أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضر قرش -القدس - ايها المنتحرون انكم تسيئون الى دينناوالينا















المزيد.....

ايها المنتحرون انكم تسيئون الى دينناوالينا


محمد خضر قرش -القدس

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستشهاد في سبيل الله حق وواجب في ذات الوقت . فالشهيد حيَ لا يموت وقد رفعه الله إلى جوار الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا . والشهادة أعلى درجات التضحية ، فحمل الروح على الراحة وإلقائها في مهاوي الردى – كما قال الشاعر عبد الرحيم محمود - تشكل بحد ذاتها مرحلة ومستوى متقدمين من التضحية بالنفس مقابل الدفاع عن الحق وإعلاء شأن الدين والدولة والأمة .وعليه فالاستشهاد هو استجابة للتضحية بالنفس من أجل المبادئ التي يؤمن فيها الشهيد و يرخص و / أو يهون الموت من أجلها.فتقديم الروح رخيصة دفاعا عن الأرض والدين والمبادئ التي يؤمن بها يعتبر انتصارا للحق على الباطل وللإيمان على الشرك والعزة والكرامة على الهوان والذل . وفي هذا السبيل يفتخر شعب فلسطين بأنه قدم الآلاف من الشهداء عبر أكثر من قرن وما زال على استعداد لتقديم أفواج وأمواج جديدة من خيرة أبناءه للدفاع عن الأرض الفلسطينية ضد كل الغزاة والمحتلين ،لأي جنسية انتموا أو لأي دين انتسبوا إليه وارتبطوا به. فالشهادة حق وواجب كما الموت حق لا مفر منه . من هنا لا بد من التدقيق والتفريق بين الشهيد والمنتحر، كما يجب التمييز أيضا بين المقاومة من جهة والإرهاب والانتحار من جهة أخرى . فإذا كانت الأولى حق وواجب وطني ودينيَ تكفله الشرائع والقوانين الدولية دون استثناء ومارسته كل شعوب الأرض لنيل استقلالها وحريتها وحقوقها بما فيها طرد الغزاة والمحتلين من أرضها، فأن الانتحار محرم شرعا بالإسلام وبكل الديانات السماوية الأخرى. فالله خلق النفس البشرية وحرم قتلها إلا بالحق الجليَ. ورغم وضوح هذه القاعدة ، إلا أن بعض المجموعات المفلسة والبائسة والعاجزة وطنيا ودينيا والفاقدة للقدرة على التخطيط المبدع لمواجهة الأعداء والغزاة وحتى الخصوم العاديين من أبناء جلدتهم ودينهم، يستسهلون زرع الأفكار البائسة والعدمية لدى فئات محددة مستغلين الفقر الاجتماعي المتقع والجهل في أمور الدنيا والدين لزرع أو لحشيَ الدماغ بمجموعة أوهام حول دخول الجنة وغفر الذنوب وغسل المعاصي التي سبق للمرشح للانتحار وأن ارتكبها أو فعلها .قد أفهم وأقبل أن يزنر شخص ما نفسه بحزام ناسف ويقاتل العدو أو المحتل أو الغازي في الغابات والوديان والمدن وخشية أن يقع في الأسر يقوم بتفجير نفسه في صفوف الأعداء ويستشهد ، ويزخر تاريخنا العربي والإسلامي وتاريخ شعوب أخرى عديدة مثل اليابانيين والفيتناميين بأمثلة كثيرة من هذه الحالات. ولا ينحصر ذلك في المقاتلين فحسب ،بل شمل ملوك وقادة وزعماء آثروا الوقوع في الأسر فأقدموا على الانتحار أو ابتلاع حفنة من السم . كل ذلك قد يجد له أساس وحيثيات للدفاع عنه قد تتفق معه أو تختلف لكنه قائم وممارس ولا أظنه سينتهي . فالانتحاريون في العراق الذين يفجرون أنفسهم وسط تجمعات مدنية في المطاعم والمقاهي والأسواق هم من ضمن ما نقصده هنا . وما ينطبق عليهم ينطبق تماما على ما جرى في مترو الأنفاق في موسكو قبل أسبوع وما حصل في أحد مسارحها قبل أعوام قليلة أيضا . وخطورة هذه الأفعال العدمية لا تقتصر على كونها خطيئة من حيث المبدأ ومنافية لكل القيم والتعاليم السماوية والإسلامية في مقدمتها ،وإنما في كونها تعمم وترسخ لثقافة الموت ولإحلال العمل الفردي بديلا عن النضال الوطني الجماعي الذي يستنهض كل القوى والفئات والأفراد لمواجهة الغزاة والمحتلين وبالتالي يبعد جموع الشعب عن المشاركة ويبقيها عمليا خارج معادلة المشاركة في الصراع ،إما كمتفرجين لما يحدث أو كمنتظرين الترياق الشافي الذي لن يأتي من العمل الانتحاري الفردي .وبالإضافة إلى ذلك فإنه سيؤلب عليهم الرأي العام الدولي وسينعتهم بالإرهابيين كما هو جاري حاليا تجاه العديد من منظمات وحركات التحرير . إن هذه الأعمال الانتحارية تسيء إلى ديننا الحنيف السمح وتضر بسمعة المسلمين ومعتقداتهم النبيلة . ومن المفيد في هذا السياق أن نقدم بعض الأمثلة من واقعنا الفلسطيني والعربي والإسلامي .ففي حين كان الطفل الفلسطيني أو المرأة الفلسطينية يقفان بجسارة وشجاعة أمام الدبابة أو الآلة العسكرية الإسرائيلية كان العالم كله حتى بعض الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي تقف بدون تحفظ مع الطفل والمرأة الفلسطينيان ضد القمع والإرهاب الإسرائيلي .وقد حصد شعبنا تأييدا واسع النطاق ضد الاحتلال كان ذلك واضحا في الانتفاضة الأولى وجزءا من الانتفاضة الثانية قبل أن نسقط في الفخ وبالأدق في الوهم الذي مؤداه أن هذه العمليات الانتحارية سوف تخلصنا من الاحتلال أو تخفف عنا بطشه. لقد ذهبنا إلى الملعب أو الميدان الإسرائيلي المفضل بأرجلنا متناسين حقيقة بسيطة وصغيرة جدا وهي :انه يجب منازلة الاحتلال من خلال التركيز على نقاط ومحاور ضعفه وإخراجه أو إبعاده عن الميدان المفضل إليه . وبمعنى أخر، جره إلى ملعبنا لاستنزافه ورفع تكلفة احتلاله وتأليب الرأي العام الدولي عليه بغض النظر عن تأثيره على القرار الإسرائيلي. فإسرائيل ضعيفة أمام النضال الجماهيري العام ويضيق صدرها به خاصة إذا تمكنا من استحضار وفود أجنبية للمشاركة معنا في مواجهة قوات الاحتلال . فالصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي لا يحل بالضربة القاضية الفنية ، فنحن غير قادرين على إلحاق الهزيمة به اعتمادا على قوتنا العسكرية المحدودة جدا جدا . فالغلبة في هذا الميدان كانت دائما لصالح إسرائيل. لذلك علينا مراكمة النضالات لتحقيق الانتصارات .وبالإضافة إلى ذلك فقد كان توقيت بعض العمليات الانتحارية سيئا ومؤذيا لقضيتنا مما أدى إلى إضاعة المكاسب التي جرى تحقيقها في مستويات عدة . ولعلنا نذكر جيدا انه وبعد مرور أقل من 72 ساعة على قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بشان عدم شرعية الجدار العنصري قامت بعض الفصائل بعملية انتحارية ،أنست العالم كله قرار المحكمة وبات كل الحديث يتركز عن العملية الانتحارية .ما يفعله الانتحاريون في العراق ضد المدنيين مثال أخر على البؤس والإفلاس والعجز الذي وصلت إليه هذه المنظمات ، لقد عزفت عن مواجهة قوات الاحتلال واتجهت صوب أبناء جلدتها . ولي أن أطرح للقارئ مقارنة بسيطة جدا : أما كان بوسع الفيتناميين والجزائريين – على سبيل المثال- أن يقوموا بأعمال انتحارية كتلك التي يقوم بها المفلسون والبائسون الحاليون في العراق ضد أبناء جلدتهم ؟؟الجواب اتركه للقارئ .ولم يتوقف الأمر عند حدود وطننا العربي بل امتد إلى روسيا وبعض مؤسساتها المدنية والثقافية . فقد يكون للمنتحرين وطن محتل أو مغتصب أو مستولى عليه ، لكن مواجهته لا يكون عبر العمليات الانتحارية البائسة ضد الأهداف المدنية . وأريد أن اذكر قادة هذه المنظمات المفلسة بأنها تخدم من غير أن تدري أعداءها. فأعمالهم الانتحارية أدت عمليا إلى زيادة شوكة الشركات الأمنية الإسرائيلية في روسيا والقوقاز وداغستان . فهل يهدف المنتحرون إلى تقوية وتعزيز دور الشركات الأمنية الإسرائيلية، بعد أن وجهت لها ضربة مؤلمة جدا إثر انكشاف الدور الإسرائيلي في الحرب التي خاضتها روسيا ضد جورجيا قبل نحو عامين !!! ها هي العمليات الانتحارية البائسة أدت إلى عودة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية إلى القوقاز والدول الإسلامية في جنوب روسيا . العمليات الانتحارية عديمة الجدوى ولا تحقق إلا مصالح وأهداف الأعداء ، كما أنها تبعد الشعب عن المشاركة في الفعاليات النضالية وتبقيها محصورة في فئة قليلة لا حول لها ولا قوة من السهل على المحتل محاصرتها والتعامل معها بما في ذلك تصفيتها ،كما حصل مع أكثر من منظمة وفصيل .
العمليات الانتحارية لم تحرر يوما وطنا ،بل على العكس ساهمت في تقوية شوكة الاحتلال وزيادة بطشه ضد المدنيين العزل بحجة محاربة المنتحرين . تجربتنا الفلسطينية تقول ذلك والتجربة العراقية ثبتتها وأكدتها .أما آن الأوان للشيشانيين وللقوقازيين والداغستانيين ولمسلمي جنوب روسيا أن يتعظوا ويأخذوا العبرة مما فعله الفلسطينيون والعراقيون في أوطانهم بدون جدوى ؟؟؟
أيها المنتحرون إنكم تسيئون إلى ديننا العظيم والينا وإلى أنفسكم ونضالكم ولن تدخلوا الجنة لأنكم قمتم بقتل وزهق النفس البشرية البريئة، التي حرم الله قتلها إلا بالحق وما تفعلوه ليس هو الحق المقصود هنا.
الله في كتابه العزيز خاطب رسوله الكريم بعبارة :يا أيها النبيَ حرض المؤمنين على القتال ولم يقل على الموت أو حتى الاستشهاد . فالقتال ضد الأعداء واجب شرعي قد لا ينجم عنه الموت أو الشهادة بل الانتصار ،كما حدث في معارك كثيرة .وشتان بين القتال والشهادة من جهة والانتحار وزهق الروح البشرية بغير حق من جهة أخرى . أيها المنتحرون ما تفعلوه لا يمت إلى الشهادة بشيء ولذلك لن يكون مصيركم الجنة .
[email protected]
[email protected]



#محمد_خضر_قرش_-القدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضر قرش -القدس - ايها المنتحرون انكم تسيئون الى دينناوالينا