أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبدالخالق حسين سالم - الانتخابات بين الواقع والاماني















المزيد.....

الانتخابات بين الواقع والاماني


عبدالخالق حسين سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 22:51
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الانتخابات هي ممارسه ديمقراطيه لانتخاب ممثلين الشعب في البرلمان وفي سلطة الدوله ، والديمقراطيه هي مجموعة القيم والعلاقات ، علاقات الناس فيما بينهم وعلاقة سلطة الدوله مع الجماهير . هذه العلاقات هي ليست بضاعه من الممكن شرائها او استيرادها في وقت الحاجه او هي كلمات او صور يمكن نقلها بواسطة الحاسوب ، بل هي حصيلة عملية التطور للبنيه التحتيه وهي ايضا تراكم متواصل لنضال الجماهير لاجيال واجيال من اجل استبعاد العنف بين هذه العلاقات واستبدالها بحق الايمان والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الاخر ، وهي بقدر تأثرها بالعامل الداخلي " الذاتي " فهي تؤثر وتتأثر بالعوامل الخارجيه ولكن لا يجوز نقلها كوصفه جاهزه من بلد الى اخر .
منذ آب عام 1980 بداية الحرب العراقيه الايرانيه ونتيجة السياسه الهوجاء لنظام دكتاتوري دموي ولحد نيسان عام 2003 حيث الاحتلال الدولي ، فان حصيلة هذه الفتره شلل كامل بل انهيار لجميع الركائز الانتاجيه والاقتصاديه والتي هي مكتسبات شعبنا لعشرات السنين صاحب ذالك مسخ كامل للقيم الانسانيه والاجتماعيه والتي هي حصيلة نضال طويل لجماهير شعبنا وقواه التقدميه وتقديم الاف الشهداء لاجل الغد المشرق . وبعد الاحتلال والغزو البغيض للعراق وبقرار امبريالي امريكي مدروس ومخطط له مسبقا بالغاء تاريخ الشعب العراقي الحديث باكمله وتحويل الساحه العراقيه الى ميدان لتصفية الحسابت الدوليه والاقليميه والى غابه تصول وتجول فيها احزاب دينيه طائفيه وسلفيه وبقايا نظام متعفن ومصالح دول الجوار من ايران الى المغرب العربي ، اما المليشيات المسلحه والزمر الاجراميه فهي تشكل العمود الفقري للاجهزه الامنيه ، والحصيله النهائيه للفتره 1980 - 2007 هي :
1) تدمير شبه كامل للبنيه التحتيه والتي صرف على بنائها مئات المليارات من الدولارات وقوة عمل الشعب لاكثر من نصف قرن .
2) تعطيل انتاج وتصدير النفط والغاز الى مستويات منخفضه وهو الذي يشكل الشريان الرئسي والأهم في مجمل الدخل القومي .
3) العجز في الميزانيه حيث مديونية العراق تقدر بمئات مليارات الدولارات بسبب الحروب التي فجرها وقادها المجرم صدام ونظامه الدكتاتوري وتلبيتا للمصالح الامبرياليه وفي مقدمتها الولايات المتحده الامريكيه بعد إن كان احتياط العراق من العمله الصعبه عام 1978 اكثر من 40 مليار دولار .
4) سقوط قيمة العمله العراقيه " الدينار " اكثر من 6000 % بين عامي 1980 و 2003 ، واكثر من 3500 % بين 2003 - 2007 .
5) تدمير شبه كامل في كافة المجالات الخدميه ، الصحه والتعليم والكهرباء والماء والاسكان والاعمار ، والغاء الاعتراف الدولي بشهادة المعاهد والجامعات العراقيه بعد ان كان العراق يحتل المرتبه الاولى في مجال التعليم في نهاية السبعينات من القرن الماضي على كافة الدول العربيه .
6) تفشي البطاله والاميه والفقر والجوع والجهل والامراض .
7) تشويه القيم الانسانيه والاجتماعيه والغاء وشطب الفكر التقدمي المستمد من تاريخ وتراث ونضال شعبنا ، وارجاع المستوى الثقافي والوعي الجتماعي لمئات السنين ، وتفشي كافة الامراض الاجتماعيه ، الحقد والسرقه والارتشاء والمخدرات واساليب العنف والقتل والجريمه والخطف والتهجير وتفتت الروابط العائليه وكل ما يخطر ببالنا من انحطاط .
8) اسقاط السياده العراقيه والموافقه على تسليم مقاليد السلطه الفعليه للمصالح الدوليه والاقليميه ( وضمن مبدأ تقسيم الدوله العراقيه وسلطتها بين الطوائف الدينيه والقوميات والاحزاب المعاديه لمصالح الجماهير ) .
9) بسبب السياسات الفاشيه والدكتاتوريه والطائفيه والسلفيه المتخلفه تم الغاء وشطب كلمة الوطن ومفهوم الوطنيه من القاموس العراقي وابدالها بمفهوم " يجب تعويض ما قدمته وما خسرته " .
ان ما تم انجازه واحرازه " وما يقال حول ذالك " خلال السبع سنوات الماضيه فهو شئ بسيط جدا لا يتعدى الترقيعات في بعض الجوانب الاقتصاديه ، ومسحه كاذبه للديمقراطيه والحريه وتدهور اكثر واشمل في العلاقات الاجتماعيه .
والخلاصه من كل ذالك :
بنيه تحتيه تساوي تقريبا صفر + علاقات اجتماعيه مشوه + بناء فوقي متخلف مريض .
هذه هي الساحه العراقيه " لا اريد ان اكون متشائم " فاي انتخابات ننتظر ونتمنى ؟ هل كنا نفكر قبل الانتخابات باننا سنحقق انتخابات شفافه نزيه لا تشوبها المخالفات والتزوير ؟ اذا كان هكذا فاعتقد اننا بعيدين عن الواقع . واذا كنا متوقعين ذلك فلماذا نكتب ونطالب بانتخابات نتمناها او كالتي موجوده في دول العالم المتطور ( بالرغم من شكي بوجود ديمقراطيه حقيقيه عادله للجميع بدون التحيز والدفاع عن سلطه الدوله في مجتمع مبني على استغلال قوة عمل الاخرين ) .
اذن ما هو المطلوب ؟؟؟
الجواب على هذا السؤال وباعتقادي : لكي نحصل على علاقات افضل واكثر تطور يجب ان نبدأ اولا بتغير وتطوير البنيه التحتيه ( وليس العكس ) وهذا يتطلب تضحيات جسام من القوى الوطنيه والتقدميه ، بالرغم من انحسارها ، وعلى امد طويل ، فبدون ذالك سنقع في وهم انتصار البطل كما هو الحال في الافلام الحديثه .
فلنعيد للذاكره :
كم هو عدد او نسبة الاميين في العراق ومن الذي ساعدهم باختيار مرشحهم ؟
ما هي نسبة العراقيين الذين يؤمنون بان هنالك من يمثلهم في الاخره ويجب اطاعتهم باختيار مرشحهم ؟
كم هو عدد العراقيين المهجرين داخل او خارج العراق والذين لا يحملون وثائق من اجل الانتخاب ؟
ما هو عدد العراقيين الذين يصارعون الفقر والجوع والامراض ، فبالنسبه لهم ما هو المهم ، النقود وبعض المواد المنزليه ام اسم المرشح ؟
كم هو عدد العراقيين المجندين ( بقناعتهم او اندفاعا وراء المال ) في الاحزاب والمنظمات الارهابيه وما هي المخاطر التي يشكلونها ضد الناخب ؟
كم هو عدد الاحزاب وكم هو عدد الدول التي تريد حصتها من هذه الكعكه في ظل غياب القانون والسلطه الوطنيه وهل تسعى هذه الاطراف لاتباع الاساليب الشريفه والقانونيه لحصولها على ما تريد من الانتخابات ؟
اين هو قانون الاحزاب وقانون الانتخابات التي يجب ان تكون موجوده قبل كل انتخابات ؟
اعتقد هذا هو الواقع ، قد تكون هنالك مبالغه او تقليل لبعض الامور ، لكن مقابل كل هذا نسعى ونريد ممارسه واعيه نزيه شفافه للديمقراطيه والانتخابات ، اعتقد ان الانتخابات جاءت متطابقه ومنسجمه مع الواقع العراقي الى حد كبير .
وباعتقادي ان ما جرى في العراق هو لعبه او مسرحيه تم توزيع وتأليف فصولها في اروقة مخابرات الدول الاقليميه وباخراج دولي والممثلون هم من عراقنا الجريح ، وفي حالة النقص سيعوض عنهم من دول الجوار فلديهم الكثير .
فلننتظر العرض... والفصل الاول من هذه المسرحيه ، وامنيتي هي ان لا نكون فقط مشاهدين وانما عامل تغير حتى ولو لبعض فصولها من اجل عراق الغد المشرق ...



#عبدالخالق_حسين_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبدالخالق حسين سالم - الانتخابات بين الواقع والاماني