أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منذر السيد الحلولي - ماذا تعنى الثقافة السياسية ؟ .














المزيد.....

ماذا تعنى الثقافة السياسية ؟ .


منذر السيد الحلولي

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 23:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




باحث دكتوراه في علم الاجتماع السياسي

يتضح الدور الرئيس الذي تلعبه الثقافة السياسية، في إخفاق الديمقراطية وإجهاضها، إلى مدى تتأثر بدورها بوجود الديمقراطية أو غيابها، ومن الممكن الجزم بأن التغيير في وضعية الديمقراطية، أو في قوتها أو ثباتها، نادراً ما يحدث دون إن تظهر فيه صلة ما للثقافة السياسية، سواء كانت هذه الثقافة متغيرة أم لا، وباحثي الثقافة السياسية يؤكدون أنها بعيدة جداً عن كونها ظاهرة غير متحركة، ومتغيرة، فالتغير الاجتماعي والاقتصادي، والتحريك الاجتماعي، والمدني، والممارسة المؤسساتية، والتجارب التاريخية، تتعدل أو تتبدل تدريجياً في القيم السياسية السائدة، والاعتقادات والمواقف في بلد ما .

وكانت ولا زلت الثقافة احد أهم العوامل المهمة في حضور واستمرارية سلوك الناس، كونها الوعاء الديناميكي الذي يحفظ، ثم يبعث من جديد الذاكرة الجماعية لشعب ما، ببث الروح العاطفية في المحافظة على العادات والتقاليد، وتنبع الثقافة من التاريخ والتقاليد كما إنها تتشكل وتتولد من خلال مجموعة من التجارب الحياتية، من خلال تعليم المبادئ وإحداث المعتقدات، وغرس القيم والمفاهيم، ومن خلال الأطر البارزة في المجتمع مثل، الأسرة، والعائلة، والعشيرة والمدرسة والمسجد والجامعة....، والتي تسهم في تغيير هام على مستوى الثقافة السياسية مع مرور الأيام .

ومن الواضح إن الثقافة السياسية تختلف باختلاف المكان والزمان، والمراحل التي تمر بها عملية تحول أي نظام سياسي ما، لأنها تشكل التغير الذي يدخل في سياق أكثر اتساعاً للعلاقات السببية بين الناس، لدرجة أصبحت شرطاً ضرورياً من اجل الديمقراطية .

ويشكل الدين مصدر هام للتوجه نحو القيم الأساسية، التي نتوقع أن يكون لها اثر قوي على الثقافة السياسية وبالتالي على الديمقراطية، لان النقاش حول الثقافة يكون ناقصاً دون تقييم دور الدين، فالدين مكون هام في السياسة، وقد لاحظنا إن الدين والحكومة في كثير من التجارب شكلا نظاماً متكاملاً ، خاصة في مناطق الشرق الأوسط، الأمر الذي أصبح فيه الدين ثقافة المحرومين في تلك المنطقة .

وعلى ضوء نمط الثقافة السياسة السائد تتحدد علاقة النظام السياسي بالقوى الاجتماعية، وفهم جدلية التحول السياسي في اتجاه الديمقراطية، حيث إن الثقافة تقول إن حظوظ التحول الديمقراطي تزداد داخل مجتمع ما بازدياد درجة اندماجه ثقافياً، أي بوجود ثقافة وطنية تساعد على تعزيز الشعور بالانتماء والمواطنة لأي بلد كان، ومع إن مفهوم الثقافة السياسية من المفاهيم الحديثة، إلا أنها شكلت من ثقافة المجتمع العامة، وكانت تتسم بشيء من الاستقلالية وكل مجتمع له خصوصيته التي تعكسها ثقافته السائدة بين أبناءة، تلك الثقافة التي تطورها مجموعة من القيم والمفاهيم والمعارف التي اكتسبها عبر ميراثه التاريخي والحضاري وواقعة الجغرافي والتركيب الاجتماعي وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي .

وتبدأ خطوات زراعة بذور الثقافة السياسية في تربة المجتمع في كنف الأسرة، التي تعد اللبنة الأولى لغرس القيم والمبادئ والحقوق والمساواة، وهكذا تنقل الثقافة عبر الأجيال وتتكون وتتغير، من خلال الأنشطة التقليدية والغير تقليدية، مما يعزز مفهوم ثقافة الديمقراطية، وبالتالي المحافظة على كرامة الإنسان، وحرية الرأي .
ويمكن أن تكون الثقافة السياسية ذات مضمون ديمقراطي، أو ذات مضمون انتهازي، واستبدادي، وتسلطي، ونتيجة لذلك بات من الصعب دراسة الديمقراطية، في أي مكان بمعزل عن دراسة السسيولوجيا الثقافية في هذا البلد أو ذاك، لان الثقافة هي الأساس الذي تبنى علية الشعوب وجودها، ولهذا انطوت على السياسة ، وعلى تجانسها ، مما يسهل علينا فحص طبيعة العلاقات التي تربط بين مختلف مراحل التنشئة السياسية والثقافية والجماهيرية .

إن الحديث عن الثقافة السياسية في الشرق الأوسط ، يثير على الفور قضية الدولة الوطنية أو القطرية، من حيث طبيعتها وأسس شرعيتها في الجيوبولتيك أو الجيوسياسية العالمية ، ثم يأتي الحديث عن الديمقراطية كونها مشكلة قائمة بذاتها، ونلحظ خلالها نقاط الضعف في المعارضة السياسية، وسبب سيطرة قوتين سياسيتين على الفضاء السياسي في المنطقة، وتأثير الجيوبولتيك الإقليمي .

يفيد التحليل الثقافي في فهم مظاهر الخلل في الديمقراطية، نتيجة تفاعلات القوى السياسية إلى تسييس القوى الأمنية، حيث ارتبط المفهوم الضيق لمعنى الاستقرار، إلى تجاوز صارخ لكل تعبير حر عن رأي معارض، وتجاوزت قوى الأمن وظيفتها في حفظ النظام، إلى التدخل في تشكيل توازنات سياسية، كما شكلت المعارضة الدينية لأي نظام في الشرق الأوسط، وتعقيدات المتغيرات الخارجية، دوراً هام في دفع التطور الديمقراطي إلى الإمام أو للخلف، وابرز تطبيقات هذا الرأي في الديمقراطية المستوردة، هو تسويق الإدارة الأمريكية لفكرة الشرق الأوسط الجديد والتي ترتكز على ركائز عديدة أهمها ركيزة الديمقراطية .

إن موضوع الثقافة السياسية بات جزءاً من الإصلاح السياسي والديمقراطي، من خلال التقليدية والحداثة وما بين المؤسسية وعقلية أبناء الحارة، وبين الديمقراطية والأصولية، والاوليجاركية والطبقة الوسطى، والشباب والمرأة، وأخيرا السياسة القادمة من الريف والأحياء الفقيرة والشعبية، باختصار شديد الثقافة السياسية الديمقراطية تنظم العلاقات بين الناس وبعضهم في الحياة الاجتماعية ويشمل هذا، حقوق الإنسان التي يطلب من السلطة السياسية عادة الإقرار بها والحفاظ عليها واحترامها .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة السياسية ومعوقات النهوض الديمقراطي الفلسطيني


المزيد.....




- مصر تعلن اكتشاف مقابر أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني ...
- سوريا.. ما قاله مفتي لبنان أمام أحمد الشرع وسبب تقليده وساما ...
- واشنطن تُطلق الذباب القاتل.. حملة استثنائية لإنقاذ الثروة ال ...
- انضمام دول عربية لمجموعة بريكس: مكاسب كبيرة أم خسائر فادحة؟ ...
- قمة قازان ـ أجندة بوتين لتحويل بريكس لنادي مناهض للغرب
- مجموعة بريكس - كيف تشكلت وما أهدافها؟
- النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!
- تكساس: 50 قتيلا على الأقل بسبب فيضانات مدمرة وتواصل البحث عن ...
- إسرائيل تفرض عقوبات على مؤسسة هند رجب
- زيلينسكي: اتفاق مع أميركا يوفر لأوكرانيا مئات آلاف المُسيرات ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منذر السيد الحلولي - ماذا تعنى الثقافة السياسية ؟ .