عبدالعزيز السالم
الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 10:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت في احد المستشفيات (جنوب الرياض) انتظر الدخول عند الطبيب فجلست بغرفة الانتظار ...هذا المستشفى يشرف عليه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد و توعية الجاليات ولهم مجلة اسبوعية دعوية ناهيك عن توزيع الكتيبات والمطويات في كل مكان وزاوية بهوس ديني فظييع وليتها على شيء مفيد بل مسائل تافهه جدا جدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى . الطاولة التي امامي فيها كتيبات صغيرة ومطويات كثيرة ( تجيب الهم )!
جلست اتصفح هذا الاوراق الدينية المليئة بالخرافات عن النساء وانهن حطب جهنم وفتنه وشيطنتهن والمصيبة ان من كتب هذه المطوية إمرأة تحقر من نفسها ! ومطوية أخرى عن الصلاة واخرى عن فضل اذكار الصباح والمساء وتلك الشعوذات ومطوية تعلمنا كيف ندعو كافرا إلى لإسلام (دعوة أساسها الكذب وعدم قول الحقيقة) و من ضمن هذه الكتيّبات - كتاب الولاء والبراء - في الإسلام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان يتكون من 32 صفحة ومكتوب باعلى الكتيّب - 1ر.س - اي بريال سعودي فما ارخص نشر الكراهية والاحقاد لدينا !وعلى الرغم ان نشر هذه الكتب في تلك الاماكن تعرض اصحابها لمسائلة قانونية خصوصا بعد احداث 11 سبتمبر والضغوطات التي واجهتها المملكة بسبب الغزوة الاسلامية التي راح ضحيتها الالاف .. ولكن يبدو ان منع تدريس هذه العقيدة المأخوذة من القران هو خاصاً في المدارس لإظهار وجه المملكة انها تقوم بالاصلاح الديني ز اذا أزلنا عقيدة الكراهية من المدرسة فكيف سنزيلها من اذهان مَن قرأوها طوال تلك العقود التي مضت بل كل مكتبة سواء كانت اسلامية او عامة ستجدون هذه العقيدة العنصريّة التي يصاب الانسان بالصداع وتنجرح انسانيته وهو يقرأ هذا العفن الإسلامي يُباع بارخص الاثمان .... .ربما هناك من لا يعرف الولاء والبراء فيزور هذا الرابط ليتعرف عليها http://www.dorar.net/art/434 واما الكتاب الذي قرأته في المستشفى " هذه صورة منه على الرابط التالي : http://img708.imageshack.us/i/97685123.jpg/ ليس غريبا علي ولا على ابناء جيلي لأننا درسنا قبل ان يتم حذفها من المناهج في المدرسة ..الكتاب الصغير يأمر ببغض غير المسلمين بشكلٍ عام و وجوب معاداتهم سواء كانو مسالمين او محاربين معاداتهم وبغضهم لمجرد كفرهم بالاسلام ووجوب محبة المسلمين والولاء لهم .وفي هذا الكتاب المليء كراهية للآخر يتأسف الشيخ ممن يقولون لغير المسلمين انهم أخوة لنا ..ويحذر من القاء السلام على غير المسلم وان يضطره لأضيق الطريق و لقد حذر الشيخ العلامة الفوزان (علامة بالجهل وخبير مخضرم بالعنصرية) من مدحهم ورفع شأنهم واعزازهم ويحذر ايضاً بالاستعانة والثقه بهم و يقول في معرض حديثه محذرا المسلمين من وصف الاخر بالاخ [وقد جهل كثير من الناس هذا الاصل لعظيم,حتى لقد سمعت بعض لمنتسبين الى العلم والدعوه في اذاعه عربية يقول عن النصارى إنهم اخواننا, ويا لها من كلمة خطيرة].! .
يا ساتر !
من خطورة هذه الكلمة انطبقت السماء على الأرض من غضب الله . فالله وملائكته يعيشون حالة استنفار بالسماء والإله بحسب الشيخ الفوزان غاضب وقد ترك ادارته الكريمة للسماء والارض بكل مافيها وتفرغ لأن ينزل لمستوى البشر ويحرض عليهم ! .. هل يوجد اسخف واتفه من الفكر الديني ؟
هذا المستشفى يضم العشرات من الاطباء والممرضين والممرضات وعمال النظافة من المسيحيين والهندوس والبوذيين هؤلاء من حسن حظهم لا يعرفون العربية ليقرأوا ما تحويه الكتب التي امامهم و ليعرفوا كيف ينظر الاسلام لهم !
هل يتخيل احدكم ان يذهب لمستشفى بالغرب ويجد كتاب صغير يأمر المسيحي ببغض المسلمين وكل من يكفر بالصليب والوهية المسيح!؟!
