أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزيه الزياني - لماذا وكيف انهارت الأمميات الثلاث ؟؟!!!















المزيد.....

لماذا وكيف انهارت الأمميات الثلاث ؟؟!!!


نزيه الزياني

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 22:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1- الأممية الأولى:

كانت عصبة العدالة عبارة عن جمعية سرية أممية تتكون بالأساس من الحرفيين الألمان . انضم إليها ماركس وانجلز عام 1847 ، وكان انضمامهما مشروطا بضرورة تخلي عصبة العدالة عن الأشكال التآمرية في التنظيم وتم تغيير اسمها إلى العصبة الشيوعية .

إجمالا كانت أهم النقط التي أثيرت في مؤتمرها التأسيسي تتلخص في النضال ضد الخطوط والاتجاهات التآمرية من جهة ، و من جهة ثانية العمل على تحقيق بنية تنظيمية ديمقراطية ......وهذا مرتبط بطبيعة الحال , بالحاجة الماسة للبروليتاريا إلى تنظيم أممي ، تنظيم يعرض أهدافه وخططه النضالية بشكل واضح ، كما هي الحاجة كذلك ، إلى ضرورة الربط ما بين الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة ضد البرجوازية وما بين تحررها الذاتي أيضا .
لكن الأحداث الثورية المتتالية وخصوصا أحداث 1848 ، أظهرت ضعف وقصور العصبة الشيوعية وعدم قدرتها على تأطير الجماهير العريضة التي أبانت عن قوة كفاحية ثورية عالية في تلك الأحداث ، وهو ما دفع انجلز اثر دلك إلى القول : "....أن البضعة مئات الذين شكلوا العصبة الشيوعية ، اختفوا في الخضم الجماهيري الذي اشترك في الحركة " . فرغم أن أحداث 48 أكدت أن الطبقة العاملة كانت أكثر نشاطا وثورية من بين جميع طبقات المجتمع الرأسمالي وعبرت عن طاقات وإمكانيات ثورية عالية ، إلا أن الضعف التأطيري للعصبة كان واضحا أيضا أمام الخضم الجماهيري الذي شارك في هده الحركة .

هذه الاحدات – بدروسها وخلاصاتها الثمينة – كان لها وقع كبير على كارل ماركس وعلى تفكيره المستقبلي ، مما دفعه إلى إعادة النظر في التنظيمات الاتحادية الديمقراطية الواسعة والدعوة إلى تشكيلات وتنظيمات أضيق مكونة من منظمات عمالية ضيقة صلبة و متجانسة . وبعد عودة ماركس من منفاه في لندن عام 1849 ، اضطر إلى إعادة تشكيل اللجنة المركزية للعصبة الشيوعية وإعادة تنظيمها في ألمانيا ، لكن هذه المرة كتنظيم سري مركزي.......الخ.
في عام 1850 لخص ماركس منظوره للأعوام القادمة قائلا:" .... بالنظر إلى الازدهار العام المنتشر حاليا ،والذي يسمح لقوى إنتاج المجتمع البرجوازي بالتطور ، بقدر ما يمكن أن يسمح لها إطار المجتمع البرجوازي ، فانه لا يمكن الحديث عن ثورة حقيقية . إن ثورة جديدة ستصبح فقط في طور الإمكان فقط كنتيجة لازمة جديدة ، لكن قدومها حتمي كقدوم الأزمات نفسها ..." ، وكان شعار المرحلة بامتياز ، هو شعار " يا عمال العالم اتحدوا " .

