أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ثامرقرقوط - شرعنة التسريح التعسفي إرضاء المستثمر على حساب حقوق العمال














المزيد.....

شرعنة التسريح التعسفي إرضاء المستثمر على حساب حقوق العمال


ثامرقرقوط

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 17:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ثمة قوانين تُعدل وتمر عبر القنوات التشريعية بسهولة ويسر، وتصدر على أمل أنها ستلبي احتياجات محددة، وتسد نقصاً ما، وقد لا يأخذ نقاشها في مجلس الشعب وقتاً طويلاً، ولا يحدث حولها سجالات ساخنة، أو تتناولها آراء متناقضة، تقتضي التريث في إجراء التعديل.
وهناك تعديلات من نوع مختلف، جوهرية الطابع، و تغير مسار تطبيق هذه القوانين والتشريعات، وتُحدث تحولاً كبيراً في بنيتها. وهذه بالتأكيد تحتاج إلى الكثير من النقاش، الذي يصل إلى درجة الإشباع، حتى تصدر بشكلها الأفضل، ويمكن من خلالها تحقيق أهداف وغايات محددة تقتضيها مصلحة الاقتصاد الوطني والفاعلين الأساسيين به والمستفيدين منه.
تعديل التشريعات والقوانين، ليس أمراً سهلاً، وهو يتجاوز في صعوباته أحياناً سن تشريعات جديدة، وهذا ما يحدث الآن تجاه تعديل قانون العمل. وحدث قبل فترة قصيرة عند تعديل زيادة نسبة مساهمة الأجنبي في رأسمال المصارف الخاصة، والتي رُفعت من 49% إلى 60%. إذ إنه في كلا الحالتين، لم يكن الأمر سهلاً، وهو من الحالات النادرة الحدوث.
عندما دخلت المصارف الخاصة إلى سورية بعد صدور التشريعات اللازمة، انتظر السوريون وطال انتظارهم كثيراً، لعل وعسى أن تحرك هذه المصارف المياه الراكدة في الحياة المصرفية السورية، وعللت الجهات الرقابية والحكومية يومذاك الدوافع الكامنة خلف السماح للمصارف الخاصة العمل في السوق المحلية لتلبية احتياجات اقتصادية وتنموية ومصرفية كثيرة، وأصرت تلك الجهات على موقفها بأن دخول المصارف الخاصة لن يكون عامل قلق أو مصدر إزعاج للاقتصاد الوطني، وذلك من خلال تحكم السوريين بالنسبة الغالبة من رأسمال المصارف الخاصة. وبهذه الطريقة اقتنع الجميع أن لا خوف على الاقتصاد الوطني من ممارسات ضارة أو خاطئة أو نيات ما. وأتت إلى سورية المصارف الخاصة، التي وصل عددها إلى 15 مصرفاً خاصاً، لا يوجد أي مساهم غير عربي فيها. ويبدو أن المصارف الأجنبية الراغبة في افتتاح فروع لها أو تأسيس مصارف مشتركة في سورية لم يرق لها هذا التشريع، فانتظرت طويلاً، لتحصل على ما ترغب فيه، وهو رفع حصة مساهمة غير السوري في رأسمال المصرف، رغم أن المصارف الكبرى تحاول أن تأتي في البداية وتستثمر بسرعة في الأسواق البكر. وهذا ما دعا الحكومة إلى تعديل هذه النسبة. وفي مجلس الشعب شهد التعديل نقاشات كثيرة، وحسم الأمر لمصلحة التعديل، بينما استدركت الحكومة ذلك مبكراً في التشريع المتعلق بشركات التأمين الخاصة.
الآن التاريخ أعاد نفسه، وانتهى الأمر، فيما يتعلق بتعديل قانون العمل، وبالذات المادة 65 المتعلقة بالتسريح التعسفي. وحسب مصدر في مجلس الشعب قدمت نحو 200 مداخلة (عدد أعضاء مجلس الشعب 250) تعترض على نحو أو آخر على نص المادة المذكورة، إلا أن التصويت النهائي جاء لمصلحة التعديل المقترح أساساً، كما ورد في نص مشروع القانون.
من حق كل طرف أو جهة أن تعبر عن موقفها تجاه التعديل، وربما من الطبيعي أن تحاول كل جهة أن تسحب بساط التعديل لمصلحتها الخاصة وبما يلبي رغباتها. إلا أن بعض القضايا الخلافية والجدلية لا يمكن النظر إليها من خلال هذا المنظار الضيق، فهناك مصالح مشتركة، يلتقي عليها العمال وأرباب العمل، وهناك أيضاً تناقضات تحكم هذه العلاقة، وتجربة السنوات الماضية خير برهان. فالمسألة ليست في التسريح، إنما في الضوابط، التي أقرها التعديل المقترح، هذه الضوابط لايمكن أن تكون في مصلحة العمال، فالتسريح لسبب مقنع هو حق، أما التسريح التعسفي فهو بكل تأكيد تراجع عن مكاسب العمال وحقوقهم المكتسبة. كما أنه سيكون سيفاً مسلطاً على رقابهم، وسينقلهم من تحت (دلف) القانون الحالي إلى (مزراب) التعديلات المقترحة. كما أنه أتى على حساب الفئة المستضعفة وأتاح للفئة الأقوى أن تمارس سيطرتها. وهذا لا يعني أن كل أرباب العمل قد يسيئون استخدام هذه المادة تجاه عمالهم، بل إنهم سيحافظون ويتمسكون بعمالهم الماهرين والمبادرين. إلا أننا نتحدث عن نص قانوني، نص سيشرعن التسريح التعسفي كما عبر أحد المسؤولين، وهذا ما يثير التساؤل والاستغراب؟
تحاول الحكومة إرضاء المستثمرين على حساب العمال، وهذا لا يعني أن يكون لأعضاء مجلس الشعب الموقف عينه، والسؤال: هل الاستثمارات الموعودة القادمة مرتبطة فقط بتعديل قانون العمل؟ وهل هذه المادة هي التي تعرقل تدفق الاستثمارات؟
نشك في ذلك، فالمسألة ليست بهذه البساطة، ومن السذاجة ربط المسألتين إحداهما بالأخرى.
فبعد تفاقم أزمة المال والاقتصاد العالمية، اتجهت بعض الدول المستوردة للعمالة الأجنبية، إلى تعديل تشريعات العمل لديها بما يتناسب مع تداعيات الأزمة، ويضمن شروط عمل لائقة للعمال. وحاولت الحكومات أن تسحب بعض الميزات التي كان يتمتع بها أرباب العمل، وذلك لتحقيق العدالة بين طرفي المعادلة، على أن تكون الجهات التنفيذية هي المراقبة والمسؤولة عن التطبيق، بينما التعديلات التي تطول قانون العمل السوري لا تتوافق مع هذه التوجهات العالمية.
إن احتياجات التنمية المستدامة لايمكن أن تكون على حساب الطبقة العاملة، وشرعنة التسريح التعسفي بصفته قضية غير عادلة، لن يحل المشكلة التنموية والاستثمارية على الإطلاق، بل سيبقي أبوابها مفتوحة. وما جرى من تعديلات، خلال الفترة الماضية، على بعض التشريعات بحجة تنشيط الاستثمار، تحتاج إلى وعود واضحة وصريحة إن كانت فعلاً، ستجذبها، وإلا فإن العودة إلى المربع الأول لن يسهم في تحقيق التنمية المنشودة ولن يؤدي إلى وضع إطار تشريعي عادل يضمن حقوق كل طرف وواجباته.



#ثامرقرقوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إجازات العيد.. عدد أيام عطلة عيد الفطر 2024 للموظفين والعامل ...
- متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب ...
- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ثامرقرقوط - شرعنة التسريح التعسفي إرضاء المستثمر على حساب حقوق العمال