أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطفي حاتم - موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق















المزيد.....


موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنتج الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار آلة القمع الديكتاتورية حراكا" اجتماعيا" هائلا" وانبعاثا" سريعا" للكثير من الحركات السياسية الكامنة في التشكيلة العراقية وفي مقدمتها تنامي وتطور الإسلام السياسي بمختلف تياراته واتجاهاته المذهبية /السياسية . وفي هذا الاتجاه تواجه المراقب السياسي الأسئلة التالية : ماذا نعني بالاسلام السياسي؟ وما هي تأثيراته على مستقبل المرحلة الانتقالية ؟ وماهي أدواره في نجاح / فرملة العملية الديمقراطية
الاجابة علىالأسئلة المذكورة تتحدد من خلال التأكيد على أن الإسلام السياسي يعني توظيفا" للفكر الديني في الصراعات الاجتماعية /الفكرية بهدف الاستيلاء على السلطة السياسية بمعنى آخر ان الأسلام السياسي بمرجعياته الفقهيية المختلفة يسعى الى اقامة أنظمة حكم تستند الى رؤية نكوصية منفصلة عن الحركة التاريخية وتطورات بنيتها الاجتماعبة / الاقتصادية . باختصار رؤية سلفية للحكم لاتترابط مع سير التطورات الواقعية .
من هذا التحديد نحاول التوقف عند الجذور الاجتماعية / التاريخية لنمو وتطور الاسلام السياسي بموضوعات عامة مترابطة مع نمو وتطور الدولة العراقية .
لم يتبلور الاسلام السياسي في العراق الا في عقد الستينات حينما خرج كثير من الشيعة بفعالية سياسية في بغداد مطالبين بحاكم جعفري ( ماكو ولي الا علي انريد حاكم جعفري ) وذلك بمناسبة وصول ضريح جديد للامام موسى الكاظم عليه السلام من ايران .الا ان هذا التبلور السياسي لا يعني ان المرجعيات الدينية لم تتدخل بانشطة سياسية في محطات اساسية من تاريخ العراق السياسي لذا نرى ان رجال الدين لعبوا أ دوارا" أساسية" منذ ثورة العشرين مستندين بذلك الى قاعدتهم العشائرية واجبارهم القوات البريطانية الغازية أنذاك على انشاء الدولة العراقية رغم ماشاب تلك الدولة من سلبيات خطيرة .وفي هذا السياق لابد من التأكيد على ان التيار الشيعي وايديولوجيته المناهضة للتواجد الأجنبي شكلت مرجعية وطنية للاغلبية العراقية في العقود الثلاثة الأولى من عمر الدولة العراقية.
افضى انهيار الملكية وقيام ثورة 14 تموز الى تنامي قوة التيار اليساري الديمقراطي على الساحة العراقية وبسبب افكاره الاشتراكية الداعية الى المساواة والعدالة الاجتماعية حاولت بعض المراجع الدينية وبالتحريض من قوى التيار القومي العربي الحد من شعبية اليسار الاشتراكي حيث حصلت القوى المناهضة للتطور الديمقراطي من المرجعية الدينية ممثلة بآية الله العظمى السيد محمد محسن الحكيم طاب ثراه على فتوى دينية أعتبرت فيها الشيوعية كفرا" والحاد . وبهذا المسار حاولت القوى الدينية اظهار قوتها السياسية في بغداد عند تشييع جثمان السيد الحكيم حيث احتشد مئات الألاف من المشيعين لتوديعه رغم ان هذه الجماهير بغالبيتها لم تكن مسيسة لكنها عبرت عن غضبها بصورة غير مباشرة ضد سلطة عارف الأول الذي حاول تأجيج الطائفية في العراق وذلك بهدف شد الطائفة السنية حول نظامه السياسي بعيدأ عن التحالفات الحزبية لكن تلك السياسة فشلت وذلك لعدم وجود ارضية اجتماعية/ تاريخية لمثل هذه الاستقطابات المذهبية في بلاد الرافدين.

خلاصة القول ان التيار الشيعي السياسي لم ينتشر بصورة كبيرة في محطات مهمة من عمر الدولة العراقية وذلك لأسباب عديدة اهمها انتشار وقوة التيار اليساري الديمقراطي وردكاليته التي عبرت عن تطلعات القوى الشعبية الفقيرة والمعدمة واحلامها في المساواة والعدالة الاجتماعية .
لقد استطاع اليسار الديمقراطي العراقي وطليعته الحزب الشيوعي تحريك وقيادة الكتل الشعبية استنادا" الى ثلاث عوامل أساسية:
الاول منهما : -- التركيز على فصل الجانب الروحي/ الديني عن الجانب الفكري وتطورات السياسة اليومية حيث استطاع الحزب الشيوعي العراقي ان يزاوج بين سياسته المطالبة بالعمل , صيانة الكرامة الانسانية والديمقراطية السياسية وبين ايمان كتلته الشعبية واحترام معتقداتها الدينية.
الثاني منهما : -- وطنية الشيوعيين العراقيين التي لم تستطع أية قوى سياسية أودينية ان تنال منها في مختلف مراحل تطور الدولة العراقية وهنا لابد من ايضاح مفهوم الوطنية لدى الشيوعيين العراقيين والتي يمكن تعريفه ببساطة بأنه انحياز مطلق لمصالح البلاد الأساسية واعتماد حرية الوطن وسعادة شعبه في مفردات كفاحهم الوطني الديمقراطي .
الثالث منهما : -- تناغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشيوعيين وبسالتهم في الدفاع على مبادئهم وقيمهم الانسانية ومشاعر الجماهير الشيعية بمعنى ان اليسار الديمقراطي كان الأقرب الى راديكالية الجماهير الشيعية وسايكلوجيتها الثورية .
ان الموضوعات المشار اليها المتمثلة باحتواء اليسار الاشتراكي للجماهير الشيعية تجد تعبيرا" آخر لها متمثلا" في أن القوى القومية العربية بمختلف تياراتها استطاعت بدورها احتواء الحركات الاسلامية السنية وتوظيف منطلقاتها الدينية / السياسية في خدمة نهوجها السياسية ولهذا اسباب كثيرة أهمها ان القوى القومية وبسبب كونها اقلية حاكمة عملت على توظيف شرعيتها السياسية اعتمادا" الى محيطها العربي السني بهدف تعظيم شرعيتها السياسية المنقوصة .

ايجازا" يمكن التأكيد على بعض الملاحظات الهامة : --

أولا" :-- لم يستطع الاسلام السياسي في العقود الخمسة من عمر الدولة العراقية تشكيل بنية سياسية مؤثرة في الشارع العراقي بل أن تأثيراته انحبست في المناسبات الدينية والمدارس الفقهية والفتاوي الشرعية.
ثانيا" : -- بفضل تأثيرات الأحزاب السياسية العلمانية والمراجع الدينية على الكتل الشعبية استطاعت هذه الفعاليات مجتمعة صياغة هوية وطنية عراقية شكلت سدا" كبيرا" امام نمو وتطور الطائفية السياسية .

المرحلة الثانية تبلور الاسلام السياسي

إن اشارتنا إلى ضعف التيارات السياسية الإسلامية في المراحل الأولى من تطور الدولة العراقية ومنظومتها السياسية تدفعنا إلى طرح السؤال التالي : ماهي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قوة التيارات الإسلامية في العقدين الأخريين من تاريخ جمهورية العراق الأولى .
الأجابة على التساؤل المذكور تتطلب التوقف عند أهم الاسباب التي يمكن حصرها بالموضوعات التالية : --

1. حروب الديكتاتورية ونهجها المتسم بسياسة العزل الطائفي والتفرقة العنصرية ناهيك عن الحصار الاقتصادي الذي أفضى إلى تدمير الطبقة الوسطى الحاملة لفكر الحداثة الماركسية/القومية/ الليبرالية حيث لاذت أقسام من هذه الطبقة بالفكر الديني وتصوراته الغيبية .
2. انهيار العمل السياسي المنظم وابتعاد قيادات وكوادر القوى السياسية العراقية المعارضة عن العمل الجماهيري الأمر الذي ترك فراغا" سياسيا" حاولت المساجد واالحوزات العلمية والمدارس الدينية استثماره لخدمة توجهاتها السياسية المستقبلية .
3. انهيار المنظومة الاشتراكية الذي أشاع مناخا" سلبيا" على سايكلوجية الكتل الشعبية وكفاحها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية ناهيك عن تفرد الولايات المتحدة بادارة شؤون السياسية الدولية وما نتج عن ذلك من سلسلة حروب وتدخلات عسكرية تحت شعارات ( انسانية ) جذابة .

على أساس المعطيات السياسية المشار اليها تبلور الإسلام السياسي الشيعي في العراق وخطت الحركة الإسلامية الشيعية خطوات كبيرة بعد الثورة الإسلامية الايرانية ومن الملاحظ هنا إن المفكر الإسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر اجتهد في مجالات سياسية/ اقتصادية عدة لغرض تأسيس نظرية إسلامية للحكم وذلك بهدف ربط الكفاح الشعبي وحركته الإسلامية باطارات فكرية / سياسية هادفة إلى بناء نظام حكم اسلامي بمضامين تاريخية معاصرة .
لقد اكتسبت الحركات الإسلامية في العراق مواصفات جديدة أملتها طبيعة الصراع مع الديكتاتورية يمكن التعرض إلى بعض منها :--

 ردا" على عنف الديكتاتورية المنفلت واندلاع الحرب العراقية -- الايرانية سلكت الاحزاب الإسلامية نهج الكفاح المسلح طريقا" لدحر الديكتاتورية واسقاطها .
 على الرغم من عدم التزام العديد من الحركات الاسلامية العراقية بولاية الفقيه الا أن ايران أصبحت محطة أساسية لكثرة كاثرة من الأحزاب الإسلامية وبهذا الاتجاه حاولت القوى الإسلامية اعادة تنظيم نفسها وذلك من خلال تشكيل اطارسياسيي لحركاتها متمثلا" بمجلس الثورة الإسلامي الأعلى التي انضوت تحت مظلته احزاب وحركات حزب الدعوة, منظمة العمل الإسلامي , جماعة الشهيد محمد باقر الحكيم .
 أعطت الانتفاضة العراقية ضد الديكتاتورية بعد حرب الخليج الثانية دفعة قوية للحركات الإسلامية ويمكن القول انها شكلت تمرينا" كفاحيا" لهذه الحركات ووفرت ذخيرة عملية لنشاطها السياسي اللاحق والذي جرى توظيفه بعد انهيار الديكتاتورية .

انهيار الديكتاتورية وسمات الإسلام السياسي في العراق

بدا" نشير الى بعض الوقائع الجديدة التي أفرزها الاحتلال الأمريكي للعراق والتي يتقدمها : --
 انهيار آلة الدولة العراقية وتفكك وظائفها العسكرية/ الادارية/ الاقتصادية .
 تفكك المجتمع العراقي وتحلل بنيته الاجتماعية الأمر الذي أفضى إلى هيمنة مؤسسات المجتمع الأهلي على حركة تطوره السياسي بكلام آخر سيادة المؤسسات العشائرية والحوزات العلمية والمنظمات الدينية على الحركة السياسية .
 ضعف التيارات العلمانية ومحدودية حركاتها السياسية المتمثلة بالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني هذا اذا استثنينا المنطقة الكوردستانية وحركة أحزابها السياسية ذات التوجهات القومية
تزامنت الوقائع المشار اليها مع غياب مستلزمات أساسية ضامنة لتطور التشكيلة العراقية منها : --
 انعدام الأمن السياسي المتمثل بغياب المؤسسات الأمنية /الادارية / القانونية الضامنة للحد الادنى من الاستقرار الاجتماعي .
 غياب الأمن الاقتصادي الذي جاء نتيجة للحصار الاقتصادي وتحطيم المؤسسات الانتاجية/الخدمية للدولة العراقية بعد انهيارها حيث قدرت نسبة البطالة ب60% من القوى المنتجة العراقية.
 تزايد عمليات العنف والارهاب المنظم اللذان تمارسهما مختلف التيارات العراقية منها والوافدة الهادفة إلى اعاقة التطور السلمي الديمقراطي للبد .
 ممارسات قوى الاحتلال الأمريكي ونزعتها التدميرية واعتماد جانب الحلول العسكرية في معالجة الانشطة العنفية وانفرادها باتخاذ القرارات الأمنية .
هذه العوامل الداخلية/ الخارجية سرعت من تطور التيارات الإسلامية ووفرت لها امكانية الانتشار والتوسع الجماهيري .
على أساس هذه الخلفية السياسية / الاجتماعية نواجه بالأسئلة التالية : -- ماهي القاعدة الاجتماعية للقوى الدينية أولا" , وماهي توجهاتها السياسية ثانيا" , وما هي حدود وحدتها وخلافاتها ثالثا" .
للاجابة على التساؤلات المثارة نشير الى ضرورة فرز التيارات الدينية استنادأ إلى مؤشرين أساسيين : - القاعدة الاجتماعية الساندة لهذه التيارات أولا" . والبرنامج السياسي المعبر عن مصالحها ثانيا" .
على أساس تلك المضامين نحاول التعرض إلى التيارات الإسلامية العراقية وسماتهما بالظروف التاريخية المعاشة بملاحظات عامة : --
الملاحظة الأولى : - انضواء الكثير من القوى القومية تحت أغطية دينية وبهذا الاطار لايمكن عزل النشاط الديني السني وتوجهاته ذات الصبغة العنفية المناهضة للاحتلال عن النشاط القومي. بمعنى إن نشاط القوى القومية اتخذ اطارا" دينيا" وهذه واحدة من المفارقات في التشكيلة السياسية العراقية .
الملاحظة الثانية : - تتشكل القاعدة الاجتماعية للتيارات الدينية السنية من شرائح ومؤسسات اجتماعية مختلفة يتصدرها : كبار موظفي الجهاز البيروقراطي للدولة المنهارة . العسكريين من مختلف المراتب وأقسام من الاجهزة الأمنية المنحلة , بعض قيادات العشائر التي احتلت مواقع وجاهية في البنية الاجتماعية للنظام السابق
الملاحظة الثالثة : - إن السمات الطبقية الاجتماعية لتيار الإسلام السياسي السني تترابط وبعض التجليات السياسة / التنظيمية لهذا التيار ابرزها: -
1. لازالت القوى الدينية / العشارية السنية تبحث عن هيكلية تنظيمية تؤطر نشاطها السياسي وتمنحها سمة التماسك الطبقي وبهذا المعنى نشير إلى إن القاعدة الاجتماعية للنظام البائد لم تتوفر لها الظروف التاريخية الاقتصادية/ الاجتماعية على التشكل في طبقة اجتماعية ذات سمات بنوية محددة.
2. بسبب الخبرة التاريخية / الادارية المتراكمة لدى كثرة كاثرة من الجهاز البيروقراطي فان هذه القوى قادرة على التكييف مع المستجدات السياسية واستعادة العديد من مواقعها في التشكيلة السياسية الجديدة للعراق .
3. لازال البرنامج السياسي لقوى الإسلام السني غير واضح المعالم ويمثل غياب الديمقراطية في خطابها السياسي اشكالا" كبيرا" لمستقبل اندماجها في العملية السياسية الجارية في البلاد . وفي هذا السياق يجب ملاحظة تزاوج الاساليب العنفية المناهضة للاحتلال ونزعة الأقصاء والتخوين في توجهات القوى الدينية/ القومية .
إن استعراضنا لسمات ومواقع القوى القومية والمؤسسات الدينية السنية تقودنا إلى تأشير السمات التاريخية والمعاصرة لحركة التيار الشيعي التي يمكن تأطيرها بالصياغات التالية : --
 لم تحتل رموز التيار الشيعي مواقعا" قيادية" في مراكز الدولة العراقية منذ نشأتها التاريخية وبهذا المعنى فان أغلب القيادات الإسلامية الشيعية تفتقد الخبرة السياسية لادارة شؤون الحكم .
 تتشابك ممارسة التيار السياسي الشيعي العلنية في ظروف الاحتلال مع وجود سلطة أجنبية الامر الذي يضفي على نشاطه السياسي طابعا" معقدا"يتجسد في تناقض توجهاتها الشرعية المناهضة للاحتلال والتعامل مع القوى الأجنبية .
 بسبب عمليات التهجير المتواصلة لشريحة البازار العراقية جرى تبعثر طبقة التجار التي شكلت القاعدة الاجتماعية / الاقتصادية الساندة لقوى التيار الشيعي في العقود التي سبقت استلام البعث لسلطة الدولة السياسية .
على أساس تلك المؤشرات يمكن القول إن القاعدة الاجتماعية/ الاقتصادية للتيار السياسي الشيعي قد حصلت عليها تغيرات كبيرة تدفعنا إلىالتفريق بين التوجهات السياسية التي تتبناها مختلف فصائله تبعا" إلى طبيعة الشرائح الطبقية الساندة لهذا الفصيل أو ذاك في اللحظة التاريخية الملموسة .
اذن ا دعونا نتوقف عند أهم الفصائل السياسية للتيار الشيعي
أولا" : -- التيار السياسي المعتدل : --
تتشكل قاعدة التيار المعتدل المتمثل في حزب الدعوة الإسلامية , منظمة العمل الإسلامي , المجلس الاعلى للثورة الإسلامية من قوى اجتماعية خليطة أهمها أقسام من الطبقة الوسطى التي ساهم الحصار الاقتصادي بتفكيك بنيتها الفكرية/ السياسية هذا فضلا" عن قوى عشائرية ورموز دينية .
إن تحديد طبيعة القوى والشرائح الطبقية الساندة لتيار الاعتدال يتداخل ونمو بنية تحتية / وتوجهات سياسية تتكون من :
أ?- مشاريع ومؤسسات تجارية عديدة فضلا" عن المعونات المالية التي يحصل عليها هذا التيار من مؤسسات دينية ومعونات اقليمية وبهذا الاطار نشير إلى أن مؤسسة الخوئي الخيرية تتمتع بصلات تجارية مع الكثير من الشركات العربية و الاجنبية .
ب?- يسعى التيار المعتدل الى توظيف المرجعية الدينية لخدمة توجهاته السياسية .
ت?- طموح قياداته إلى استلام السلطة السياسية بالطرق السلمية وعبر الشرعية الانتخابية في الظروف التاريخية الراهنة .
ث?- يعود هذا التقدير إلى تشابك مصالح تيار الاعتدال مع بعض رموز التيار الليبرالي وبعض المؤسسات الدولية حيث يهيئ التشابك المشار امكانية ظهور تحالف سياسي بين التيار الليبرالي مع الشيعي المعتدل - مباركا" من الادارة الامريكية بهدف التأثير على مسار التطورات السياسية المستقبلية في العراق .

ثانيأ: -- التيار الراديكالي :--

بداية لابد من الاشارة إلى أن القاعدة الاجتماعية للتيار الراديكالي او مايسمى بالتيار الصدري تتكون من خليط متنوع من الشرائح والفئات الطبقية المختلفة والتي تجمعها سايكلوجية السخط والاحباط والتي يمكن الاشارة إلى العديد منها : --
 أقسام من القوى المدينية المهمشة التي أفرزتها سنوات الحرب والحصار الاقتصادي والتي يحاصرها الضياع والبطالة وفقدان الأمل .
 العديد من القوى العشائرية وأوساط من فقراء الريف المقلدة لمرجعية الشهيد اية الله محمد الصدر .
 أجزاء من القاعدة الاجتماعية للمؤسسة العسكرية الرثة التي أهملتها الديكتاتورية حيث انتقل الكثير من مجنديها إلى حركة الصدر فضلا" عن الكثير من منتسبي التشكيلات العسكرية الأخرى وبالاخص منها جيش القدس لتشكل فيما بعد ماسمي ( بجيش المهدي ) والذي قدرت عناصره حسب النيويوك تايمز بثلاثة ألاف إلى أربعة ألاف مقاتل .
إن المواصفات السياسية للتيارالراديكالي يمكن تلخيصها بالمؤشرات التالية : --

 بسبب هامشية قاعدته الاجتماعية وحداثته السياسية يفتقر التيار الصدري لعنصري التنظيم والرؤى السياسية المساندة لراديكاليته وبهذا المعنى فان ممارسات هذا التيار السياسية تشكل خليطا" مشوها" من رؤى سلفية وممارسات فوضوية مرتكزة على مجافاة الديمقراطية والحضارة الانسانية
 يتمتع التيار الراديكالي بتأييد العديد من القوى والتيارات الدينية في الجوار الاقليمي – حزب الله ,المنظمات الفلسطينية الاسلامية , التيار المتشدد في ايران . وبهذا المعنى فان الدعم الاقليمي السياسي /المادي لتيار الصدر ينطلق من قاعدةالتحالف الايراني السوري المناهض للتواجد الأمريكي في العراق .
 يعتمد التيار المتشدد في تطور بنيته التحتية على مؤسسات دينية/ خيرية اضافة إلى المساعدات المالية التي يحصل عليها من القوى والمؤسسات الاقليمية الساندة له .


على أساس هذا العرض السريع لموضوعات الإسلام السياسي في بلادنا لابد من ايراد بعض الاستنتاجات التي أراها ضرورية : --
أولا" :-- بسبب غياب سلطته الوطنية وتفكك تشكيلته الاجتماعية يعيش العراق مرحلة من أخطر مراحل تطوره السياسي والاجتماعي وما يعنيه ذلك من صعوبة التكهن بآفاق تطور مستقبله السياسي .
ثانيا" : -- أفضى انهيار الدولة العراقية وتفكك وظائفها الامنية/ إلى ترسيخ مكونات المجتمع الأهلي من مؤسسات دينية وأخرى عشائرية الامر الذي قاد إلى تحجيم دور الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني .
ثالثا" : -- تتزايد الخشية من تحول المؤسسات الدينية والعشائرية إلى بنى طبقية وما ينتج عن ذلك من انتقال الطائفية السياسية إلى تشكيلات طبقية تجد تعبيراتها في البناء السياسي للدولة العراقية .
رابعا" : -- على الرغم من تباين التوجهات السياسية لقوى الإسلام السياسي الا انها تشترك بتوجهات فكرية / سياسية تعتمد على مناهضة الديمقراطية والسعي إلى الانفراد بالسلطة السياسية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطفي حاتم - موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق