أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد حسين - شخصنة الدول















المزيد.....

شخصنة الدول


سيد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعرض الدول النامية منذ اكثر من عقد من الزمان الى تحول خطير يتجه الى الهاوية ؛ بعد ان تحول مفهوم الدولة و المجتمع ؛ الى مجرد تعبير عن مصالح شخصية حينما اختصرت الدول فى اشخاص الرؤساء ومن يمثلونهم ..... أن الاستيراد السياسى هو الذى يخلق حالة الفردية والتسلط واختصار المؤسسات والدول والقضايا فى شكل أشخاص فقد اعتادت مصر وغيرها من الدول الفقيرة على ذلك فكانت مصر تختزل فى اسم عبد الناصر وإيران فى شخص خامنئى كل ذلك كان نتيجة مباشرة لغياب الحرية وعدم تداول السلطة وبالتالى تصاعد شدة وقوة تيارات القمع التى تؤدى فى النهاية إلى هذه الشخصنة مما يمثل خطرا على البلاد والقضاء على أى أمل فى الإصلاح فالعامل الرئيسى المسبب لهذه المشكلة هو السياسة التى تتبعها السلطة فى إدارة البلاد ثم يأتى دور الشعب فى المرتبة الثانية من حيث سيكولوجية خضوعه للأمر الواقع دون انتقاد أو اقراض بل على العكس تماما فقد انعزل الشعب عن المشاركة في الحياة السياسية ليس لأن الشعب المصرى سلبى بطبيعته ولكن لأنه فقد المصداقية فى حكومته ورؤسائه بعد كثرة الوعود بالانجازات وتقارير الحكومة المبالغ فيها فكيف يسعى الشعب للمشاركة فى تمثيلية نهايتها معروفة ومحسومة فالسلطة هى التى تملك القرار المالى والسياسى والاقتصادى والاعلامى وبالتالى فهى المسئول الأول عن سلبية الشعب المصرى وبعده عن العمل السياسى فكان لابد ألا تقتصر حملات التوعية الإعلامية على مجرد حث الشعب على المشاركة فى الانتخابات سواء البرلمانية أو حتى الرئاسية ولكن كان لابد من تفعيل دور المنظمات والهيئات المدنية والفردية على المشاركة الفعلية الإيجابية فى الحياة السياسية بعيدا عن مسألة الانتخابات التى لا تمثل الصورة الحقيقية للديمقراطية. تتعرض مصر الى خطورة انهيار الطبقة الوسطى فى الآونة الأخيرة حيث أن هذه الطبقة تمثل العمود الفقرى لمصر ولن تقوم لها قائمة أو يحدث أى تغيير حقيقى إلا عن طريق هذه الطبقة التى بدأت فى الانهيار منذ السبعينيات خاصة بعد الانفتاح الاقتصادى الذى أدى إلى ظهور أثرياء بدون جهد أحدث أثرا عميقا وشرخا فى المجتمع وأدى إلى تجريف الطبقة الوسطى حيث أصبح المجتمع المصرى يحوى فئتين إما فقراء فقر مدقع أو أغنياء غنى فاحش ولكن على الرغم من كل هذه المؤثرات والأحداث المتشابكة التى أحاطت بالمجتمع المصرى إلا أن أبناء مصر لم يفقدوا الأمل وسوف يأتى التغيير لا محالة... إلا أنه سوف يأخذ شكل هبات اجتماعية تدريجيا إلى أن يحدث التغيير الكامل لشكل المجتمع والسلطة. ظاهرة اختصار الدولة فى أشخاص جاءت نتيجة إحساس الشعب بالرغبة فى عدم تحمل المسئولية وهذا يرجع إلى عمليات التنشئة الاجتماعية التى ساهمت فى خلق السلبية والخوف من اتخاذ القرارات وتحمل نتائجها وعواقبها ويحدث هذا حتى مع رب الأسرة الصغيرة نفسه حيث يجد هناك صعوبة شديدة فى عملية اتخاذ القرار خوفا من تحمل نتيجة الخطأ إذا لم يصب فى هذه القرارات وهذا بدوره ينعكس على المجتمع ككل ويولد نوعا من السلبية والخضوع واللامبالاة فدائما ما يكون سلوك الفرد فى المجتمع الواسع هو انعكاس صريح لسلوكياته داخل أسرته الصغيرة وبالتالى أصبح هناك شبه انعزال عن الحياة السياسية وعدم إقبال أفراد المجتمع على المشاركة فيها نظرا لأسباب عديدة أهمها هو فقدان الثقة فى العملية السياسية هذا إلى جانب أن الشعب المصرى يخاف دائما من التجربة فلم يقبل الشعب بأكمله للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية حيث تم الحكم على هذه الأدوار الاجتماعية السياسية بالفشل وانها لن تحسن من الوضع القائم متوهمين أن المسئولين هم من يملكون صناعة القرار حتى فيما يخص عملية الانتخاب وأصبح هناك نوع من الاحباط أو اللامبالاة الى يعيش فيها الشعب المصرى. والمشكلة الأكبر هى وسائل الإعلام المختلفة والمغرضة التى أصبحت تمثل خطرا على أمن المجتمع واستقراره بعد أن بات المجتمع المصرى مستهدفا من قبل جهات معينة تسعى إلى اختلاف المشكلات واثارتها أمام الرأى العام على انها لابد من التصدى لها فكيف نشير إلى مشكلة صغيرة تحدث على المستوى الفردى على انها ظاهرة منتشرة لابد من توجيه كل مؤسسات الدولة لمواجهتها وهذا بدوره سوف يؤدى إلى ظواهر سيئة وآثار سلبية على كل طوائف وأفراد المجتمع. ان الشعب المصرى فى حاجة إلى صحوة للمشاركة الفعالة والجدية فى الحياة السياسية من أجل مستقبل مصر حتى لو كانت المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية محتومة النتائج فمجرد المشاركة يوحى بأن هناك ثقافة سياسية لدى جميع التيارات وهذا سوف يدفع إلى ظهور الحراك الثقافى السياسى وظهور تيارات فكرية ليبرالية تسعى إلى توعية أبناء الشعب بواجباتهم وحقوقهم ومن ثم وجود حوار ديمقراطى حقيقى يوجه الأفكار والسياسات فى بلد أصيب أبناؤه بالشلل. ان شعور المواطن المصرى بالغربة وظهور سلوك - الاناماليه - وهى نوع من اللامبالاة بعكس الماضى حيث كان الشعب المصرى شعب مجتهد يسعى دائما إلى توحيد صفوفه عن طريق الشعور بالانتماء للجماعة وما تتطلبها من صفات الشهامة والشجاعة، أما الآن فان أفراد المجتمع يتعرضون للعديد من الضغوط سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتى كان لها نتائج سلبية أدت إلى القضاء على الفكر الجماعى أو التعاونى هذا إلى جانب المشكلة الأكبر وهى وسائل كسب الرزق التى أصبحت عاملا رئيسيا من عوامل الاحباط واللامبالاة أدت إلى انعزال المواطن المصرى وظهور أمراض الهم والكدر والاكتئاب والأوجاع الجسمية النفسية المنتشرة مثل القولون والصداع المزمن فكل هذه العوامل الاقتصادية إلى جانب الحراك الاجتماعى والسياسى لها انعكاس مباشر على المواطن المصرى أدت إلى الغاء الحميمية فى العلاقات بعد أن انقسم المجتمع إلى فئتين متناقضتين غنية جدا وفقيرة جدا. فكيف يسعى المواطن للمشاركة فى الحياة السياسية وهو مكبل بكل هذه الضغوط والأمراض التى أدت إلى ظهور الفردية والتفكك الأسرى وضياع الدور الطبيعى لها مما كان له أبلغ الأثر على المجتمع ككل.. الجميع خائفون ومرعوبون من المستقبل دون أن تكون هناك أدنى محاولة لتحسين أوضاعهم بعيدا عن الانعزال والانطواء الذى لن يؤدى إلى الانهيار ومزيد من الخضوع ومزيد من السلبية.



#سيد_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد حسين - شخصنة الدول