أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - عندما تؤمن النساء بأمجاد -ذكورة- مقدسة















المزيد.....

عندما تؤمن النساء بأمجاد -ذكورة- مقدسة


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إيماننا بالله أو إلحادنا مهم في حدود ما يحققه لنا من سلام داخلي مع ذاتنا. سلام يملأنا ثقةً و يُشعرُنا بقيمتنا كبشر فاعلين في مجتمعاتنا مهما كانت ثقافتها. الله هذا المفهوم الذي رافقنا كبشر منذ فجر التاريخ مُسانداً و مُفسراً كل ما عجز عقلنا البشري عن فهمه. الله العطوف الرحيم الذي قادنا في غياهب و ظلمات الزمن إلى عصر العلم و التكنولوجيا ثم إنتحى جانبا و وقف متفرجا في حين نتجادل بحماس حول كونه خالقاً او مخلوقاً.
جدلية وجوده او عدمه لا تُثيرُني ما دامت لا تؤثر بشكل سافر على حياتنا اليومية.
لكن في عصر العولمة و التكنولوجيا عندما تمس يد الله كرامتي الإنسانية محتقرة كياني معتبرة أني كإمرأة لا اعدو ان اكون سوى تابعة للرجل ناقصة و مُؤْتَمَرَة بأمره أقف متسائلة :
هل هو إلاه حقيقي عادل من وضع هذه القواعد أم هي نتاج فكر مجتمع رجالي مُعتّـدْ بذكورته حد الجنون إستغل "سطوة الأديان" على عقول البسطاء لتكريس بطولات ذكورية وهمية و إسقاط ثقافات بدائية ينحصر همّها في إعتبار الانثى موضوعاً للجنس على مجتمعات مختلفة زمنياً و حضارياً ؟؟
يقول أنصار الدين أن المرأة إن تكلمت و علا صوتُها حتى من أجل قضايا وطنية و إنسانية عادلة أو إن حلمت أو سمعت فناً أو رسمت وجهاً لصبي ضمنت النار الأبدية و يقولون أيضا، أنها شيطان مثير يتلاعب بالغرائز و ينشر العهر في كل مكان معرِّضاً مملكة الذكور الأبرياء الأتقياء لامتحان الفتنة المحرَّمة التي لا تُقاوَم ثم يعاملونها على أساس أنها مصدر للخطيئة.
المثير للحيرة أن النساء مقتنعات بهذه الفكرة. حيث تردد الجدّات و الأمهات مقولة أن النساء ناقصات عقلاً و ديناً و مقولة القوامة و يحاسبن الأنثى الخارجة عن قوانين القطيع كما تتوارى نساء "مثقفات" وراء الرجل و يبتسمن بسعادة بلهاء مرددات : " إنه أمر الله".
نَشَأَت بداخلهن أزمات نفسية حطِّمت اعتدادهن بأنفسهن و صغّـرتهن أمام أنفسهن لذا نجدهن يرددن و هن الجامعيات و ذوات المستويات العلمية العالية أن الويل و الثبور للنساء عامةً فهنَّ من سيملأنَ الجحيم الرباني.
أيُعقَـلُ أن تحتقر المرأة نفسها إلى هذا الحد و بهذا الشكل بدعوى أن الله في ذِكْرِهِ العزيز أمرَها بالخضوع المطلق لسلطة الذكر؟؟؟
أليس هذا الله أو من تكلم على لسانه ذكرٌ يخشى على عرينِهِ ثورةَ النساء فـقيدهُنَّ و أحكم القيد ؟
تُسجن المرأة وراء أسوار الخوف. خوف نفسي داخلي ناتج عن غياب الثقة في الذات و الإيمان المزعزع بإنسانيتها و خوف متوارث من الآخر، الغريب الذي يهددها في شرف الرجل الذي تنتمي إليه و كرامته. هذا الاخر الذي نعتبره شراً مطلقاً لا لأنه يهدد مصالح مادية فالواقع يقول أن كل دولنا العربية تضع مصالحنا المادية بيد الآخر بكل أمانة لكن لأنه يهدد وهم الذكورة الذي يمثل عصب الحياة في مجتمعاتنا المغلقة المريضة حتى النخاع...
إسرافنا نحن معشر النساء في الإيمان بالذكورة و سطوتها بصورة مُبالَغ فيها يمثل أحد أهم أسباب تخلّـفنا عن ركب الحداثة و التطور.
طبعاً لا أقصد بالتطور إرتداء ثوب فُصِّلَ على مقاس الشق الغربي للكرة الارضية بل أقصد التقدم الفكري و العلمي و إحترام إنسانية الإنسان . ستقولون هل عُري النساء الغربيات تطور ؟ لم أتحدث عن الإنفلات الاخلاقي الذي لنا نصيبناً منه لكننا و الحمد لكل الآلهة نُحسن إخفائه في الخدور حيث يتراص الجواري و الغلمان .. لكني أقصد الإيمان بإنسانيتها و إستقلالها في صنع القرار و ثقتها في قدرتها على إختيار الطريق الصحيح و تحدي ضعفها بدل إخفائها تحت حجة الدين و المقدس في قمقم ضيِّـق يقتلها الف مرة بعد أن نهذب تراثنا و نتخلص من العَلَق الذي يمتص دمنا و كرامتنا.
لنتجاوز هذه "الأفكار التي تقزِّم المرأة" بمسائلة النص الديني و الواقع المعاصر.
اولا : الميراث
في المجتمعات المعاصرة تعيل العديد من النساء عوائلهن دون اي دعم من الرجل. يشقين كثيرا للحصول على الحد الادني من الحياة الكريمة ، لذا فبأي حق يحصلن على نصف نصيب الرجل من الميراث ؟؟ وضعية المرأة قديما لم تعد موافقة بأي حال لوضعيتها الحالية و مسؤولياتها، فما معنى هذا التفاضل و ما الفائدة منه ؟؟
ثانيا : العدة
في القديم لم يكن يمكن التعرف إلى حمل المرأة إلا بعد ظهور علاماته على جسدها فكانت للعدة مبرراتها، اما الآن و بتطور الطب الذي بلغ حد القدرة على التلقيح ألمخبري للبويضة و الذي يمكنه أن يكشف عن وجود الخلية الذكرية في الرحم قبل قيامها بتلقيح البويضة أصلا بل حتى تحديد جنس الجنين سَلَفاً هذا الأمر الذي كان يعزى لله " وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ... إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " لقمان / 34 " ، يطرح سؤالا ملحا عن الحاجة للعدة و فائدتها. لماذا يتمكن الرجل من الزواج في اليوم الموالي لرحيل زوجته في حين لا تستطيع المرأة ذلك في حين يمكن إثبات خلو رحمها في اليوم ذاته دون حاجة للعدة ؟؟
ثالثا : القيادة
هل تستطيع المرأة في مجتمعاتنا العربية أن ترتقي مناصب حكومية مرموقة كرئاسة محكمه أو أن تطمح لرئاسةٍ او مُلْك ؟؟
خاب قوم تحكمهم " إمراة " كلام يتردد كلما تقدمت إمرأة لترشيح نفسها في إنتخابات برلمانية أو حتى لحزب مُعارض. لماذا يخيب العرب كقوم حين تحكمهم إمرأة و لم يخب البريطانيون حين حكمتهم تاتشر بـقبضةٍ من حديد و إزدادت أسرائيل قوة بگولدمايير و الهند بأنديرا غاندي أم أن المرأة العربية هي فقط المعنية بهذا الكلام و عليها أن تختفي في خِدرِها و تنتظر أوامر الذكر كالجواري في عصور العبيد البدائية ؟؟؟
ثم هل يعقل أن يستثني الدين العربيات في مساءل القيادة و الزعامة في حين يثبت التاريخ أن نساءاً حكمن العالم و غيَّرن مجرى الأحداث بحنكة فاقت قدرات الرجال ؟؟؟
رابعا : الوصاية و تعدد الزوجات
موضوع أسالَ الكثير من الحبر.
لماذا تحتاج المرأة العربية لوصي حتى و إن كان صبيا لتتمكن من السفر ؟ ألا يكفي مستواها التعليمي و الثقافي أم أن الحاجة لذكر و لوصايته المقدسة لا مناص منها ؟؟
ثم أيُعقَل أن يجعلني الله مريضة بالغيرة ثم يأمرني بطاعة زوج يأتي بثلاث صبايا ملاح لبيتي ليكتمل النصاب في عصر العولمة و السفر إلى كواكب أخرى و محاولة خلق حياة فوقها ؟؟
ألم يكن يعلم إلاهي هذا عندما خط ذِكْرَهُ الحكيم و حفظهُ في اللوح المحفوظ قبل أربعة مليارات من السنين أني سأشذ عن القاعدة و اتمسَّك بأنسانيتي و كرامتي و أطالب بحقوقي و أشك بمصداقية مثل هذه القوانين اللاإنسانية التي لا تتلائم بأي حال مع عصري و ثقافته ؟؟
وضعنا العربي عامة يرضي أطرافاً عدة. لا أشير هنا إلى نظرية المؤامرة التي نبرع نحن العرب في تعليق أزماتنا عليها بل أقصد أطرافاً عدة في الداخل تتمثل في اصحاب القرار و رجال الدين. هؤلاء الذين صنعوا إسلاما سياسيا على مقاسهم يسعدهم ان يبقى الحال العربي متدهوراً ليحافظوا على مناصب و مكتسبات يجردهم منها وعي المجتمع المرتبط بإستفاقة المرأة و تمتعها بحقوقها و إستقلالها.
يستخدمون الدين كسلاح لغايات سياسية بحتة و يروجون لكل ما من شأنه أن يقتل روح نصف المجتمع و ان يغيب نهائيا المرأة الام و المدرسة التي تعد الاجيال فتزرع بدورها في قلوب الاطفال النقيه و عقولهم البريئة الخوف من الانفتاح و العجز عن التواصل.

سادتي الذكور المحترمين تعالوا لنستغل الدين كيفما شئنا و لنعامل هذا النصف الضعيف الكسير في المجتمع بما يستحق من استعباد و إذلال فهو ذاته مستعد لتحمل كل تقزيم و إحتقار..
لكن رجاءاً لنمنعهن من صناعة طفولة خانعه ، اللبنة الأساس لبناء مستقبل لمجتمع سوي متصالح مع ذاته .

إعتبروني شاذة و مغردة خارج السرب عندما أقول أن العصر يفرض إعتبار المرأة إنسانا تماما كما الرجل لكن رجاءاً خلّصوها من وصمة الدونية رحمةً و رفقاً بمجتمعاتكم و لكي لا تُرمَوْنَ كمن سبقكم في مزبلة التاريخ .



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - عندما تؤمن النساء بأمجاد -ذكورة- مقدسة