العقل العاقل

دراغ سفيان

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 23:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

العقل من أهم المفاهيم التي أثير حولها نقاش كبير وسال حولها مداد كثير سواء على المستوى الديني وما يشكله العقل من نقطة ارتكاز تقوم عليها كل الشعائر الدينية ومن دونه يصبح الفرد خارجا عن حكم هذه النصوص و لا يخضع لسلطتها .
أو على المستوى الفلسفي وما شكله هذا المفهوم من مجال خصب لانبثاق نظريات كانت السبب في قلب العديد من التصورات التي كانت تعتبر العقل مجرد مبادئ ثابتة .
وأيا كان صحة هذه النظريات من بطلانها فالمتفق عليه هو أن العقل مثل في الزمن الحديث بؤرة النقاش من خلال الدعوة إلى تمجيد العقل والتخلي عن القوانين السماوية-الكنيسة- خاصة في الغرب من بحيث قامت الثورة على هذه المؤسسة الدينية .ولقد شكلت الفلسفة الديكارتية ذروة تمجيد العقل من خلال إخضاع كل مناحي الحياة لهذا العقل .
لكن السؤال المطروح هل يستحق هذا العقل كل هذا التمجيد وهذه الثقة أم انه سيكون سببا في الدخول في أمور لا عقلية
و لكي نحلل هذه القضية سنأخذ مسالة زرع الأعضاء نموذجا . - إن زرع الأعضاء من بين المنجزات العظيمة التي توصل إليها العقل البشري من خلال زرع الإطراف أو الأعضاء مثل القلب أو الكلي ولقد قامت زوبعة كبيرة حول الموضوع لكن الأمر أصبح واقعا لا مفر منه .لكن نحن سوف نستبق الأحداث كثيرا ونتنبأ بزراعة الدماغ تصوروا معي يوما من الأيام يتمكن فيها العلم من زراعة الدماغ البشري بحيث يتم نقل دماغ من شخص إلى شخص آخر مثلا من عالم فيزياء إلى شخص يمارس السياسة .تصوروا معي النتيجة هل السياسي سيصبح عالم فيزياء وهذه مشكلة بحيث هذا الشخص سينسى كل الأمور السياسية وينسى الأشخاص الذين يعرفهم وكذلك الأماكن وفي المقابل سيعرف أشخاصا جددا وأماكن أخرى وعلما غريبا عنه كليا وهذا سيخلق مشكلا يصعب على العقل فهمه ونصبح أمام اللاعقل .ويمكن في المقابل أن نقوم بعملية الزرع دون حدوث أي شيء مما ذكرناه وهنا كذلك سنسقط في مشكل مفاده أن العقل لا يوجد داخل الدماغ وسوف نطرح أنفسنا أمام سؤال جديد هو كذالك خارج نطاق العقل.
إن هذا المثال الذي سقناه ليس سوى على سبيل التمثيل كي نوضح أن العقل البشري قد يوصلنا إلى أمور قد تكون لا عقلية كالأفعى التي تلدغ نفسها وهنا يجب علينا أن نتحدث عن عقل عاقل لا يصل بنفسه و بالتالي بنا إلى اللاعقل.

#دراغ_سفيان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات