ما هو الارهاب ؟ وماسبب تفشيه في العراق خلال العقود الاربعة الاخيرة ؟

عادل كنيهرحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 03:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

ما هو الإرهاب ؟ وما سبب تفشيه في العراق
خلال العقود الأربعة الأخيرة ؟ الجزء الاول
{1}
ما هو الإرهاب ؟ لهذا السؤال عشرات الأجوبة المختلفة باختلاف الرؤى والأيدلوجيات والمصالح لتلك الجهات التي تعرف ظاهرة الإرهاب , حيث يعرف بعض علماء الإسلام ,الإرهاب على انه الخوف الشديد على النفس أو الأبناء أو الممتلكات . وان كلمة إرهاب مشتقة من كلمة الرهبة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وفي سورة الأنبياء {إنهم كانوا يسرحون في الخيرات ,ويدعوننا رغبا ورهبا , وكانوا لنا خاشعين ...} كذلك أشارت سورة الأنفال إلى الإرهاب بالقول { واعدوا لهم ما استطعتم من قوة, ومن رباط الخيل, ترهبون به عدو الله وعدوكم..} إما علماء الاجتماع في الدول الغربية وأمريكا خصوصا , فأنهم يعتبرون كل العمليات والهجمات المسلحة التي تقع في المدنيين العزل كثيرا من الضحايا هي أعمال إرهابية , وفي الولايات المتحدة الأميركية أكثر من تعريف لظاهرة الإرهاب , ولكن لوزارة الخارجية الأمريكية تعريفها الخاص للإرهاب , والمسجل في الفقرة 22من المادة 2656 من مدونة القانون الأميركي { الإرهاب هو ,عنف متعمد , مدفوع بدوافع سياسيه , ترتكبه ضد أهداف غير محاربة , جماعات شبه قومية أو عملاء سريون ,المقصود منه عادة هو التأثير على جمهور ما .}
وقد أسهبت بعض الجهات في تعريفها للإرهاب ,في التأكيد على عنصر { الأهداف المدنية } والحال انه ليست هناك جماعة مسلحة في التأريخ اقتصرت هجماتها على الجنود أو رجا ل شرطة فقط , وماذا سنسمي تلك المجموعة المسلحة , التي تقوم بضرب أهداف عسكرية في الصباح ,وتهاجم أهداف مدنية في المساء ,هل نسمي هذه المجموعة إرهابية أو هل نغير تسميتهم ؟ {1} ولذالك يجد اغلب المهتمين ببحث ظاهرة الإرهاب صعوبة كبيرة في التوصل إلى وضع تعريف كامل وشامل ودقيق للظاهرة ينسجم مع معنى ومحتوى وشكل تجليها الاجتماعي. ولسبب يكاد يكون بسيط, وهو أن ظاهرة الإرهاب بدأت بالظهور بأشكال متعددة يختلف كل منها عن الأخر كثيرا, في الوقت والمدى, وفي الوسائل والدوافع والأهداف.

{2}

أشكال تجلي الإرهاب وأنماطه المختلفة

يتجلى الإرهاب بأشكال عديدة منها اغتيالات لشخصيات مهمة, أو اخذ رهائن لأبناء سياسيين بهدف ابتزازهم, أو حرق مباني أو أسواق بهدف خلق حالة ذعر بين الناس, ليدفعها للشعور بضعف الحكومة والتفكير بضرورة البديل عنها...أو بث إشاعة بين المواطنين عن إمكانية حدوث حرب أهلية, أو وجود قنابل ومتفجرات في مكان مزدحم سوف تتفجر. أو شخص مفخخ أو سيارة تنفجر في جمع من عابري السبيل , أو تخريب محطة كهربائية وحرمان الأهالي من نعمة الكهرباء .....إلى آخره إذا كان هناك شكلا أخيرا للإرهاب . إما أنماط الإرهاب فهي متعددة ومن بينها أ-النمط البسيط من الإرهاب والذي يسمى بالإرهاب الفكري وهو التهديد الذي يقصد زرع الخوف لتغيير السلوك. ب-العنف الإجرامي الذي تممتلكاتهم. مجاميع إالدولة.قصد قتل المواطنين لسلب ممتلكاتهم .وهذا النمط الذي ينتهك القوانين يستدعي عقاب الدولة. ج-نمط الإرهاب السياسي الذي يظهر بشكل قتل وتصفيات جسدية بين كتل وأحزاب سياسية تتنازع على الحكم أو الثروة. د-نمط رعاية الدولة للإرهاب وذالك عن طريق رعاية مجاميع مسلحة من ذات الدولة من دولة أخرى معادية لها . ه- نمط إرهاب الدولة ضد مواطنيها وهوا كثر أنماط الإرهاب تدميرا وفتكا وإيذاء بالشعوب لان الحكومة تستخدم جهاز الشرطة والجيش والأمن ليس لحماية الوطن والمواطن وإنما لقمع المواطن وحرمانه من ابسط حقوقه كانسان , ومن الأمثلة البارزة لذالك, ألمانيا النازية والعراق أيام حكومة البعث المقبور . كما لابد من الأخذ في الاعتبار ما مفاده أن ليس كل عنفا هو إرهاب . وان الإرهاب بحد ذاته ليست أيدلوجيا ولا عقيدة سياسية رغم أن الذين يمولون ويخططون ويوجهون العمليات هم في الغالب أحزاب وجماعات سياسيه .

