أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - الحسين مرزوق - التنمية بأيت بعمران أي مستقبل ؟















المزيد.....

التنمية بأيت بعمران أي مستقبل ؟


الحسين مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 09:04
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



السياحة نموذجا


شكل حصول عدد من البلدان على "استقلالها" دافعا قويا نحو نهج سياسات عمومية تروم الاستجابة لحاجيات الساكنة بما يهدف في نهاية المطاف حلحلة مشاكل التخلف التي تعاني منها هده البلدان الخارجة للتو من الاستعمار في قناعه العسكري على الأقل ، إنها تنمية تنازلية تعتمد على مركزة القرار ، أي أن مصير الجهات و الهوامش يبقى رهين نزوات المركز و أهواءه مما ولد اختلالات عميقة بين الأقاليم و الجهات ، لعل أبرز تجلي لها يمكن الوقوف عليه ما تعيشه مدينة سيدي افني و هوامشها من نقص وتردي على كافة المستويات ،مما يجعل الكلام عن منطقة هامشية مشروعا إلى حد بعيد ، هامشية من الناحية المجالية بالنسبة للمركز على مستوى تهيئة وإعداد المجال ، وهامشية من الناحية الاجتماعية ، أي أن هناك فاعل مركزي يوسم ساكنة هدا المجال بمواصفات وشكوك و مسلمات تعمل في نهاية المطاف على تهميش ساكنة هدا التراب، محاولة الخروج من هدا المأزق المختل و التي وجدت المقاربات المركزية نفسها فيه ، تطلب الانطلاق نحو ما بات يسمى في الأدبيات السياسية المغربية بدولة الحق والقانون، ودولة ألامركزية، وهدا معناه التناغم مع مفهوم "التنمية المحلية" كمقاربة جديدة تحمل في طياتها خطابا ايدولوجيا يساير توصيات المؤسسات المالية المتحكمة في مصير الدول و الحكومات في العالم الثالث، وهدا ما يحتم على هده الدول أن تتجه نحو سياسات التقويم الهيكلي وان تعلن عجزها عن تحقيق تطلعات ساكنتها مما يفسح المجال على مصراعيه أمام ما بات يعرف بالتنمية التصاعدية أو التنمية من الأسفل كجواب على المشاكل البنيوية التي تتخبط فيها عدد من الأقاليم و الجهات، و في المغرب رغم الإصلاحات الجديدة التي جاء بها الميثاق الجماعي من حيث منح بعض الاختصاصات للمنتخبين و إشراك الجمعيات في التدبير و التنمية ، إلا أن الهاجس الأمني ظل مسيطرا وظلت سلطة الوصاية الفاعل الأكبر في كل ما هو محلي ، مادامت هده الأخيرة هدفها بالأساس الضبط وخلق التوازنات داخل المجال.وهدا معناه أن هناك تجديد للمقاربات المركزية في ثوب محلي صرف يعيق التنمية في كثير من الأحيان.
ادا في ظل هدا الخطاب الجديد القديم الذي يرفع التنمية كشعار هل يمكن أن نتحدث عن إمكانية تنمية مجال هش مثل سيدي افني ؟
طبعا الجواب ممكن لكن ليس في ثنايا قوالب قانونية جاهزة من قبيل ما اشرنا له أعلاه ، معناه أن دور الدولة في ظل بنيتها السياسية الحالية ما زال مطلوبا ، مطلوبا من حيث مسؤوليتها الدستورية عن الاستجابة لتطلعات السكان و إرضائها دون تلكأ أو مواربة باسم المجتمع المدني أو المنتخبين الدين لا يملكون سلطة القرار في مستقبل تنمية أي جهة جهة، هدا الدور يكون هدفه إنجاح مسلسل التنمية لكن ليس بالإتيان بتجارب فاشلة و نماذج جاهزة ، فلابد من إعمال المقاربة التشاركية في بعدها التشاوري التي تسمح طبعا ببلورة مشاريع متكاملة و مقبولة من الجميع ،وهدا ما يجعلنا نتكلم عن التنمية المحلية الترابية التي يكون مصدرها الإنسان المنتمي لهدا التراب ، لأنه هو المؤهل بحكم معرفته بترابه ،لإبداء التصورات الممكنة لإعداد ترابي دو نتائج ايجابية، وهدا لا يكون إلا بالاستماع للمواطن وأجرأة مقترحاته، لا إسقاط تصورات بعيدة عن واقع محلي متفرد بخصوصياته.
و بخصوص مدينتنا الجميلة افني ، و التي يحق لنا أن نسميها" لندن المغرب" لكثرة الضباب الدي يعمها ، وأعتقد أن هدا ما جعل ربما بعض الإخوة يطمحون أن يجعلوا منها أجمل مدينة في العالم ، هدا الضباب الدي يهب على المدينة نتمنى أن لا يكون حاجزا وعائقا أمام عيون الفاعلين لتنميتها وإخراجها من ما يسودها من سكون وركوض وكل علامات العزلة المنتصبة على كل ركن من أركانها خاصة وأن المنطقة تزخر بمؤهلات جمة لا يسمح المقام التفصيل فيها نقطة بنقطة ، و هنا أود الوقوف عند قطاع السياحة الدي يمكن أن يكون قاطرة للتنمية خاصة ما تعلق بإنعاش السياحة الداخلية ، إلا انه و للأسف الشديد ما يعتري مؤهلا ت هدا القطاع من بطش و نهب يستدعي الوقوف عنده بتأمل كبير ، فلا يعقل أن نجعل من افني أجمل مدينة في العالم في ظل احتلال الملك البحري بدون وجه حق ، لا القانون و لا البيئة تسمح ببناء كورنيش فوق المجال البحري ، طبعا نعلم أن بناء الكورنيش فوق هدا المكان لم يتم في عهد المجلس البلدي الحالي ، لكن تم ربما توسيعه حديثا، هنا لا نكيل حسابا لأحد ، بل مرمانا هو الوقوف على أن ما يجري فوق الملك العام لا تقبله الشرائع و المواثيق و لا يتماشى مع المطمح نحو سياحة ايكولوجية هادفة ، ألم نفكر يوما لمادا استهلك الأسبان البحر كمنتوج سياحي من على شرفة "البرانديا"؟ ثم لمادا أقاموا في الثلاثينات شبه أحبال للشحن و الإفراغ في افني متجاوزين خطر الترمل وقوة الأمواج ؟
إن محاولة فهم مآسينا التنموية يقودنا ولو للحظة للوقوف عند المنتخبين ،هدا ليس معناه أن واقعنا يتحمل المنتخبون مسؤوليته ، بل أسهموا فيه إلى جانب تقصير الفاعل المركزي، وحينما نقول المنتخبين فلا نقصد المجلس الحالي لأنه من غير المنطقي أن نقيم أفعاله في هدا الوقت المبكر ، حتى و لو اعترت تدبيره بعض النواقص و الأخطاء من قبيل ما تعلق بقضية الكورنيش الدي اعتقد أن القرار الشجاع حماية للبيئة و الملك العام هو هدم هدا الكورنيش وإزالة هده الحصانة ، واعتقد أن هدا المقترح سبقتني إليه أمواج البحر و التي اقترنت لديها الأقوال بالأفعال ، فأرسلت إشارة وستليها إشارات ...،بل أكثر من كل دالك بات مفروضا لتقوية جاذبية المدينة إزالة كل البنايات فوق سرير واد افني ، باعتبارها منطقة مهددة بالفيضان ، وإزالة أيضا كل المخيمات المنتصبة فوق المجال البحري ، وتوسيع شارع الشاطئ و الإسهام في تسهيل الولوجية للشاطئ ، مما يسهم في نهاية المطاف في تهيئة كورنيش الواد وإنعاش وحدات خدماتية على طول هدا الشارع .
فالبناء فوق سرير الواد غير مسموح به بموجب قوانين التعمير ، كما ان تصميم التهيئة لأفني لا ينص على وجود تلك البنايات المتعددة الموجودة على سرير الواد ، ادا الترخيص للبناء فوق هدا المجال الهش تم بموجب ما يسمى بحالات الاستثناء في قانون التعمير ،أي أن الاستثناء يفتح المجال لأمور أخرى ، وهنا علينا أن نتوقف قليلا عند سلوك المنتخبين السابقين في تدبير المدينة ، لمادا تعايشوا مع أزمة المدينة من 1969 إلى حدود الحراك الدي عرفته الساحة في السنوات الأخيرة ؟ الجواب عند هدا السؤال قد نجده في الكورنيش وفي الواد وفي الحي الصناعي وفي أمور وأماكن أخرى، طبعا ستفهمون ما وراء السطور ، وستصلون إلى أن إطلاق اليد في البر و البحر ، جعل هؤلاء يقولون نحن و من بعدنا الطوفان، نتجه قليلا نحو الواجهة البحرية الجنوبية ، لنقف عند شواطئ جميلة اغتصبت و للأسف عذريتها ، أكواخ من الاسمنت ممتدة فوق الرمال ، بعض المساكن غطتها الرمال أو تكاد، منازل و مطامير لتصريف المياه العادمة ، أعراف سويت ، مساكن بنيت ، كانتوهات لا دور لها غير كونها أفسدت جمالية و ثروة أيت بعمران على قلتها. هنا لن نتهم فلا ن ولا علان ، بل سنطرح تساؤلات اعتقد بأنني لم أصل إلى أجوبة عنها، من قبيل ، لمادا سكتت السلطة عن تدمير البيئة و الثروة في هده المناطق؟ أليست بسكوتها عن نشوء السكن الغير قانوني في هده المجالات الهشة تكون أعطت ضوءا أخضرا للمضاربين في احتلال مئات الهكتارات في النعالة؟ ألا يساهم هدا في فرملة مشروع التنمية بافني وايت بعمران؟
أليس الوقت مناسبا لتدارك ما فات و القيام بالممكن لانقاد هده الثروة؟ ماهي الحلول الممكنة للخروج بحل يزيل هده الكانتوهات في توافق مع الدين بنوها؟
لقد ختمت مقالي هدا بهده الأسئلة آملا من دلك خلق نقاش جدي و عقلاني يفضي إلى تجميع التصورات الممكنة لتدارك ما فات ، و لتجنب الكارثة البيئية في مجالنا الدي أصبح و للأسف مستباحا من طرف عشاق الدرهم (العملة)، وسيأتي مقال نشرح فيه من منظور علمي بيئي صرف التداعيات الخطيرة للعبث بالبيئة وبالثروة المستدامة منطلقنا في كل دالك غيرة على مجالنا وأهالينا بعيدا عن أي مواربة أو نفاق أو شعبوية أو تسييس ، و مرمانا الوصول إلى الحقيقة العلمية بكل صدق و موضوعية.
الحسين مرزوق
طالب باحث



#الحسين_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - الحسين مرزوق - التنمية بأيت بعمران أي مستقبل ؟