامه الديمقراطية والعلمانية.



#عبد_الاله_إصباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والعلمانية


المزيد.....




- دول عربية وإسلامية تعرب عن قلقها إزاء مخططات إسرائيلية لتهجي ...
- عاجل | بيان من 8 دول عربية وإسلامية: قلقون إزاء تصريحات إسرا ...
- نفوذ الإخوان في الجيش.. أدلة تؤكد تناقض تصريحات البرهان
- إنطلاق المرحلة 2 من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الإسل ...
- هل حان قطاف الإخوان؟
- ما حقيقة مشاركة أمل علم الدين في صياغة الدستور في مصر -مع ال ...
- واشنطن تصنف جماعة الإخوان المسلمين منظّمة إرهابية: هل يُؤثّر ...
- عمر: خدعة -البرهان ينفي الإخوان- لم يعد يصدقها أحد
- خطاب البرهان في مأزق.. دلائل تناقض رواية غياب الإخوان
- الإغاثة الإسلامية تنتصر على قناة بريطانية بتعويض واعتذار عن ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الاله إصباح - الأمازيغية..والعلمانية