أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر شكشك - و مات إيهاب....














المزيد.....

و مات إيهاب....


محمد عمر شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


لروح الدكتور إيهاب أبو نحلة
صباحاً و قبل كل شي..... قبل فنجان القهوة, و السيجارة الأولى.
و قبلما أن تخاطب شفتاك أعز القلوب الى صدرك بكلمات من صباح الخير و الخيرات...
قبل أن تتلمّسَ بصباحكَ الجميل على أيّ بشر .... و أنت النائم و حلمت من الأحلام ما حلمت, ومن الأماني تمنيت
و أنت بعدك َ راقدٌ على وسادتك الجميلة الناعمة.
الهاتف بجوارك يرن و قد تشابكت عليك كل الخيوط و كل المعاني,تحسبه المنبّه لتطفئة أو تغلقة, بدون أن تعي ما تفعل.
و يرنّ مرة أخرى و تغلقة مرة و مرتين و مراراً إلى أن تستوعب ما يدور حولك من الحياة .
و يصرخ الهاتف.... ؟
و تجيب بلا وعي......؟. نعم ؟ من يتكلم ؟.. من معي؟
و يذهب الصوت هارباً بعيداً, لكي يعودَ بنبرة أخرى.... و حزينة, و كأن المتّصل يستغيث بك من عالم مجهول,
بصوت مجروح و يرد عليك مجيباً... إيهاب مـات؟
و تنتفض من فرشتك وترفع رأسك... و تسأل .. ماذا قلت؟ و يجيبك؟ و تستدرك نفسك؟
عن أي إيهاب تتحدث ويتحدثون و قد مات؟
و أنت من داخلك قد عرفت أنه... الحبيب و الصديق , محاولة أخيرة منك... لتسعف نفسك و عقلك و تكذّب الأذن بأنه
أخر و لا أعرفه, هو الذي مات.
صديقك الحبيب.. من كان يأتيك و يشرب قهوة الصباح معك ..و يقف الصوت و تُشلّ الحركة....و قلبك ينتفض.
لتنفضك.... تريد قتلك... و تغتصب حنينك وكل الحزن المتبقى ... و كل الحنين ..و ترتجف.
يفلت منك الهاتف و تغمض عينيك ... تمسك بيديك على خديك...

من الشباك ليل مظلم كالخبر نفسه.... لا أحد يركض في الشوارع.. ولا العصافير تزقزق فَرِحةً بصباحٍ جميل...
الأشجار كالتماثيل المنتصبة .. كأنهم جميعا على علمٍ بكل شئ... لم يخبروني... و لم يحادثوني..
تسترد قواك التي قد أُغتصبت....و تُجمّع ما لديك من قوة لتغتسل و تذهب.
الى أين نحن ذاهبون.. فحصان درويشٍ ما زال وحيداً... وأطلال الحروب شاهدةً في كل القصائد...
و كل الأناشيد هاربة من ألحانها ...
الى إيهاب...
ماذا بهم و أين إيهاب.....
إيهاب المغادر و المسافر دوماً
المتمرد على حبة القمح في سنبلها
و يعاتبها كي لا تنبت على أرض حزينة , لأُناسٍ بؤساء...
صباح يوم حزين.. تتزاحم الكلمات و العربات و الهمسات..
تجلس و تشرب القهوة و أنت مازلت و ستبقى لوحدك...
بدون إيهاب تحتسي قهوة الصباح و قد أصبحت مرةٌ كالعلقم و تتحدث مع نفسك , عن نفسك...
يهذي القلب و تبكي شفتاك على شهيد تلو الشهيد..
يأتونك بإيهاب .....تودعه كل دموعك الهاربة منك وأحزانك,و تبقى أنت بلا دموع ..
هو المنتفض دوما...
و المبتسم بلا حدود...
الجميل فينا و الأجمل...
وردة وحيدة كبرت و غابت...

و مات إيهاب الذي كان يوماً بعد يوم, يفلت من عيون الأخرين و يهربَ لعينيّ.و يشرب قهوتي التي كانت بين شفتاي و هربت معه.
متمرداً على كل شئ ,و معاتباً لي ..ماذا تفعل هنا ؟ و لنغادر سوياً الى أي مكان ,وسافرت و عدت مستشهداً.
لروحك نغني أجمل القصائد...
من حنينٍ و أزهار عشقٍ وكلُّ الأنين...
حبيباً نغنيك قصائد عشقٍ لا تموت....
و كلماتٍ من شوقٍ وحنين .
وردةً مطلّة...
شقائق نعمان بسفح الجبل.
جميل أنت و في كل الروايات
خرجت من جرحك النازف شوقاً و غضباً
أمكَ تناديك
يا أعزَّ الكائنات لقلبي
و يا بلبل العصافير...
و أبيك يغنّي
من أجلك تهون كل البلاد يا ولدي
و من أجل عيونك أهديك عمري
يا أحلى ترانيم مرّت على صدري
و يا وردةَ البيت الأبيض و الكبير.

أختك تتوشح بالأسود و تزاحم الدموع
في عجلة الموكب الكبير...
وأخيك و زوجتك و جارك و جيران كل الجيران و كل الطيور المهاجرة ,و أوراق الشجر...
المساجد و المأذن و النجوم السائرة...
وأنت تعلو الأكتاف و الكل يجري كي تحيا من جديد.
و توارى الثرى.
يا أعزَّ الرفاق
وأغرقتنا بالدموع..
جميلٌ أنت حبيبي
و حنينك الأَجمل
و مات إيهاب...
لروحك سأغني قصائدي في قصيدة
و لعيونك سأبني من قصائدي قصراً في الجنة
و من همزاتي ووصلاتي و علامات التعجب.
و مات إيهاب
تموت الأرض و العصافير كلها تتعطّش..
و مات إيهاب...
لروحك أجمل الأيات و كل التراتيل.
********






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر شكشك - و مات إيهاب....