في هذا السياق ، وانطلاقا من حاجة الطبقة العاملة إلى منظمة حقيقية للنضال الأممي ، نتيجة تصاعد وتيرة وحدة نضالاتها الاقتصادية خصوصا في أوربا ، وضرورة توحيد تنظيماتها الاشتراكية وشبه الاشتراكية ، تم تأسيس الأممية الأولى أو" جمعية الشغيلة العالمية" عام 1864 .....وقد عقد مؤتمرها الأول في جنيف بحضور 60 مندوبا يمثلون تقريبا 25 فرعا... وكان التركيز على أن تحرير الطبقة العاملة يجب أن يكون من صنع الطبقة العاملة ذاتها ، كما أن التحرر الاقتصادي للطبقة العاملة هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تكون كل حركة سياسية خاضعة له ، وعليه فان تحرير العمل ليس مشكلة محلية أو قومية ، بل تعنى بها جميع البلدان التي يوجد فيها المجتمع الحديث ، المجتمع البرجوازي ، وتم التأكيد كما جاء في البيان الشيوعي ، على ضرورة أن يكون للطبقة العاملة حزبها المستقل نظريا و سياسيا وتنظيميا ، حتى تتمكن من انجاز رسالتها التاريخية الثورية والحسم في مصائر مجتمعاتها ...... الخ.

جلي أن المؤتمرات اللاحقة للأممية ، تبنت شعارات أكثر جذرية و سياسات أكثر اشتراكية ، وهدا ما انعكس بشكل أساسي في مؤتمر لوزان سنة 1867 الذي اقر أن التحرر الاجتماعي للعمال لا ينفصل عن تحررهم السياسي ، وعرف مؤتمر بروكسيل عام 1868 هزيمة البرود ونيين في مسالة الملكية الجماعية للأراضي والسكك الحديدية والمناجم ...أما مؤتمر لندن عام 1871 فقد اقر ما يلي ".... في نضالها ضد القوة الجمعية للطبقات المالكة ، تستطيع البروليتاريا أن تتصرف كطبقة فقط ، إذا شكلت حزبا سياسيا معارضا لكل الأحزاب القديمة التي شكلتها الطبقة المالكة...." .

في نفس السنة التي انعقد فيها مؤتمر لوزان ، أي عام 1867 ، كتب ماركس إلى انجلز يقول : " عندما يحين وقت الثورة ، التي ربما سيكون اقرب مما يبدو ، ستصبح هذه الآلة القوية – ويقصد ماركس الأممية الأولى – في أيدينا ، وعندئذ نعتبر أنفسنا راضين حد الكفاية " .
لكن رغم هذا التقدم الذي عرفته تلك المؤتمرات المتتالية للأممية الأولى ، فقد ظلت الأممية خليطا من اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة ، واتحادا عريضا للمنظمات والأحزاب العمالية في مختلف البلدان ، وتركت الحرية لكل فريق أن يشكل برنامجه النظري بكل حرية ، اللاساليين في ألمانيا ، البرود ونيين في فرنسا ، في روسيا الفوضوية بزعامة باكونين الذي التحق بالأممية أواخر عام 1868 .

لقد استطاع العمال الباريسيون في كمونة باريس عام 1871 ، الاستيلاء على السلطة وتأسيس دولتهم لمدة شهرين ، ورغم قصر هذه المدة فإن هده التجربة العظيمة أكدت و بلا جدال حقائق ساطعة تتجلى في كون الحرية السياسية والاقتصادية للطبقة العاملة في المجتمع الرأسمالي ، رهينة بتحطيم سلطة رأس المال ، كما أكدت الكمونة و في نفس السياق حاجة الطبقة العاملة إلى دولتها ، دولة ديكتاتورية البروليتاريا و برهنت الكمونة كذلك على أن الفصائل المتقدمة لجيش البروليتاريا الأوربية لم تكن بعد قد ارتقت إلى مستوى مقتضيات الثورة الاشتراكية.

لقد أدرك ماركس ، حجم الخطر الذي أضحى يشكله باكونين على الأممية الأولى مند اللحظة التي التحق بها في عام 1868 ، حيث كتب ماركس يقول في ، رسالته إلى فريدريك بولته عام 1871 : "...لقد تأسست الأممية بغية الاستعاضة عن الشيع الاشتراكية ونصف الاشتراكية بمنظمة حقيقية للطبقة العاملة من اجل النضال.....إن تاريخ الأممية كان أيضا عبارة عن نضال مستمر خاضه المجلس العام ضد الشيع ، وضد محاولات الهواية المبتذلة التي سعت إلى التوطد داخل الأممية ذاتها خلافا للحركة الحقيقية للطبقة العاملة.....إن المنظمة اللاسالية منظمة متشيعة صرف ، وأنها بصفتها هاته معادية لتنظيم الحركة العمالية الحقيقية التي تسعى الأممية وراءه....ويضيف ، ماركس دائما ، لقد انتسب الروسي باكو نبن إلى الأممية أواخر 1868 ، لكي ينشئ في قلبها ، تحت قيادته بالذات ، أممية ثانية اسمها –حلف الديمقراطية الاشتراكية -....كان برنامجه عبارة عن خليط من الأفكار الماخودة بصورة سطحية من هنا ومن هناك ، المساواة بين الطبقات ، الامتناع عن الاشتراك في الحركة السياسية.....إن القرارات الأول والثاني والثالث والتاسع ، تعطي الآن لجنة نيويورك سلاحا شرعيا لأجل وضع حد لكل تشييع ولكل فرق الهواية المبتذلة ، ولأجل طردها عند الاقتضاء........الخ.
وبالتركيز على هذا المقطع من رسالة ماركس إلى فريدرك بولته ، يمكن الإقرار بان ماركس أدرك و بما لايدع مجالا للشك أن الأممية الأولى و مند تأسيسها ، كانت عرضة للاختراق و كانت تحمل في داخلها ومعها بدور فنائها وانهيارها ، والمتمثلة في وجود "شيع" وتيارات ، متضاربة أو قل للدقة متناقضة في رؤاها السياسية والفكرية ......الخ.

إن هذه الصيغة التنظيمية الهشة و الغير منسجمة ، التي جمعت تحت راية الأممية الأولى ، تنظيمات بألوان سياسية وفكرية مختلفة ومتباينة ، و التي تحكمت في ولادة كما في مسار الأممية الأولى ، كانت بمثابة نقطة ضعف كبيرة عانت منها الأممية الأولى طوال مسيرتها ، وساهمت بشكل كبير ورئيسي في الاختراق الذي تعرضت له من قبل الفوضوي باكونين .
كانت النهاية المفجعة التي انتهت إليها كومونة باريس العمالية عام 1871 ، حيث أكدت هذه التجربة الثورية العمالية ، أن الفصائل المتقدمة في جيش البروليتاريا الأوربية لم تكن قد ارتقت بعد إلى مستوى الثورة الاشتراكية ، بالإضافة إلى الاختراق الذي تعرضت له الأممية الأولى من قبل الفوضويين بزعامة باكونين واللاساليين والبرودونيين ..... ، كانا عاملين رئيسيين وأساسيين دفعا ماركس إلى طرد باكونين في مؤتمر هيج ، ونقل مقر الأممية إلى أمريكا ، وتم في النهاية حلها في العام 1873. هل أخطأ الرفيق ماركس ؟؟ لا أبدا، الجواب هو بالنفي .

ما أردنا أن نعرج عليه من خلال هده المقالة ، هو أن ماركس لم يكن يستهدف من وراء تأسيس الأممية الأولى سوى البحث في شروط لقيام الثورة الاشتراكية العالمية ثم ثانياً معرفة عن أية اشتراكية يبحث الأعضاء غير الماركسيين المتواجدين داخل الأممية ، كاللاساليين والبلانكيين وغيرهم .. لقد ادرك ماركس خطورة البرجوازية الوضيعة الهادفة الى تقويض وهدم نضالات البروليتاريا وتجاربها الثورية .

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع ..........



#نزيه_الزياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي عمل شيوعي يستجيب لمقتضيات الوضع الراهن ؟؟- الجزء الأول –


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزيه الزياني - لماذا وكيف انهارت الأمميات الثلاث ؟؟!!!