بغداد بين المحاولات اليائسة و الانفاس الاخيرة

سعد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استيقضت بغداد مثلما نامت على موجة جديدة من التفجيرات لم تستثني لا الاخضر ولا اليابس ولم تعطلها اجهزة كشف المتفجرات التي توهم بالامن ولاتحققه بحسب صانعيها ولاسيطرات التفتيش التي تعج بها شوارع وطرقات بغداد والتي يضطر البغداديون للوقوف امامها طوابير وبالنتيجة فهي تضر ولاتنفع.
وكما هو الحال بعد كل التفجيرات التي حدثت وتحدث سارع الناطق باسم عمليات بغداد بالتقليل من اثر الهجمات (مفسرا الماء بعد جهد جهيد بالماء) معلنا ان قواته احبطت الكثير من العمليات ونجحت في تفكيك بناية مفخخة, طبعا لم يقل انها فشلت في تفكيك خمس بنايات ومطعم ومراب سيارات وان ارواح كثيرة ازهقت عند تفجيرها واضاف ان هذه العمليات رد على الضربات التي وجهتها قوى الامن للارهاب في الفترة الاخيرة ,مع ان وسائل الاعلام تطالعنا يوميا في نشراتها الاخبارية بتوجيه ضربات للارهاب واعتقال المئات بدل العشرات ومنذ ست سنوات وبشكل يومي اما معاون قائد عمليات بغداد فقد قلل ودلل عندما قال :ان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة: وزاد من لهجة التفاؤل والحل تصريح الناطق باسم ائتلاف دولة القانون عندما وصف التفجيرات بالمحاولات اليائسة للارهابيين.
وبين نجاحات الجنرال عطا والانفاس الاخيرة والمحاولات اليائسة فأن بغداد تتعرض للموت بين يوم واخر وتتطاير اشلاء ابنائها وبناتها في الهواء الطلق وتتناثر على الاشجار والبنايات لترسم خارطة جديدة لبغداد لم يألفها ابو نؤاس في خمرياته ولا المتنبي في حماسته وفخره ولا الجواهري حتى عندما قال (نامي على زيف الوعود يداف في عسل الكلام).
ومع استمرارمسلسل القتل المجاني والجماعي اليومي وعجز من يدعي الحماية رغم عدم اعترافه بالعجزوكذب السياسيين وخواء تصريحاتهم.
لم تشهد بغداد منذ بناها المنصورمثل هذه الحملة الشرسة التي تستهدف تراثها وشواهدها وابنائها, بغداد حاضرة الزمان وملهمة الشعراء وقبلة المبدعين ,يراد لها ان تتحول الى مقبرة واطلال.
ومع كونها عصية على الموت الى الان رغم ما اصابها من خراب لكن الخشية عليها مع استمرار الاستهداف وقلة وضعف مابيد ابنائها الشرفاء والطيبين وانحسار دورهم لجهة الفاسدين والطارئين ولسان حال ابنائها يلهج(بغداد لاثوب فنخلعه ان ضاق عنا ولادار فننتقل لكنها وطن ادنى مكارمه انا فيه نكتمل).

بقلم سعد الزبيدي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل