حملة الكلاب السائبة

كريم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 18:06
المحور: كتابات ساخرة
    

انتهت كل مشاكل العراق وخصوصا العاصمة بغداد التي اكسيت شوارعها وتمت ازالة الحواجز الكونكريتية وصارت الساحات خضراء تماما وتوفرت المياه وهي سائلة وتصب في كل بيت ناهيك عن الكهرباء المستمرة حتى راح المواطن يلغي الاشتراك عند اصحاب المولدات الاهلية الذين ارهقوا ميزانيته اما النفايات فهي الاخرى اختفت ووجد المعنيون بهذا الشأن تصريفا حكيما جعلها تختفي من الشوارع كذلك الشوارع والجسور المغلقة قد فتحت ووجدوا طرقا وارصفة للسابلة وطرقا خاصة لمواكب المسؤولين حتي لايضايقوا شوارع المواطنين ومركباتهم وتسهيل مهمة المرور لفكك الاختناقات وانتهت مشكلة البطالة اوتقلص عدد العاطلين عن العمل الى نسبة كبيرة ولم يبق الا الكسالى منهم الذين لايريدون ان يعملوا وباتت ظاهرة التسول والمتشردين الذين يملؤون الساحات والشوارع ظاهرة منقرضة حيث وجد المسؤولون الحلول الناجعة لحل مشاكل هؤلاء ولا نريد ان نغفل ايضا منجزا مهما آخر وهو دور الايتام والعجزة والمسنين حتى اني اليوم تفاجأت بغياب مسنتين كانتا يفترشن احد ارصفة شارع السعدون بعد ان قذف بهما من احدى دور العجزة التي ضاقت ذرعا بهما وجدت مكانهما خاليا وحتى اكمل حلمي هذا اقنعت نفسي بان المسنتان قد ارجعتهما دار المسنين اليها ،انتهت كل المشاكل واهمها المشاكل السياسية فغدا اوبعد غد تتشكل الحكومة والبرلمان وتشرع كل القوانين المعلقة والمؤجلة انتهت كل مشاكلنا ولم يبق سوى الكلاب السائبة التي تحتاج الى تظافر الجهود لابادتها التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة والبيئة ويعتبر وجودها مظهرا من مظاهر التخلف فشمرت السواعد كل السواعد للقضاء على الكلاب اولاد الكلاب الذين باتوا يقضون مضاجع المواطنين الآمنين الذين يفترشون ازقة البتاويين وابي نؤاس والفضل والحيدر خانة الذين ضاقت بهم السبل والفاقة والعوز ،فلابد من القضاء على الكلاب لذا وظفت الامكانيات والاموال لانجاح هذا الانجاز وكانت هذه الحملة متزامنة مع حملة القضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين وملاحقتهم قضائيا في كل بلد يذهبون اليه لان هؤلاء المفسدين هم اولى بحملة الابادة وليس الكلاب السائبة والتي فطرها الله على الوفاء الذي لم نجده بين الفاسدين والخائنين والارهابيين فهؤلاء اشد فتكا بالمواطن ومقدراته ونتمنى اخيرا ان تقوم الجهات المعنية بحملة الكلاب السائبة ان تصًدر هذه الكلاب وبيعها الى دول يعد لحم الكلب من اطباقها الرئيسية وباسعار جيدة خاصة الجراء منها فهي مفضلة واثمانها غالية او وضعها في اماكن خاصة ويعتنى بها وليس ابادتها خشية منظمات حقوق الحيوان ان تبقينا تحت البند السابع ، انه مجرد اقتراحات لااكثر وقد تساهم هذه المبالغ في بناء مدارس غير طينية وتعويض متضرري الاعمال الارهابية ، اما كلمة ابادة باتت تقلق المواطن وتكدره وتذكره بابادات جرت على اخواننا واصحابنا في مساحات الوطن ايام حكم النظام السابق .

#كريم_محمد_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات