عمال الزراعة عمالة منسية بلا اجور او تامينات او علاج

حمادة الكاشف

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 09:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

عمال الزراعة يعملون بنظام "السخرة " ويتعرضون لانتهاكات ويحصلون على اجور زهيدة

اصحاب المزارع والقانون والشرطة تجاهلت حقوق العمال

فاطمة : بنركب فى سيارة ربع نقل فيها 70 ولد و بنت مع بعض ...والمقاول بياخد نص عرقنا


كتب : حمادة الكاشف
يعتبر عمال الزراعة هم الاكثر فقرا بين الفئات العاملة والاكثر معاناة من حيث ظروف وطبيعة العمل الذى يقومون بة فعمال الزراعة عمالة اهدرت حقوقها بالكامل على مدار سنوات طويلة وحتى الان لم تتوافر ظروف عمل جيدة لهم او اى ضمانات لعلاقات عمل مستقرة فعامل الزراعة لا يتمتع باى مميزات من تامينات اجتماعية او تامين صحى اوبدلات وحوافز وعلاوات ولا حتى ضمان استمرار العمل ذاتة لان معظم عمال الزراعة عمالة موسمية وقد تجاهلت الحكومات فى تشريعاتها وضع اى ضمانات حقيقية لحقوق العمالة الزراعية رغم انها الاكثر انتشارا من العمالة الصناعية

وتعد اكثر الاماكن التى ترتفع بها معدلات استغلال العمالة الزراعية هى المزارع الكبرى التابعة للشركات والتى يعمل بها اعداد كبيرة من النساء والاطفال صغار السن والشباب بشكل جماعى وتصل اعدادهم الى عدة الاف فى المزرعة الواحدة فيما يسمى بعمال التراحيل فى الزارعة حيث يخضعون لظروف عمل قاسية اشبة "بالسخرة " ومن الملاحظ زيادة اعداد الفتيات والاطفال والنساء العاملات فى المزارع الكبرى وحدائق الفاكهة والحضروات لتوفير نفقات المعيشة لاسرهم نتيجة ارتفاع معدلات الفقر فى الريف وتعد هذة الشريحة هى الافقر فى الريف مما يجعلها معرضة لاشكال عديدة من الانتهاكات منها تعرضهم لامراض مهنية نتيجة المبيدات وحصولهم على اجور زهيدة اضافة الى تعرض هؤلاء النساء الى التحرش الجنسى من قبل مسئولين اعلى منهم فى المزارع او مشرفين او مديرين او زملاء فى العمل ونظر لان طبيعة العمل تسير بنظام اليومية فمن الممكن ان يتم فصل مئات العمال دفعة واحدة وقطع مصدر دخلهم الوحيد بدون ان تكون هناك ادنى مسئولية تجاة هؤلاء العمال

تقول فاطمة حسنين تعمل بمزرعة خاصة بشركة "بلو نايل " بمركز الدلنجات بالبحيرة ان " احنا بنيجى كل يوم من الساعة 6 صباحا وبنركب مجموعة كبيرة فى عربيات ربع نقل بنوصل الى 80 واحدة ومعانا شباب واولاد وطبعا بنتعرض لمشاكل مع الشباب لان العربية صغيرة وعاملين فيها زى "علبة السلامون" وفى المزرعة نفسها انا بنزل فى اشجار العنب الكبيرة لان دة طبيعة شغلى فى مساحة 700 فدان وبيستمر العمل وقت طويل جدا من اليوم بيبدا من 6 صباحا نتحرك من البيت ونكون فى المزرعة على 7 صباحا نبدا الشغل ونستمر تحت الشمس الى 5 المغرب نهاية اليوم وبالمقابل الـ بتحددة الشركة ومقاول الانفار هو المسئول عننا وبياخد نص عرقنا وما فيش حل تانى لان دة الشغل الوحيد الموجود قدامنا فى القرية وما فيش بديل .

ويقول على عبد العظيم 32 سنة احد عمال الزارعة بالبحيرة انا اعمل بمزرعة ضخمة اسمها مزارع المغربى وبتزرع محاصيل كتيرة وبعتمد عليها بشكل اساسى انا واسرتى ورغم ان الاجر فيها ضعيف جدا ولكنى بعتمد على عملى انا واسرتى فى المزرعة يعنى بيشتغل معايا 3 اخواتى منهم بنتين وهناك ممكن الواحد يشتغل من سن 9 سنين ولما بيمشوا عدد من العمال من المزرعة لفترة بسافر اشتغل فى المعمار فى البندر او مصر ولما يبدا الشغل تانى برجع علشان ابقى جنب البيت واضاف احنا بتعرض لمخاطر كبيرة فى الشغل دة اهمها الاصابات الكتيرة اثناء العمل والمبيدات وما فيش اى علاج لينا من اصحاب المزرعة احنا الى بنتحمل كل تكلفة العلاج لو حصلنا حاجة ودة غير المعاملة السيئة من المديرين والمشرفين واصحاب المزرعة والى ما يعجبهمش بيطردوة بة المزرعة دة غير مقاول الانفار الى بياكل نص عرقنا من الفلوس وكتير طلبنا من الادارة نتعامل معها مباشرة وترفض ولما بنطالب باى اضافى فى الاجر او اى حوافز او حتى زيادة فى الاجور الادارة بترفض تماما وبحجة ان الزراعة ما عدتش بتجيب مكسب وان اسعار السماد والبذور غالية وطبعا اى حد هايحاول يتكلم ممكن يمشى وما يرجعش المزرعة تانى .

أما حسين الفيومى عامل زراعى بالبحيرة يقول كان أملى أن أسافر للعمل بالخارج وكم كانت فرصتى كبيرة عندما حضر رجل من أحدى دول الخليج إلى قرية مجاورة لنا وقال أنه يمتلك مزرعة كبيرة ويريد عمالاً زراعيين فما كان إلا أن قامت بتجهيز جميع أوراق السفر الخاصة بى فى الوقت الذى طالب فيه من كل شخص أن يدفع مقدماً 1500 جنيه والباقى بعد الحصول على التأشيرة ،حيث قامت بإقتراض هذا المبلغ ودفعه بالكامل وكان أملى أن اسافر ،ولكن هذا الرجل كان قد أخذ حوالى 75 ألف جنيه من 70 فرد من أهالى القرية بعد أن أعطاهم عقوداً وهمية وتذكرة مزورة وأختفى وبعدها ذهبنا نسأل عنه فى الفندق الذى أعطى لنا عنوانه، لكن لم نعثر على أى شخص بهذا الإسم ،وتأكد لنا أنه نصاب ،وأنه ليس عربياً،وأن كل العقود مزورة وضاعت فلوسنا وتلك هى مأساتنا

وتحكى " سهام " انا بشتغل باليومية وباخد 15 جنية بس فى اليوم وساعات 20 لما يكون فية عمل اضافى بس احنا مالناش اى حماية فى الشغل كل المميزات والتعيين واخدينها المهندسين الزراعيين والمشرفين وعددهم قليل جدا انما احنا عددنا اكبر بكتير وبنعمل كل الشغل بايدينا وبنعرق ومع ذلك ما بناخدش اى حقوق غير الاجر اليومى وكمان بياخد مقاول الانفار جزء من الاجر لان الشركة بتتعامل مع مقاول انفار ببستغلنا وبياخد على العامل حوالى 25 جنية ويدينا 15 جنية وما فيش حد بيدافع عن حقوقنا وغير دة كلة بنتعرض للمضايقات والتحرش من العمال لانة ما فيش نظام فى الشغل والعمال ما عندهمش فكرة عن القوانين وبيخافوا واحيانا بنكون مجموعة من العمال بتشتغل مع بعضهم فى رش المبيدات فى الاشجار والمبيدات دى شديدة الخطورة والمفترض انها بتترش باستخدام بدلة واقية على الجسم وكمامة على الانف علشان تمنع استنشاق المبيدات الخطرة وكمان لازم يكون فية نضارة على العينين ولكن لو اصيب احد العمال بحالة تسمم من المبيدات اول حاجة بتعملها ادارة المزرعة انها بتنقلة برة المزرعة علشان تخلى مسئوليتها بعد كدة لو حصل للعامل حاجة وممكن تحصل معركة مع ادارة المزرعة علشان حق العامل دة ولكن فى النهاية الشرطة بتقف الى جانب البهوات اصحاب المزارع الضخمة .

#حمادة_الكاشف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات