أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل مهدي - بطعم البهجة صوتك














المزيد.....

بطعم البهجة صوتك


باسل مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


طالما تمنيت أن يوقظني صوتها صباح كل يوم لطالما تمنيت، لم أحاول أن أخبرها بذلك، لكن هذه الأمنية ضلت تراودني مذ ألتقيتها.. فكرت أن أسجل صوتها على الموبايل، واصنع منه نغمة الأيقاظ الصباحي، أردت أن احايلها بهذا التسجيل النغمي، أحدى قصائدها الباهرة بصوتها البهيج تكون نغمتي، ولا أدري لما لم أفاتحها بتلك الأمنية وما جرته من أفكار وخطط وأحاييل.. أحتفظ في خزانة ذاكرتي بذاك الأتصال الصباحي حين صحوت على صوت نغمتها الخاصة، تسارعت بكل ما أملك من أجزاء قابلة للحركة نحو الموبايل، كان صوتها دافئا كما المطر المنساب يومها.. أحسه قابعا في ثنايا ذاكرتي بمجسات عالية الحساسية، يصنع لي اللذة كلما أفقتدها، كلما أذكرها، كلما لا أنساها، كلما اشتاق لها، كلما أحتاجها.
أستقبلني الرصيف الصباحي الباكر بلسعة برد أذار الممتعة مع بقايا سهر وخمر تفانيت في الأحتفاظ بهما.. نجم عنهما خطوات متثاقلة أقطع بهما مسافة الطريق، الكلاب الدائمية التواجد بنباحها الوقح المحتمي بظلال المارين الى أعمالهم.. عند الشارع العام كان تواجدها مقلق وعددها مقلق، نباحها مستوحى من الترانيم الأزلية، لم أشعر أن تواجدها هذا كان وديا هكذا تخيل لي. كبير هؤلاء الكلاب رمقني بنظرات حادة واضحة الملامح. كان ذلك واضحا من نباحه المتخم أنه كان كبيرهم، وأظنه كان يرميهم بوعود لتحسين حياة الكلاب، فبعضهم كان يصغي بجدية واضحة، لا بل أن أحدهم كان يترنم ويهز رأسه طربا.. كان علي ان استدير وأوليهم ضهري كي أصل الى نقطة تجمع العاملين زملائي، بأنتظار وصول سيارة خط النقل الى الشركة التي نعمل بها من الصباح الى المساء، لم ألتفت أليهم فتحسين حياة الكلاب لاتهمني في شيء يذكر، أو لنقل أني لم أحاول في يوم ما أن أنتبه لها..
زحام بسيط تخترقه سيارة خط النقل برفقة فيروز التي تكتب أسم حبيبها على الحور العتيق وحبيبها يكتب أسمها على رمل الطريق. صوت رنين الموبايل وأهتزازه أعاد ترتيب فتات أفكاري المتسربة، لقد كان الصباح صباحها.. لقد كان الصوت صوتها.. لململت بقاياي متغلبا على ما أستطعت أن أتفانا في تجميعه. حسبت أن قدرتي في الرد عليها متناسقة مع الكم الكبير من الشوق والأمنيات لم أتجنب الجدية ولم أرفع سليفان الرقة من كلماتي، التي خرجت طواعيا بين التحية والود.. أغلقنا الموبايل بموعد لقاء وسيارة الخط تنتقل بين نقاط تجمع العاملين زملائي. قررت أن أكتب رسالة، أردت أن أوثق اللحظة الباهرة تلك، كتبت ومحيت وكتبت ومحيت، وفيروز لازالت تكتب اسم حبيبها على الحور العتيق وحبيبها يكتب أسمها على رمل الطريق، سيدتي فيرور لا الحور العتيق لا ولا رمل الطريق محى اسمينا حين تبادلنا كتابتهما أنا وهي. أتممت رسالتي:
بطعم البهجة صوتك
حين يأتيني صباحا
قبل أن اغادر نعاسي
أرسلتها وكانت سيارة الخط تقترب من مشارف الشركة.
وسط الزخامات الأبدية المقلقة، المصنوعة بغباء وقلة حياء. بمفارز بوليسية موزعة أما برعونة أحمق. أو بأحتيال ملتح غير مهذب. أنتشرت أحاديث زملائي العاملين ألتمت وتبعثرت وألتمت وتبعثرت، شاركتهم وأنسحبت، ابحث عن سيارتها، تمنيت أن تصل سيارتينا في وقت واحد، حين أشم نظرتها، حين اسمع خطواتها، حين تسكرني ابتسامتها، حين أرى تحيتها، أصير كالخارجين أحياء بجلودهم من الحروب الغبية. تنتقلت بين وجوه البنايات الهرمة التي أعرفها كل يوم وطيفها يرافقني. أنتابتني ألتفاته نحو خطوات بعيدة خطوات أعرفها جيدا، ركزت كل ملكاتي الى تلك الخطوات، أنها هي خطواتها هي، نعم كانت هي حبيبتي، كانت خطواتها التي أعرف، ورويدا اقتربت منها سيارتنا وسائقها صديقي الودود، نظرتني واشرقت، دعوتها بايمائة مني وأشارت لي للصعود معنا، توقفت لها السيارة لتصعد برفقة أشراقتها، كانت المسافة المتبقية للوصول الى الشركة قصيرة، جلست في المقعد الفارغ خلفي، لم أجد طريقة ألتفت بها نحوها،، لكنها أنتظرتني عند باب السيارة حين توقفت، سرنا سويا نحو بوابة الشركة، تبادلنا كل الكلمات الجميلة، أبتسمنا بفرح لندجن أشواقنا المتبادلة، أقتربنا من بوابات الشركة المذكرة والمؤنثة، أفترقنا لما بعد البوبات، وألتقينا توائمنا في كل الممرات، أوصلتها بكلماتي ونظراتي وخطواتي وأحلامي الى مكان عملها وأنسحبت.
أعرف أنها حين تقرأني، ستهديني تسجيلا لصوتها، تسجيلا لقصيدة أعرفها، توقظني كل صباح.
26 / اذار / 2010



#باسل_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى الظلام تنشر غسيلها البربري في أروقة الجامعة التكنلوجية


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل مهدي - بطعم البهجة صوتك