معاهده مولوتوف روبينتروب 1939 الجزء الاول

عبد المطلب العلمي

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 20:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

كثرت في الاونه الاخيره الكتابه عن معاهده عدم الاعتداء التي عقدت بين المانيا و الاتحاد السوفياتي عام1939 حتى ان البعض سماها حلف و هذا شيئ بعيد عن الحقيقه،لذلك ساحاول القاء الضوء على المعاهده و الظروف التي سادت في اوروبا عشيه توقيعها.
ان اي باحث في التاريخ و العلاقات الدوليه يعرف ان تحليل اي حدث يجب ان لا يكون منعزلا عن بقيه الاحداث التي جرت في ذلك الوقت و على تلك البقعه الجغرافيه،لذلك و عند تحليل هذه المعاهده يجب علينا الالتفات الى مؤامره ميونخ 1938،الكثيرون اليوم يتناسون ما حدث في بافاريا مع العلم ان سياسه الاتحاد السوفياتي الخارجيه تاثرت بشكل كبير نتيجه هذه المؤامره.
بعد ان قام هتلر بضم النمسا قام بتوجيه انظاره الى تشيكوسلوفاكيا،و كما هو معروف فان الحدود الاوروبيه المرسمه نتيجه للحرب العالميه الاولى لم تاخذ بالحسبان البعد الاثني بل رسمها المنتصرون، لذلك اصبح اقليم السوديت و الذي تبلغ نسبه الاثنيه الالمانيه 95%من عدد سكانه جزئا من تشيكوسلوفاكيا،ان دوله صغيره مثل تشيكوسلوفاكيا لم يكن بامكانها الدفاع عن نفسها بوجه الرايخ الثالث و لكن كان لديها اتفاقيه للدفاع المشترك مع فرنسا،ولكن و في15سبتمبر/ايلول1938قام سفيرا بيريطانيا و فرنسا بتسليم وزير الخارجيه التشيكوسلافيه مذكره من حكومتيهما تطالبان فيها و باسرع وقت تسليم الاقاليم ذات الاثنيه الالمانيه الى هتلر لتفادي حرب اوروبيه و عندما ذكرهم الوزير بالمعاهده صرحوا بعدم قدرتهم على تنفيذها و هكذا وفي29سبتمبر /ايلول و في ميونخ تم توقيع معاهده بين المانيا و ايطاليا و فرنسا و بريطانيا تم بموجبها اجبار تشيكوسلوفاكيا على التنازل عن الاقاليم ذات الاغلبيه الالمانيه بما عليها من منشات و مصانع و مستودعات للمواد الخام و البضائع في مده اقصاها عشره ايام، و هذه كانت نقطه البدايه فقط ففي 13مارس/اذار1939 قامت القوات الالمانيه باحتلال كامل تشيكوسلوفاكيا بينما اكتفت بيريطانيا و فرنسا بشجب (السياسه العدوانيه)لالمانيا لا اكثر و لا اقل.
في ظل ارتفاع حاله التوتر في المنطقه سعى الاتحاد السوفياتي و لكبح جماح المانيا و في17 نيسان/ابريل سعى الى عقد معاهده عسكريه متكامله/وليس معاهده للدفاع المشترك’اخذا بعين الاعتبار الدرس التشيكوسلوفاكي/ مع بيريطانيا و فرنسا و قام بارسال مسوده هذه الاتفاقيه الى حكومات البلدين،و من الجدير بالذكر انه و في البند الثاني من المسوده اكد الاتحاد السوفياتي ان الاعتداء على اي دوله في المنطقه الممتده من بحر البلطيق الى البحر الاسود من قبل المانيا يجبر الاتحاد السوفياتي و فرنسا و بريطانيا اعلان الحرب على المانيا و عدم قدره اي من الدول الثلاث توقيع معاهده سلم او استسلام دون موافقه الدول الاخرى ،ولكن الرد جاء من الدولتين فقط في25تموز/يوليو و قاموا بارسال الوفود الى موسكو للمحادثات الاوليه في12 اب/اغسطس،و اللافت للنظر هنا ان الوفد الفرنسى كان يحمل توكيلا لاجراء المفاوضات فقط اما البيريطاني فلم يحمل اي توكيل اطلاقا و لا اعتقد ان دبلوماسيه عريقه كالبريطانيه نسيت امر التوكيل بل هي خطه لتاخير المفاوضات و ترك الباب البريطاني مواربا امام المانيا ،ان المحادثات لم تاتي باي نتيجه لعده اسباب اهمها رفض بولندا لدخول القوات المشتركه لاراضيها و مرابطتها على الحدود الشرقيه لالمانيا.
آلآن جاء دور بولندا،كما ذكرت سابقا فان الحدود الدوليه في اوروبا رسمها الاقوياء لذلك و حسب معاهده فرساي فان ميناء دانزنغ(مدينه شبه مستقله) الالماني تم ضمه الى بولندا،و من جهه اخرى كانت لالمانيا مشكله في التواصل مع اقليم بروسيا الشرقيه/اقليم كالينينغراد الروسي حاليا/ لذلك طالبت بولندا بالسماح لها ببناء طرق مواصلات و على نفقتها الخاصه /اعطائها كوريدور/من بروسيا الشرقيه الى المانيا و اعاده دانزنغ، رفضت بولندا هذه المطالب و قامت بزياده نسبه الضرائب الجمركيه على البضائع الوارده عبر هذا الميناء’ متسلحه بدعم بيريطاني فرنسي مدعوم باتفاقيات عسكريه ؛هذا من جهه اما من جهه اخرى فبولندا بدات بمطالبه تشيكوسلوفاكيا اعاده اقليم تيشنسك الذي و حسب معاهده 1920 تنازلت عنه مقابل دعم عسكري تشيكوسلوفاكي في القتال ضد الجيش الاحمر،وبدا القتال على الحدود مع تشيكوسلوفاكيا بهدف احتلال تيشنسك و في الاول من اكتوبر تم احتلال هذا الاقليم المتقدم صناعيا مما اثار حفيظه المانيا التي كانت تعتبر تشيكوسلوفاكيا لها حسب اتفاق ميونخ.
هذا بشكل مختصر الوضع الدولي قبل ابرام المعاهده و في الحلقه القادمه سوف اكتب عن المعاهده و ظروف توقيعها و ما امنته للاتحاد السوفياتي.

#عبد_المطلب_العلمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل