أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هاني الروسان - الشبهة في الموقف الامريكي















المزيد.....

الشبهة في الموقف الامريكي


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 11:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خطوة لا تخلو البتة من شبهة ُتقدم الولايات المتحدة، وقبيل انعقاد القمة العربية بساعات، على الاعلان الصريح عن فشلها في إرغام بنيامين نتنياهو على التراجع ولو قيد أنملة عن مواقفه الصريحة للضرب بعرض الحائط ما يقال انها مواقف ورغبات الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتحريك عملية السلام، بل انه تجاوز التأكيد الصريح للوزيرة كلنتون، على ان إصراره على تلك المواقف هو إضرار بمصالح الولايات المتحدة الحيوية في المنطقة وحط من هيبة الإدارة في أميركا ذاتها.
فقد قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه لوكالة فرانس برس ان الرئيس عباس أُبلغ من ديفيد هيل مساعد المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل الذي التقاه مساء الخميس الماضي بعمان، بفشل لقاء الرئيس اوباما مع نتنياهو في التوصل الى اتفاق لوقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وعلى الرغم من حملة التمهيد التي تعهدتها الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية ، لرسم ملامح ازمة تفاقمت بين البلدين، وقول معظم المراقبين ان الأمور بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل لا تتجه إلى التهدئة. وخلافاً لما يزعمه مسؤولو البلدين عن إعادة الدفء إلى العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، والقول بإن الدلائل الملموسة تبدو مغايرة لذلك تماماً، وعلى الرغم مما اوحت به إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من ان صبرها على غطرسة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد بدأ بالنفاذ، على الرغم من ذلك وغيره فان الخطوة الامريكية تبقى مشبوهة وملتبسة ومثيرة.
فاذا كان احتماليا، لا يستبعد المنطق السياسي ان يرتكب زعيم ما حماقة معينة، حتى وان أدت إلى كارثة وطنية، حيث التاريخ قديمه وحديثه يقدم شواهد عدة على حماقات من هذا القبيل، كما انه معني بان يقدم لنا او هو بصدد ان يقدم لنا نماذج من قيادات كهذه، غير ان نتنياهو ليس احدها او على الاقل لا يبدو في الافق السياسي ما يرغمه على حماقة من نوع كسر العصا بيد الرئيس الامريكي.
ان اقصى ما يتهدد نتنياهو حال اقدامه على الانصياع للرغبة الامريكية هو انهيار تحالفه الحكومي، وربما الذهاب لانتخابات مبكرة، وفي كافة الاحوال فانه بالاضافة لاعتبار ذلك جزء من طبيعة الحياة السياسية الاسرائيلية وتوزع الخارطة الحزبية فيها، فانه سبب غير كاف لاقناع مؤسسة صناعة القرار السياسي الاسرائيلي لنتنياهو للذهاب بعيدا في الازمة مع الولايات المتحدة الامريكية، فضلا عن ان المطالب الامريكي لا تقترب من الخطوط الحمراء الاسرائيلية، إذ تكتفي باحد جوانبها بالتجميد المؤقت للاستيطان لا لمنعه اووقفه نهائيا.
إذن لماذا يذهب رئيس الحكومة الاسرائيلية، مذاهب من هذه ؟ وهل هو فعلا قادر على تحمل تبعات ازمة مع ادارة اوباما، ان سكت هذه الاخيرة عليها، فان اقل ما قد توصف به من قبل دافع الضرائب، بانها غير وطنية، خاصة وانها اختارت لها توصيفا اخذ طابع المصالح العليا لامريكا ؟ والقضية كلها متعلقة بتجميد بناء عدد من الوحدات السكنية، على اهميتها بالنسبة لنا كعرب.
اما امريكيا فلماذا تعري الولايات المتحدة نفسها الى هذا الحد ؟، الم تكتف باهانة بايدن وهو ضيف اسرائيل ؟، لتقبل باهانة نتنياهو في عقر الدار ؟ لماذا لم تأخد بنصائح بارونات الايباك بالإبقاء على سرية الخلافات مع اسرائيل، وحلها من وراء الانظار؟.
الحقيقة ان حجم الشبهة، لا يستمد ضخامته من هذه الاسئلة او غيرها، بل من مجانبته لبداهة الامور، فالمعروف ان لقاءات القمة او ما يسمى بدبلوماسية القمة جاءت كوسيلة لوضع حلول جذرية أو اتفاقيات هامة بين الدول، حيث أن لقاء زعماء الدول بما لديهم من صلاحيات واسعة سيساعد على توفير الوقت والجهد وسرعة الوصول إلى قرارات هامة.
والمعروف ايضا ان دبلوماسية القمة يجب أن تسبقها الدبلوماسية التقليدية بجهود عالية الإعداد بحيث تكون خاتمة العمل الدبلوماسي وليست بداية له، لانه من غبر المسموح لها عادة بالإخفاق لانها اذا أخفقت فإن إخفاقها سيكون نهائياً، وذلك بخلاف الوضع إذا تمت الاتصالات على مستوى الوزراء أو السفراء أو ما دونهم ، فإخفاق هؤلاء يمكن من استئناف الاتصالات على مستوى أعلى.
واللقاء الذي عقد بين اوباما ونتنياهو وان جاء على هامش اعمال الايباك إلا انه يدخل في عداد لقاءات القمة التي يسبقها إعداد دبلوماسي دقيق لتامين نجاحها، والاكثر من ذلك ان هذه القمة بالذات جرى الإعداد لها عبر وسائل الاعلام طوال نحو اسبوعين وان احتمالات النجاح والفشل كانت هي الاكثر وضوحا بما لا يدفع الطرفان للقاء إلا اذا كانا على بينة اكيدة من النجاح.
اما ان يقبل الرئيس اوباما بلقاء نتنياهو، رغم قول هذا الاخير قبل دقائق من اللقاء قولا لا لبس فيه، من ان الاستيطان في القدس لا يختلف عن البناء في تل ابيب رغم انها ارض فلسطينية هي الاخرى، فان ذلك ما يدعو الى الشك، ويثير مجموعة من الاسئلة.
الفشل كان الاكثر وضوحا، فلماذا الإصرار على الفشل، ولماذا قبيل انعقاد القمة العربية، او لماذا تبليغ العرب والفلسطينيين بهذا الفشل وفي هذا التوقيت بالذات ؟
وهنا فانه اذا كان من المستبعد ان يكون قد رمى الرئيس اوباما، من وراء هذا الفعل، استنهاض فعل عربي مضاد يستقوي به على موقف بنيامين نتنياهو، كأن تعمد القمة العربية الى سحب مبادرة سلام قمة 2002 او الطلب لبعض الدول العربية تجميد علاقاتها الدبلوماسية والتجارية السرية منها والعلنية.
واذا كان من المستبعد اكثر، بعد فشل لقاء القمة، - حيث يفترض ان تكون الدبلوماسية قد وضعت اوزارها - ان يكون الرئيس الامريكي بصدد الإعداد لخطوات اكثر تصعيدية نحو اسرائيل، لاعتبارات عدة اقلها تعقيدا طبيعة الكونغرس الامريكي، بل بالعكس فالانباء تتحدث في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الأزمة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية عن قيام الدولتان بالتوقيع على صفقة عسكرية كبيرة بمبلغ ربع مليار دولار، فان السؤال الذي يبقى معلقا هو لماذا هذا الوصول الى الحافة ؟.
قد لا يبدو احتمالا ضعيفا ان يكون اوباما قد اراد ان يقول انه استنفذ كل ما لديه من امكانيات لاجبار رئيس الوزراء الاسرائيلي، على التراجع، وانه لا يمتلك ما يرغمه على ذلك، خاصة وانه قد تسلح وادارته مسبقا بمدأ ان لا نية للولايات المتحدة في فرض تصوراتها على اطراف الصراع، كما انها لن تجبر أي طرف على قبول ما لا يقبله طواعية.
وبهذه الخطوة تكون الولايات المتحدة قد تنصلت من اية مسؤولية اضافية لارغام اسرائيل على تقديم بعض التنازلات لدفع عملية السلام والقت بحمل ذلك على الجانب الاكثر حاجة للحل، لكي ينصاع لقواعد قانون الواقع، ان اراد الحل خاصة وان المناسبة انعقاد القمة العربية التي قد يكون بمقدورها التدحرج نحو الهاوية اكثر.
هاني الروسان



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر مفاوضات الفرصة الاخيرة
- قرار لجنة المتابعة العربية من يغطي من؟
- اعتراف كوشنير بدولة تسبق المفاوضات


المزيد.....




- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل
- بايدن يحذر من تنامي -معاداة السامية- في الجامعات الأميركية
- دراسة تحذر: الحرّ يزيد انتشار مادة سامة خطيرة داخل السيارات ...
- إدارة بايدن تتخلف عن موعد تقرير -إسرائيل والأسلحة الأميركية- ...
- ملك الأردن: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة في غزة ...
- لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية -الوثائق السرية-
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح
- أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من جميع أنحاء العالم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هاني الروسان - الشبهة في الموقف الامريكي