الخلفية التاريخية للإرهاب

يرجع كثير من المؤرخين بالمصطلح إلى أزمان غابرة وموغلة في القدم, حيث أشاروا إلى أن الإرهاب
حدث ويحدث على مدار التاريخ الإنساني وفي جميع إنحاء العالم , وقد كتب المؤرخ الإغريقي {زينفون -430ق,م } في سياق الثقافة الغربية,عن المؤثرات النفسية للحرب والإرهاب . كما تظهر كلمة إرهاب في الكتاب المقدس , وهناك الحوادث المشهورة وهي كثيرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر : قتل يوليوس قيصر وغيرها من جرائم القتل السياسية , وحتى الاغتيالات المنهجية ,في التاريخ اليوناني والروماني القديم حيث استخدم بعض الحكام الرومانيين من أمثال { تيبريوس 37-14 م } العنف والقتل ومصادرة الممتلكات والإعدام كوسائل لا إرهاب وإخضاع المعارضين لحكمهم , ولم يكن تاريخ الإسلام خاليا من ممارسة الإرهاب والاغتيالات واشهر الإحداث هي اغتيال الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب ,على يد أبو لؤلؤة , ومهاجمة الخليفة الثالث عثمان ابن عفان وقتله في داره من قبل مجموعة خارجة على الإسلام واغتيال خليفة الإسلام الرابع الإمام علي ابن أبي طالب وهو يصلي وقتله بسيف عبيد الله ابن ملجم , احد غلاة الخوارج .
وفي القرن الحادي عشر قامت طائفة الحشاشين السرية , المنبثقة عن المسلمين الإسماعيليين بعمليات قتل واغتيالات في منطقة ما يعرف الآن بالعراق وإيران , واستمرت حتى القرن الرابع عشر الميلادي حيث قامت بقتل واختيال كثير من الحكام والملوك والولاة والخلفاء ومنهم احد ملوك القدس الصليبيين ,وكان الحشاشون رواد في العمليات الانتحارية , ورغم أن سلاحهم هو الخنجر إلا أنهم كانوا يقتلون شخصيات محاطة بالحرس ,وحتى أن بعض تسمياتهم باقية لحد الآن مثل تسميتهم للمقاتل { فدائي } . { 2 } ولعل محاكم التفتيش التي نفذها الأسبان ضد الأقليات الدينية المسلمة خصوصا ,هي ابرز محطات الإرهاب الرئيسية في العالم . ولم يتوقف الإرهاب واستمر عبر نهاية القرون الوسطى حتى عصرنا الحديث وكانت هذه الفترة الزمنية فترة حروب كبرى مثل حرب الثلاثين عام {1618-1648} والحروب النابليونية {1799 -1815 } لذالك طغت أهوال الحروب على حوادث الاغتيالات وأعمال الإرهاب التي تقع هنا وهناك .
إما كلمة إرهاب {terrorize} فقد استخدمها تحالف الملكيين والبرجوازية حيث نعتوا الأسلوب الذي اعتمدته الثورة الفرنسية لقمع محاولاتهم مناهضة الثورة إبان الجمهورية الجاكوبية {1793-1794} حيث قتل خلال تلك المرحلة التي يطلق عليها {Reign of Terror } اعتقال ما يزيد على 300 ألف مشتبه بهم وإعدام 17 ألف مواطن إضافة إلى موت ألاف البشر في السجون دون محاكمة . {3}


1-د.وولتر لاكير{الارهاب تاريخ موجز ص1 }موقع السلام والامن
2-نفس المصدر ص3
3- مقالة الاستاذ بجاش صقر {تعريف الارهاب } موقع المجلس اليمني

#عادل_كنيهرحافظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل