أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فاطمة عطا العبودي - النفاق في السياسة امر لابد منه














المزيد.....

النفاق في السياسة امر لابد منه


فاطمة عطا العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 23:08
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


إن العنوان إنما يدل على عدة معاني ومضامين ,النفاق اولاً كما بينه القرآن الكريم و يعلمه الجميع إظهار خلاف ما نبطن إما السياسة ثانياً فلم نقصد بها هنا فقط تلك التي تمارس في إطار مؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) بل ايضاً تلك المتأتية من المسايسة للأمور في جميع نواحي الحياة العامة ( الاسرة , المدرسة , الوظيفة ....الخ ) باعتبار ان الإنسان اجتماعي بالطبع واستحالة عيشه بمفرده . والأمر ثالثاً هو ليس توجيه الأمر من قبل الأخر للفرد وإنما ذلك الأمر ايضاً الواقع من ذات الفرد لنفسه حسب ما تقتضيه المواقف والظروف والمصلحة .
يتبادر لنا سؤال ما الشيء الذي يأمر الفرد لجعل النفاق إحدى سلوكياته اليومية او مظهراً من مظاهر سلوكه الخفي ؟ ان الشيء الذي يتحكم بسلوك الإفراد نابع من الحاجة والمواقف والمصلحة بالدرجة الأساس فحياة الشخص في المجتمع وعلاقاته بمن حوله نابعة من مصلحته التي تحتم عليه التعامل والتعايش معهم لغرض تحقيق الهدف المتوخى لها وإذا ماكان النفاق يؤدي إليها فكان به , في الأسرة والمنزل نسلك في كثير من الأحيان ذلك الشيء السلبي وفي إطار الوظيفة ايضاَ نجدها ممارسة أوسع نطاقاً لان العلاقة قائمة على أساس المصلحة بالدرجة الأولى ومن ثم تتحكم المواقف والحاجات تباعاً , نجد انه كلما اتسعت العلاقات الاجتماعية وأصبحت أوسع نطاقاً نرى ان عامل النفاق يتزايد ويتحكم في سلوكياتنا اليومية المعتادة ذلك نابع من اجل التوفيق بين الحاجة والمصلحة فيظهر التملق والتزلف ويستشري بها والكذب يصاحبه في كثير من الاحيان ليمده بالقوة ليكون قريباً من الحقيقة ويكون قابل للتصديق. ياترى لماذا تكون سلوكياتنا سائرة بهذا الطريق بعيداً عن الوضوح والصراحة وقريبة من المجاملات التي تؤطر بإطار ذلك النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يعد شكل من أشكاله الأخرى ؟ إن الجواب على ذلك يكون نابع من التنشئة الاجتماعية والسياسية في البلد المعني بدراسة هذه الحالة فيه وتكون الأخيرة أكثر تأثيراً من الأولى عليها لأنها عملية دينامية ماسكة بزمام الأمور في المجتمع بأكمله وفي كافة المستويات فالنظام السياسي هو الذي يغذي المجتمع بالفكرة التي يريد ان يجعلها مقبولة لدى الناس لحصول الدعم والتأيد منهم وذلك لغرض كسب الشرعية في البقاء والوجود , فبعد سقوط النظام السابق الذي غذى الشعب بكل مفردات النفاق وسلوكياته والتي ماتزال أثاره واضحة الى الان وباتت متشظية بعد ان كانت مزدوجة ,على الرغم من الادعاءات الكثيرة التي بينت نبذها لثقافته وممارساته نجد ان مدعيها يمارسون ما ينبذون فما الذي يمكن ان نطلق على هذه الممارسات غير تسمية النفاق لانها لاتحتمل غير ذلك , وما يجرى الان على الساحة السياسية في العراق خير دليل على ما نقول فالمصالحة الوطنية التي دعت إليها الكتل السياسية طريقاً لنبذ الخلافات والتناقضات لتشكيل حكومة شراكة وطنية كانت مجرد كلمات تدحرجت من تلك الأفواه بشكل فقاعات هوائية رقيقة ما لبثت قبل إن تلتقي لتفقع وكانت من ضروب لعب الأطفال , إذ لعبت هنا المصلحة دوراً كبيراً في ذلك لتلك الأدوار لذوي المراكز السياسية وفرضت الحاجة ذلك النوع من التواجد على ارض الواقع والباقي متروك لفهم القاريء والمتلقي على صعيد الساحة السياسية فالدائرة التي تمسك من إحدى طرفيها المتدلي لابد وان تخنق ما بداخلها ليعاد تشكيلها من جديد ..



#فاطمة_عطا_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضبابية والتزوير أم الشفافية والوضوح سمة الانتخابات العراقي ...
- الكوتا السياسية لنساء العراق انطلاقة نحو الديمقراطية ام تحجي ...
- الأنظمة الانتخابية في العراق ممارسة للديمقراطية أم سلوك للمح ...


المزيد.....




- بوتين يبدأ زيارة للصين تستغرق يومين في ظل عزلة دولية نتيجة ح ...
- إسماعيل هنية يعلق على -جمود- مفاوضات وقف إطلاق النار
- مقتل 3 فلسطينيين برصاص جنود إسرائيليين في طولكرم شمال الضفة ...
- ملياردير أميركي يؤسس ائتلافا لشراء عمليات -تيك توك- في الولا ...
- الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ76 للنكبة
- لبنان.. القبض على مواطن يسرق السيارات بطريقة -وقحة-
- قاآني يكشف عدد بارجات وطائرات إسرائيل وأمريكا والناتو التي ح ...
- عباس وبوغدانوف يبحثان الأوضاع في فلسطين خلال لقاء في البحرين ...
- -صواريخ ثقيلة وهجوم جوي هو الأعمق-..-حزب الله- ينشر ملخص عمل ...
- مسيّرة إسرائيلية تُسقط قنابل على سيارات الإسعاف لمنع إنقاذ ج ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فاطمة عطا العبودي - النفاق في السياسة امر لابد منه