أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منجى بن على - اشياء صغيره














المزيد.....

اشياء صغيره


منجى بن على

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 17:41
المحور: كتابات ساخرة
    


الانسان وليد البيئه ابن الوراثه..لاشك فى ان البيئه المحيطه بالكائن الحى تشكله وتصنعه كما هى فالبيئه القاسيه الحاره قليلة المياه بالاضافه الى تربه ينقصها الكثير من العناصر الاساسيه المغديه تصنع كائن قاسى جلف قليل الدهاء والحيله انتهازى طفيلى قطيع يسيطر فيه القوى ويستعمل العنف فى ذلك حيت هى اللغه الوحيده التى يفهمها الجميع غير ان الصراع العنيف بين الاقوياء على مصادر الارض والانثى فيه هدر كبير للطاقه مما دفع الكائنات الى ابداع مفهوم اخلاقى يضمن به الاقوياء سيطرتهم وطموحهم والضعفاء بقائهم...الكائن الحى هو مجرد كيمياء فقط وكل شى يعمل بناء على النظام العشوائى للحياة ان اى خلل فى كيمياء الكائن الحى يؤدى الى خلل فى السلوك وبالتالى الى خلل فى النظام واذا صدف ونجح النظام فان الكائن الحى سيكتسب مهارات اضافيه يستفيد منها فى عملية البقاء والتطور
وفى المقابل نجد ان الكائن الحى الدى يعيش فى بيئه ذات وفره عاليه من مياه وغذاء عالى الجوده حيت التربه غنيه بالعناصر الغدائيه الاساسيه يملك دهاء كبير وحيل كثيره لديه فرص اكثر للبقاء والتطور ولديه الوقت لانشا مجتمع او قطيع اكثر تنظيما وابداع حيت تقل المنافسه الشرسه ويقل عدد الاعداء والمحتملين
والانسان لايختلف عن اسلافه فى شى فهو ابن البيئه التى يعيش فيها لهذا من المستحيل ان تؤثر اوتغير اى انسان مالم يتغير نمط غدائه..من غداء فقير العناصر الى غداء عالى الجوده حتى لو تم صرف الملايين على نظام التعليم والمناهج الفكريه العلمانيه اوالشموليه فالاستيعاب او الذكاء والغباء وبالتالى التطور والتمدن والابداع ما هو الاعمل كيميائى له علاقه مباشره بنوع الغداء ..وبما ان الحياة مجرد نظام عشوائى خليط بين الفوضى والنظام فمن المؤكد ان هناك افراد سيستفيدون من هذا النظام ويصلون الى مراحل متقدمه من التالق والابداع واخرين سيظلمهم هذا النظام حيت لن يحصل لديهم اى تطور جسدى او فكرى بالرغم من انهم يعيشون على نفس النمط الغدائى..فهو لايعدو عن كونه نظام عشوائى نتج بالصدفه حيت توفرت كل الضروف لنشاة الحياةعلى الارض وذلك عبر ملايين السنيين وملايين العمليات التطوريه الناتجه من تجارب الصواب والخطا والحظ ولاشك فى ان عمليات انشا حياة جديده من العناصر الكيميائيه تحصل كل يوم غير ان الكائنات الاكبر حجما لاتترك فرص لنمو ونشاة كائن حى جديد..والانسان لم يتطور الا بالصدفه فقط حيت قد توفرت كل الضروف وخدمه الجنس البشرى ليتفوق على باقى اسلافه
بعد ان ورث الانسان من اسلافه المفهوم الاخلاقى للتعايش السلمى كان لابد من تطوير منظومه اكثر شموليه بها يفسر كل شى وحل لكل شى حتى يوفر على نفسه عنا البحت والتفكير وبالتالى اهدار طاقه كبيرة غير متوفر بالاضافه الى انه لازال فى مرحلة تطور دهنى حيت عملية التطور يلزمها وقت طويل جدا وحظ كبير
وهذه المنظومه التى صنعها وطورها الذكاء البشرى هى منظومة الدين وهى كغيرها من الاشياء التى اكتشفها وطورها الانسان مرتبطه تماما بالبيئه المحيطه..فالدين الدى يعتمد على التسامح والمحبه كمبدا له هو مرتبط ببيئه الوفره او بافراد يعيشون بمستوى معيشى افضل من غيرهم فكيمياء الوفره تفرض على الكائن الحى ان يكون اقل شراسه فهناك متسع وموارد للجميع وكلما كان هناك وفره فهناك احتمال لتطور وارتفاع مستوى الذكاء..والذكاء عمليه تخدم نفسها بنفسها بمعنى ان الذكاء هو الذى يصنع التالق والابداع وبالتالى الارتقاء من مرحله الى اخرى الى ان يصل الى مجتمع ليبرالى علمانى لاحاجه له للدين وما يحتويه من خرافات واوهام فالذكاء البشرى لم يعد بحاجه اليه فهو مجرد مرحله انتقاليه فى سلم التطور
وفى المقابل الدين الدى يعتمد الحلول الوهميه فى كل شى ولا يجد غير العنف فى ارساء تعاليمه هو مرتبط ببيئه قاسيه صحراويه..افراد يعيشون الفقر والفاقه او مستوى معيشى متدنى حيت كيمياء القله تفرض على الكائن الحى ان يكون اكثر شراسه وانانيه فالمكان والموارد لاتسع الجميع..وما ينطبق على الدين ينطبق على باقى المفاهيم الاخرى سياسيه او اجتماعيه او اقتصاديه
لهذا لا يمكن تغيير مفاهيم اى مجتمع الا اذا تغير النمط الغذائى لهذا المجتمع فمن المستحيل ان يتطور الافراد وهم يعيشون على نمط غذائى فقير او متواضع والاسواء من ذلك صيام لفترات طويله ولمدة قرون فهذا المجتمع حتى لوصرفت اموال طائله على نظام التعليم واموال لا حصر لها فى انشا مصانع ومؤسسات فان كل ذلك سيدهب ادراج الرياح فالمشكله تكمن فى مستوى الذكاء والفهم والذى بدوره يعتمد على نوع الغذاء وليس على المنهج التعليمى او الدينى وان ما يقوم به المفكرين العلمانيين من جهود فلن تؤتر فى احد من المجتمع الا فى الفئه القليله جدا والتى هى من الذكاء الدى يؤاهلها لاستيعاب افكار العلمانيه
ان عملية التفكير تشكل تحدى حقيقى للذكاء البشرى فهو عمليه مرهقه ومكلفه تستهلك كم كبير من الطاقه لهذا اخترع الانسان الاديان والخرافات فهو غير مؤاهل لاستيعاب الطبيعه وظواهرها التى حيرته كثيرا فاكتفى باختراع اله يفسر به كل شى
ان الافراد الدين خدمتهم الضروف حلقوا عاليا تاركين الدين تجاهلتهم الضروف يعانون الفقر والحرمان الغباء والجهل الخرافه والوهم والافكار الشموليه ولن يحلقوا كغيرهم الا اذا وصل الانسان العبقرى المبدع الى مستوى فهم النظام العشوائى للحياة والاشياء...ولن يكون هذا الموعد قريب



#منجى_بن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك مكان للجميع؟
- ورطة اغتيال المبحوح
- الحريه والديمقراطيه
- من صفات المسلم
- هل حقنة الرحمه هى الحل الوحيد؟


المزيد.....




- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 82 مترجمة كاملة بجودة عالية قصة ...
- فتح باب الترشح لـ جائزة كتارا لشاعر الرسول لعام 2025
- الدفن عمل شاق.. تراجيديا الكتابة عند الحاجز في رواية -عبور ش ...
- أضبطه الآن .. تردد قناة Fox Movies لعرض الأفلام الأجنبية الا ...
- 20 مليون دولار ضاعت على الغناء.. موظفو حملة هاريس مهددون بعد ...
- حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
- النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب ...
- المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال ...
- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منجى بن على - اشياء صغيره