الاول من ايار يوم النهوض

الاتحاد العام للمجالس و النقابات العمالية في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 21:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

الأول من أيار يوم النهوض

تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا , يفتخر بها عمال العالم اجمع , إلا و هي ذكرى الأول من أيار يوم النهوض و الاحتجاج العمالي العالمي بوجه الرأسمال و نظامه الرجعي المستبد ، يوم رفع العمال رأيتهم راية التحرر من الاستغلال و العبودية , يوم أعادة العمال إنسانيتهم و إرادتهم و حريتهم ، و ثقتهم بالنفس و بالحركة الثورية من اجل إسقاط النظام الرأسمالي و إرساء نظام حر خال من الظلم والاضطهاد و العبودية و الاستغلال . يوم أعلنت فيه الطبقة العاملة للعالم اجمع أنها قوة مقتدرة و لها إستراتيجية تنعم من خلالها البشرية بالحرية والمساواة و الرفاه .
رغم ما تحقق من تطور كبير في كافة ميادين الحياة ، وتراكم الموارد و الثروات ، إلا إن أغلبية الجماهير العمالية لا تتمتع بأدنى الحقوق الإنسانية و الاقتصادية و السياسية و المعيشية و الاجتماعية. إذ إن هناك مئات الملايين من العمال و الكادحين يعيشون تحت خط الفقر ومثلهم من العاطلين عن العمل، ناهيك عن التشرد، و انعدام الأمن ، و انتهاك الحقوق والحريات، و اندلاع الحروب و انتشار المجاعات وغيرها من الماسي و الويلات التي كان ضحيتها أبناء الطبقة العاملة و أسرهم .
إما في العراق، وفي ظل سيادة الرأسمال و الكتل و الكيانات السياسية المبنية على الأسس الطائفية أو القومية أو العرقية المتصارعة فيما بينها من اجل المناصب و تحقيق المصالح الشخصية و الحزبية ، والتي تتمثل كل سياساتها و أهدافها بإرساء دعائم و إبقاء و إدامة عمر هذا النظام المشئوم المستبد .
أما في ظل الاحتلال (بأنواعه و أشكاله) , أصبح المجتمع يعيش في حالة مأساوية , حالة من الجحيم الحقيقي . القتل، الاغتيالات،الخطف , انعدام الأمن و الأمان , التهجير , نمو الجريمة إن هذه الحالات أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة المواطن اليومية و المؤثرة على حياته المعيشية . و إن سياسة التيارات البرجوازية باختلافها تجاه الطبقة العاملة خلال السنوات الماضية و ما قبلها كانت لزرع بذور التفرقة والتشرذم عبر تقسيم المجتمع على أساس الهوية الطائفية والدينية والقومية من جانب . و من جانب أخر، سلب الحريات الأساسية و الإقصاء و التهميش وخصوصا حرية الرأي و الإضراب والتنظيم و تشكيل المنظمات العمالية، ناهيك عن قلة الأجور وجعل الطبقة العاملة طبقة معوزة تعيش تحت خط الفقر واتساع رقعة العاطلين عن العمل. إضافة للتصدي بالعنف لكل مطلب عمالي وتحرري في المجتمع. إن محور أهدافهم تتمثل بخلق طبقة من العمال رخيصة الأجر وصامتة و مستغله . ناهيك عن إغراء الرأسماليين العالميين للاستثمار في العراق لمص دماء العمال والكادحين و سرقة جهودهم.
إن الاتحاد العام للمجالس و النقابات العمالية في العراق باعتباره قطبا بارزا في الحركة العمالية سيظل يرفع راية الوحدة العمالية منطلقا في ذلك من شعاره المركزي قوة الطبقة العاملة في وحدتها و تنظيمها .
إن اتحادنا يرى بان الحركة العمالية و قادتها في ظل هذه الظروف مدعوين للتوحد ورص الصفوف والتنظيم للوقوف بوجه السياسات و الأنظمة المعادية للعمال و منظماتهم النقابية . لكي تبرز الحركة العمالية وتظهر كقوة فاعلة و مقتدرة حاملة راية تغيير هذه الأوضاع المأساوية لتقود المجتمع نحو الحرية والمساواة وبناء حكومتها العمالية.
إن الأول من أيار هو يوم النهوض بالمسؤولية و وجوب رفع هذه الحركة من استعداداتها وطاقتها للارتقاء و البروز كقوة مهنية مختلفة عن المنظمات السياسية , تعمل على أساس الهوية الإنسانية بغض النظر عن الهوية القومية والدينية والطائفية التي يسعون لفرضها على العمال. من جانب أخر على الحركة إن تستلهم نضالها وافقها من الأفق الإنساني في سبيل تحسين أمورها المعيشة و النضالية. بدءا من رفع مستوى الأجور والنضال في سبيل حرية الإضراب والتظاهر و التنظيم النقابي وغيرها من المطالب الأساسية. سيبقى الأول من أيار رمزا للنضال العمالي العالمي و شعلة وهاجة ينير الدرب لكل التحرريين و المناضلين من اجل عالم تسوده الحرية و العدالة الاجتماعية .

عاش الأول من أيار
عاشت الحركة العمالية العالمية
عاش عمال العراق و عاش نضالهم


المكتب التنفيذي
الاتحاد العام للمجالس و النقابات العمالية في العراق
[email protected]
24|4|2010

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل