أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البتول الهاشمية - لخالة ...امريكا














المزيد.....

لخالة ...امريكا


البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخالة ......امريكا
بلا مقدمات تيتم العالم ...ماتت الأم الرحمية وأصبحنا جميعا وبدون استثناء تحت رحمة الخالة الجديدة امريكا وعصاه الغليظة ...أما الأب الذي كان يمثل شعوب العالم فقد أصبح كما يقال بالبلدي لا شوكة ولا دباحة ....وككل خالة قاسية فان امريكا ليست خارج السرب وان أي تصرف سيقوم به الأولاد سيتم نقله وبعد إخراجه بالشكل المطلوب للأب لا ليقرر الواجب فعله ولكن ليغض النظر عن حماقات الخالة التي أصبحت بلا حدود وبلا رادع
أما إذا اخطات الخالة فمن الذي يجرؤ حتى أن يشير بالبنان ...والأمثلة أمام الجميع فما أن تحدثت الامورة كوندليزا رايز عن أن هناك عشرات آلاف من العراقيين اللذين تجرعوا ما هو أكثر من الذل على يد النظام العراقي السابق حتى أرسلت الفضائيات العربية سماسرة أخبارها إلى شعاب الرافدين ليجوبوها برا وبحرا بحثا عن هؤلاء اللذين يحصون بعشرات آلاف وصرنا كل يوم تتابع حلقة من مسلسل مكسيكي لا يبدو انه سينتهي في القريب العاجل ..فهذا بتر له صدام أعضاءه وثاني قتل له أسرته وثالث ربما اغتصب له زوجته ورابع يعلم الله ما فعل به ..الضحية تروي والمذيع منشغل بإظهار التأثر والحزن على تضاريس وجهه والبعض منهم نجح لدرجة أننا صرنا نتعاطف معه أكثر من المغدور نفسه, ولنقل إن كل ما يقوله هذا المضطهد صحيحا مع أن الأيام علمتني إن ناقل الخبر مهما ادعى الحيادية هو لا بد أن يترك لمسته الخاصة على إخراج الخبر وبعيدا عن كل هذا دعونا نثير التساؤل التالي ...لمصلحة من تسخين الشارع العربي على هذا النحو المفتعل الذي يجعله يكفر بعروبته ووطنيته وربما قوميته ...اهو بدافع توثيق تاريخ صدام ..إذا كان الأمر كذلك فالأمانة التاريخية تقتضي علينا طرح القضية لا من وجهة نظر واحدة ...وأنا اتفق مع الكثيرين إن صدام كان اقرب إلى الوحشية من الانسنة ولكن أصول العمل التاريخي تجبرنا لإعطاء مساحة حوار لكل المتعاطفين مع النظام السابق فلهم رأيهم أيضا مهما كانت مبرراتهم ثم لنصرف النظر عمن دعم صدام طيلة السنين الماضية ومكنه من شعبه وتغاضى عن الكثير من جرائمه... ولنحكم منطقنا في عراق الآن أو كما يقال عراق ما بعد صدام ...ألا يوجد من بترت له أعضاءه في الحرب الأخيرة ...أليست ثمة أناس يعدون بآلاف دفنوا تحت أنقاض منازلهم من أم القنابل والعنقودية وغيرها ....عشرات من حوادث الاعتداء الجنسي من قبل الجنود الامريكين على أطفال عراقيين ....مئات الأمهات العراقيات يقفن يوميا أمام مقر قوات التحالف يسألن عن أبناءهم المعتقلين بلا ذنب ولا محاكمة ...ألا يوجد من شاهد أهوال معركة المطار والأسلحة التي استخدمت ليتفضل ويروي لنا ولو يسيرا مما شاهد أم أن استوديوهات الفضائيات العربية غير مستعدة لمواجهة غضب وصراخ وعصا الخالة الأمريكية التي يبدو أنها أحكمت قبضتها جيدا على التاريخ فان تعد إلى الحرب العالمية الثانية ستراها مصورة بتفاصيلها وما كان لينقص إلا دخول غرفة نوم هتلر فالجثث والقنابل والناس المشردة ودخول اليهود إلى المحرقة والبيوت المهدمة..كله موثق حتى يصل الأمر لحظة إلقاء القنبلتين الذريتين على اليابان وتظهر سحابة من الدخان ثم يسدل الستار ...أما كيف ذابت الأجساد وانصهر الأطفال وماتت الطيور فعلى كل فرد أن يتخيل ذلك بنفسه ..علما أن هناك أناس أحياء حتى الآن ممن شهدوا على تلك الأيام المخجلة في تاريخ البشرية ولكن من يجرؤ على استضافتهم والخالة الأمريكية مستيقظة وعصاها ..كلنا يرى صور للمتشردين في العالم الثالث وبعض القبائل البدائية الأفريقية ...وحانات الدعارة في أوربا الشرقية وحوادث السرقة والقتل وتجارة المخدرات في كولومبيا فلماذا يبدأ التشفير عند حدود الولايات المتحدة ..لماذا
والى الخالة الأمريكية نقول إن الأولاد مازالوا صغارا وترهبهم العصا وأنت ما تزالين تضجين حيوية وشبابا ولكن دوام الحال من المحال ..فقد يكبروا وتشيخين وعندها لن ينفعك إلا قلة من أعمال صالحة ...هذا إن وجدت .



#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا معشر المؤتمرين
- للسياسة ....وجه امرأة
- خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم
- لعبة الوجوه...مرة اخرى
- في انتظار ....سام


المزيد.....




- بماذا ينص الدستور الإيراني في حالة غياب الرئيس؟
- بوتين يتعهد لخامنئي بفعل كل ما يلزم بشأن حادث طائرة الرئيس ا ...
- بوتين يصدر تعليمات سريعة لوزارة الطوارئ الروسية حول حادث مرو ...
- ساليفان يتحدث لنتنياهو حول -احتمال التوصل إلى اتفاق تطبيع- ب ...
- مسيرة -بيرقدار أكينجي- التركية تبث مباشرة من فوق منطقة حادثة ...
- فوتشيتش يدعو إلى إجراء تحقيق في حادث مروحية الرئيس الإيراني ...
- بيسكوف: بوتين يتابع عن كثب الوضع حول حادث مروحية رئيسي
- -تسنيم-: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منط ...
- البنتاغون: لا نتوقع أن تحل القوات الروسية مكان قواتنا في الن ...
- عشرات الآلاف يحتجون ضد الرئيس المكسيكي في الساحة الرئيسية في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البتول الهاشمية - لخالة ...امريكا