هل يتخيل احدكم ان يذهب لأي مستشفى بالغرب وبينما هو جالس مع زوجته وابنه فيقرأ بعض الكتب ويجد كتاب يحذر المسيحيين من قول يا اخوة للمسلمين والا يُسلموا عليهم ويجب ان يُضيّقوا عليهم الطريق ولا يُكرموهم لانهم كافرين بالمسيحية ؟
هل تتخيلون ان نذهب لمستشفى غربي ونجد حديث لديهم يطالبهم بإهانة المسلمين ويقول : لا اعزهم بعد ان اهانهم ولا اكرمهم بعد ان اذلهم الله ؟ ..
في المستشفى الاطباء والممرضين والعاملين من غير المسلمين كثر ربما تبلغ نسبتهم 30% ماذا لو قرأوا هذه الكتب وتعرّفوا عليها ؟الا يكرهون هذا الدين الذي ينصح زملائهم المسلمين بالعمل بأن يبغضوهم ولا يُسلِّموا عليهم وان يذلوهم ولا يحترموهم لا لشيءٍ الا لانهم لا يؤمنون بالاسلام ...لماذا كل هذه الكراهيه الدينية للانسان المخالف بالدين ؟ الا نستطيع ان نعبد الله من غير ان نكره غيرنا ؟ ان كان المشائخ يصرحون بعداوتهم وبغضهم ويطالبون المسلم البسيط بكراهية غير المسلم وفلماذا الغضب كلما صدر موضوع او صرح احد بكراهيته للاسلام كدين او للمسلمين ؟
اليست هذه ازدواجية منكم ؟ لماذا تعطون انفسكم الحق في مهاجمة الاخرين والتحريض على تحقيرهم وتقوم قيامتكم على الاخرين ان استخدم نفس الحق!
العالم ليس لنا وحدنا ولا للمشائخ دعاة الكراهية والعنصرية فهو متعدد الاديان و الثقافات والاراء واغلب سكان العالم ليسوا مسلمين (حطب جهنم الذي يتلذذ الله السادي بتعذيبهم ويملأها بهم ويقول هل من مزيد .. هل من مزيد!!)
في الحقيقة نحن امة لا تخجل ولا تستحي حتى اننا لا نستحق من الاخرين ان يحترمونا ولا يحق لنا مطالبتهم بذلك الا بعدما ان ننظف تراثنا من هذا الوسخ والعفن الديني لنرتقي قليلا بإنسانيّتنا حتى تقبلنا المجتمعات الانسانية.
بالمستشفيات الغربية يحترمون المسلم وعقيدته فهناك مسشتفيات اوروبية كثيرة شُيدت بها المساجد للمرضى المسلمين والزوّار الذين يأتون من بلاد الاسلام للعلاج عندهم وهؤلاء يطلبون منهم بكل بجاحة ازالة الرموز الدينية و مع ذلك يتقبلون بكل اريحية ويحترمونه وكثيرا ما حدثت هذه القصص سمعناها بأنفسنا .فهل يحق لغير المسلم ان يدخل مستشفى اسلامي ويطلب من ادارته ان ازالة الرموز الاسلامية كآية الكرسي المعلقة فوق رأس المريض او صورة الكعبه او حتى صوت اذاعة القران تحت ذريعة انها تخالف معتقداته تسبب ازعاج له؟
يجب ان ننوه ونقول اننا حينما نتطرق لكراهية غير المسلمين لا ندّعي بأنّ الطرف الآخر (غير المسلمين) ودعاء وحمام السلام و يحترمون المسلمين ويحبونهم بل ان كثير منهم يكرهون الاسلام وذلك بسبب نزعات الشر الموجودة به و التي تطغى على حسناته تجاه الآخر الذي نسميه " الكافر" ومشاهد قطع الرؤوس والتفجيرات الانتحاريه وثقافة الجهاد وجلد النساء بسبب لبس البنطلون والفتاوي العنصريه وغيرها الكثير من خرابيط المسلمين .. نحن نتكلم عن اماكن رسمية وإنسانية كالمسشفيات من المفترض الا يكون بها تمييز ديني و اساءه للاخر ....من حقّك ان تدعو اي انسان لدينك وحتى تنتقد أديانهم ولكن ليس من حقك ان تحرض على كراهية غير المسلم لأنهم كافرون بالله ورسوله ... اليس من المفترض محاكمة من يدعو اتباعه ان يضيقوا على الناس الطريق؟! متى سنضع هذا الحديث العنصري مئات الاحاديث العنصرية ومن يروج لها في المحاكم والتي تسبب الضرر للآخرين اضرار جسدية ونفسية ...لا يمكن للمشائخ ان يعيشون دون ان يتنفسوا بغض الآخر ولا يمكن لهم ان يشعروا بإسلامهم وعظمته الا عندما يخلقون اعداء لهم .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.