|
رُسل السلام في قضاء الشيخان*
مصطو الياس الدنايي
الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 14:59
المحور:
المجتمع المدني
بعدما قرأت موضوع للسيد ( نعيم عبد مهلهل ) في مواقع النت و التي يشير فيه الكاتب الى حادثة وقعت بحق فتاة أيزدية مراهقة قبل ثلاث سنوات و غيرها من عشرات المواضيع التي تثير القارئ و تدعوه الى الكراهية بحقّ الناس على مختلف أديانهم و بشكل خاص تلك الكتابات التي تسيء للديانة الأيزدية ، و بعدما شدّني الانتباه الى كثرة مشاركات التعليق على موضوع السيد مهلهل في موقع أنا حرة مما أعطى له أهمية ، آثرتُ أن أتحدث عن منظمة التآخي والتعايش السلمي و التي أسست قبل سنوات حيث مقرها في قضاء الشيخان و تزاول أعمالها من خلال بعض رجال الدين من الديانات المختلفة ، لما لها من مواقف إنسانية مميزة والعمل بنشر ثقافة الآلفة والمحبة والتآخي ما بين كافة مكونات المجتمع في القضاء خاصة ما بين الشريحتين .. الأيزدية والمسلمة . إذ لا تمر مناسبة إلا و يحضرها أعضاء تلك المنظمة ، و ما أن يسمعوا بوجود مشكلة أو خلل ما حتى يستعجلوا بحلّها قبل أن تنضج و تنمو .. و ما كان هذا ليحدث لولا وجود أناس متطوعين فيها ، كل هَمّهم نشر ثقافة السلم و محو ثقافة الخوف من الآخر . الملا يونس و بيير حسن ( peer hesen )* ، هذين الشخصين عضوان في منظمة التآخي والتعايش السلمي و مثقفيّن دون أن يكون الدين من أولويات الكلام لديهما لأن الدين و حسب تفسيرهم هو للتسامح و معرفة الله و ليس للتسلط و التمييز . فالأول رجل مسلم ، إمام و خطيب لإحدى الجوامع في الشيخان ، طريقة تعامله تبين للمقابل مدى وقاره و بساطته . أما الثاني ، شخص متضلع بتعاليم الدين الأيزدي ، كبير في السن لكنني رأيته ذو نشاط و حماس عاليين .. قابلتهما قبل أيام في قضاء الشيخان بعد أن كان بيننا تعارف بواسطة النت منذ أكثر من سنة ، و تحدثنا كثيرا حول أمورٍ شتى و منها عملهما في المنظمة المذكورة . و كم شعرتُ بالغبطة والفرح عندما تلمست منهم تلك العزيمة و العمل في سبيل الخير والسلام في منطقة الشيخان والمناطق المجاورة ، حيث تحدثوا لي عن مواقف و حوادث عديدة كان لهم الدور الأبرز في إخماد مشاكلها و قسم منها كبيرة الشأن . أن الحديث عن هذه الأعمال الخيّرة و أمثال هذيّن الشخصين القديريّن يؤدي بنا الى طرح بعض المسائل و توضيحها و هي : *لماذا نهتم بأمر أشخاص ليس لهم غير شحن الأجواء بالفتنة والخوف أمثال الملا فرزندة و الذي دعا في كلامه الى محو الايزديين و رموزهم من الوجود ، أو تلك المجموعة التي قامت بفعلتها الشنيعة عندما قتلت تلك الفتاة دعاء الايزدية ، فكان جريرة تلك الفعلة قتل العشرات من الايزديين الأبرياء بأيدي القوى المتطرفة والتي استغلت تلك الحادثة و كذبت على الناس للنيل من الايزديين . أن المجتمع العراقي و بشكل عام محتاجٌ الى رُسل السلام أمثال الملا يونس المسلم و peer hesen الأيزدي .. فَدعونا نحتذي و نهتم بأمر و أعمال أمثال الملا يونس بدلاً من ان نهتم لأمر الملا فرزندة ، فالخير غالب لا محالة في النهاية دائما و الدليل أن أعمال الملا يونس سَتدوم و تتواصل و سيباركها الجميع ( الايزديين و المسيحيين و المسلمين ) على حد سواء لأنها تصب في خانة الخير والسلام ، بينما الملا فرزندة كانت ظاهرة و غابت مع غياب الكلام عنها و لم تعد تُذكر إلا من خلال الاستناد عليها في ذكر الفتنة . كذا الحال في الحديث عن رجل الدين الأيزدي peer hesen .. لما لا نحتذي بأعماله و سعيه الى نشر حالة التآلف والآلفة ما بين أهالي الشيخان على مختلف أديانهم بدلاً من الاهتمام بحادثة قتل دعاء و اللجوء إليها كلما أتت السيرة في الحديث عن الديانة الايزدية من أجل التكفير بهم و خلق حالة العداء والحقد نحوهم .. فأعمال هذا الرجل الطيب ستبقى هي الأخرى فاعلة لأنها تدعو للسلام والمحبة . دعونا ننشر التآخي والسلام ما بين كافة الشرائح و لاسيما في تلك المناطق التي يتعايش فيها الأهالي على مختلف أديانهم حتى ننعم بثقافة العيش باستقرار و عدم الخوف من الآخر . كما أنه من واجبنا جميعا دعم منظمة التآخي والتعايش السلمي و كل من موقعه و حسب الإمكانية المتاحة سواء من خلال الإعلام و مواقع النت أو من خلال دعوة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المعنية بمساندتها .. و أتمنى أن تكون لهذه المنظمة فروعاً في المناطق الأخرى و منها الموصل لتشجيع مواصلة الجميع على مبدأ التعايش والأخوة . أن البشرية كانت بحاجة دائما للرُسل كلما ضاقت بها الحوادث و اشتدت عليها الأهوال ، فَكان لظهورهم الخلاص والسير نحو طريق الخير و معرفة الله . و ليس من الضروري أن يكونوا رُسل السلام أنبياء ، إنما رُسل السلام .. هؤلاء الذين يخلصون للخير و يسعون للتآخي و نشر ثقافة عدم الخوف ما بين المجتمعات . احترامي و تقديري من شنكال لمنظمة التآخي والتعايش السلمي في قضاء الشيخان و أعضائها الخيّرين ، و دمتم ذخرا للإنسانية و درعا قويا بوجه قوى الشرّ و جماعات الحقد . *قضاء الشيخان : منطقة تابعة لمحافظة الموصل إدارياً و محسوبة ضمن المناطق المتنازعة عليها حسب المادة 140 من الدستور العراقي ، يتكون مجتمعها من أفراد الديانات الأيزدية والمسلمة والمسيحية ، و من القوميتين العربية والكوردية . *البيير peer : طبقة دينية من الطبقات الثلاث ( مريد mrid ، شيخ shix ، بيير peer ) في المجتمع الأيزدي و تحظى باحترام و تقدير كبيريّن من أفراد الديانة الأيزدية . مصطو الياس الدنايي / سنونى
#مصطو_الياس_الدنايي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أصبح وطني العراق .. عدُّواً للأقليات الدينية ؟
-
غرباء في الوطن .. مواطنون في الغربة
المزيد.....
-
اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال
...
-
برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل
...
-
الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا
...
-
الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ
...
-
شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
-
صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي
...
-
صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|