أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال شاكرالبيابي - عرائض الاستجداء ..ومسلسل الحقوق المهدورة..!















المزيد.....

عرائض الاستجداء ..ومسلسل الحقوق المهدورة..!


نضال شاكرالبيابي

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 22:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لايوجد عبر التاريخ الطويل للإنسانية جمعاء،حلم راود المصلحين والمفكرين والفلاسفة وحتى البسطاء كحلم المجتمع "الفاضل"الذي يخلو من الاضطهاد والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين مختلف أطيافه ،مجتمع قائم على المساواة والعدالة الاجتماعية في ظل التعددية الثقافية تحت راية العيش المشترك ولاسيادة فيه إلا للقانون.
وكل الثورات كان وقودها وزادها الذي لاينضب المستضعفون والمقموعون والمهمشون . بل كل الأديان والمذاهب الفكرية دعت لتحقيق هذه الغايات السامية،بصرف النظر عن السبل والوسائل المستخدمة لتحقيق غاية العدالة الاجتماعية وتلاشي الطبقية.
ولو سألت فرداً من أفراد شيعة المملكة عن أكبر أحلامه؟ لقال لك بكل تجرد أنه يحلم بمجتمع العدالة والمساواة حيث الشيعة و السنة يحيون جميعا في وئام وسلام بعيداً عن هواجس التاريخ ومايترشح منه من طائفية بغيضة وجاهلية عمياء تقسم عباد الله إلى قندقين، قندق الفئة الناجية والفئة الضالة..!
وإنني أتساءل .. –كفرد من أفراد هذا المجتمع -..كيف لايكون في آذان الحكومة وقرُ ونحن نبث شكاوانا ومآسينا صباح مساء،من جراء التمييز الممارس ضدنا على المستويين الثقافي والاقتصادي ونحن نمارس في الوقت نفسه تمييزاً متعسفاً فيما بيننا من أجل التوافه والهوامش والفتات ..!
فهذا أصولي وذاك علماني وهذا رجعي متخلف وذاك مثقف طليعي ..! وكلٌّ يصنف الآخرين حسب مزاجه ونزعاته الذاتية.
وليت ذلك يحدث في ظل حراك فكري حقيقي ،باعثه البحث عن علل الأشياء دون تحيزات من هوى أو نزعات من عصبية - إلا من رحم ربي-لكن مايتسيد المشهد الثقافي في الوضع الراهن عراك وتطاحن شخصاني صِرف، وليس حراكاً فكرياً ،بل الحراك الفكري الحقيقي يبدو خافتاً مقارنة بالصخب الآخر الطافح بالمزايدات والتهويش على هامش الدين والفكر والاستلاب إزاء التاريخ الديني من جهة، والفكر الغربي من جهة أخرى، بين تيارين يحاول كلاهما فرض أجندته وتنظيراته على مجتمع متعدد الأطياف والرؤى.
والويل كل الويل لمن يجرؤ على نقد المترشح منهما، مما يعني مزيداً من التصنيفات الذوقية والانفعالية التي تخلع على مؤيدي هذا من جهة ومعارضي ذاك من جهة أخرى..!
وننسى في خضم هذه الموجات الضاربة في مفاصل ثقافتنا اليومية أو نتناسى بالأحرى قضايانا المصيرية ومآسينا الثقافية التي شاركنا في اجتراحها من العدم عندما أسرفنا في التهافت على عراكاتنا الهامشية وتحزباتنا السطحية.
ومن قرأ تاريخ الأقليات قراءة فاحصة يكتشف دون عنت أن الالتفاف حول قائد يمثل جلّ الطائفة ويحمل على عاتقه هواجسها ومتطلباتها هو الحل الأنجع لتحقيق مالا يمكن تحقيقه بتعدد الأصوات وتباين الرؤى الناطقة باسم الطائفة أو الحزب..!
لكن للأفغاني نبوءة قد تبدو للوهلة الأولى نبوءة متشائمة ؛لكن الأيام –مع الأسف الشديد- أثبت صدقها وتلك مأساتنا الكبرى..!
قال الأفغاني واصفاً حال الأمة الشرقية قبيل قرنين تقريبا –ويبدو الحال الآن أسوأ مما تنبأ به:" شر أدواء الشرق داء انقسام أهليه، وتشتت آرائهم واختلافهم على الاتحاد، واتحادهم على الاختلاف، فقد اتفقوا على ألا يتفقوا" فهل تخبئ لنا الأقدار في قادم الأيام جيلا ً مسكوناً بقلق الوحدة وتطفح جوانحه بنبذ التجزئة المذهبية والفئوية ؟!
وفي هذا السياق يتحتم علينا الإشادة بأبناء وتلامذة ومريدي " Martin Luther King" الذين مورس على أجدادهم أبشع صورالتمييز العنصري في حياض حامية الديمقراطيات ،أمريكا، وقد بدأت قصتهم منذ أربع مائة عام، وذلك"عندما وصل العبيد إلى الولايات المتحدة مكبلين بالسلاسل، واحتاج الأمر الى مائتي عام وحربا أهلية دموية لإلغاء العبودية رسميا عام 1865، حيث تم تحرير أربعة ملايين عبد كانوا يمثلون حينذاك %10 من أجمالي عدد السكان. ولكن ذلك لم يضع حدا للتمييز ضد السود في أمريكا، الذين عانوا من الحرمان من التعليم ومن ندرة الفرص الاقتصادية وكذلك من شبكة من القوانين المجحفة" والآن يتقلد الأمريكيون من أصول أفريقية
أعلى المناصب الحكومية في الهرم الأمريكي.
ولم يحدث ذلك لهم بالتوسل والتزلف وتزويق الحقائق أو بالتواكل وانتظار الفرج؛ وكأنهم يستجدون الصدقات ،بل كانوا مؤمنين أن مطالبهم لاتخرج عن إطار أبسط حقوق المواطنة التي تكفلها جلّ الشرائع والقوانين ،و باتحاد الرؤية والهدف،تحققت مطالبهم وزال الحيف عنهم ..!
ثلاثون عاماً مضت ..والإصلاحات تخطو-هنا- بخطوات سلحفائية، هذا إن حاولت الحبو،وإذا حاولت على بركة الله تعثرت في بيروقراطية الطرق الوعرة،وإذا وصلت إلى برالأمان بعد أن شاخت الآمال وكاد الظامئ يموت شوقاً في احتراقه على جمر الانتظار لم يجد سوى الفتات الذي لايكفي لسد الرمق اللهم إلا لذر الرماد في العيون واسألوا أهل التأمينات الاجتماعية يخبروكم بمآسٍ مروعة..!
وعندما ينظرالشيعي لأهم مناصب الدولة، –ورغم وجود رجال أكفاء في النسيج الشيعي-إلا أنهم خارج خارطة المناصب المهمة على المستويين الثقافي والاقتصادي إلا منصب السفارة الطارئة وكان لها ظروفها الخاصة في تسعينيات القرن الماضي وأعني به "الجشي "الذي كان سفيراً للملكة
في إيران ،وماعدا ذلك لانجد شيعيا يمكن أن يقلد منصبا حكوميا ذا شأن ولو كان مؤهلاً ..!ناهيك عن الجامعيين الذين يكتون بنار البطالة ،بحجة أن تخصصاتهم غير مطلوبة في السوق الوظيفي،فإن كان الأمر كذلك فلِم تفتح أبوابها الجامعات لهذه التخصصات ؟!
مماكرس ذلك كله حالة الإحباط الشعبي لدى المواطنين الشيعة وشعوراً بدأ يتفاقم يوما بعد يوم ،مفاده ، أن مسألة الولاء للوطن مازلت قيد البحث والتحري..!
وحتى بعض المنخرطين في تيارات الموادعة أصابهم رشح من ذلك الإحباط حتى كاد يثني عزائمهم بين فينة وأخرى وهم يرون أن عرائض الاستجداء مازالت معلقة بين السماء والأرض أو كالسراب يحسبه الظمآن ماء..!
وعندما يُقدح في المذهب الشيعي أكثر من مرة من رجال محسوبين على تيار الاعتدال الذي تتبناه الدولة ،والمفارقة أن الدولة حامية حوار الأديان،بينما بعض دعاتها ممن يدعون لحوار الأديان في آناء الليل وأطراف النهار ،هم أنفسهم من يأنفون من "الحوار"مع أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى المترع بها الوطن..! وآخر هذه الإساءات ،كانت إساءة العريفي "المحسوب على تيار"الاعتدال"الذي بعث فتناً من جراح القيح والصديد بقدحه في أصل المذهب الشيعي عموما والسيد السيستاني على وجه الخصوص، لما يمثله هذا الشيبة الوقور من ثقل ديني لدى السواد الأعظم بين أبناء المذهب الشيعي ،فتجمع الأشتات من "الوجهاء"من علماء
دين ومفكرين وكتّاب في قالب واحد تنديدا بالإساءة الشنيعة التي وجهت صوب المذهب والعقيدة في تظاهرة وحدوية قل نظيرها على مستوى الوطن .لكن..،وآهٍ من لكن هذه،مفرقة الأحباب ومشرعة أبواب العتاب،هل سنرى هذه الأشتات تجتمع مجدداً بنفس الحماسة للدفاع عن قضايانا المركزية والمصيرية، بل هي أولى أولوياتنا،من مثل المطالبة بصوت واحد وتحت راية واحدة بإصدار قانون يكفل حرية التعبير وحرية المعتقد ويجرم من يصدر فتاوىً التكفير في حق إخوانه في الدين والوطن كائنا من كان ؟!
وهل سنرى هذه الحماسة ماثلة في رفع الحيف عن سجناء الرأي ،واجتراح حلول حقيقية لظاهرتي الفقروالبطالة وتداعيتهما المخيفة على السلم الأهلي للوطن وغيرهما من المشكلات المتعب بها جسد وطننا؟!
أم أننا سنرى رؤوساً خفيضة وشعاراتٍ تُرفع في الظل لاتسمن ولاتغني من جوع عندما يتعلق الأمر بالشأن الداخلي وهموم المواطن الحقيقية؟!



#نضال_شاكرالبيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سماحة مولانا..المُدجِن بأمر الله..!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال شاكرالبيابي - عرائض الاستجداء ..ومسلسل الحقوق المهدورة..!