أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بقلم , الدكتور الشرقاوي الروداني - عاصفة الإرهاب على أبواب منطقة المغرب العربي














المزيد.....

عاصفة الإرهاب على أبواب منطقة المغرب العربي


بقلم , الدكتور الشرقاوي الروداني

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن أن نتكلم عن التنمية، كما يمكن أن نتجادل حول طبيعة الأنظمة الديمقراطية التي يجب التركيز عليها للنهوض ببلداننا، ويمكن أن نصل في ظرف وجيز إلى الغاية وأهدافنا المنشودة. كل هذا مرتبطا بتوفير محيط آمن ينعم بالاستقرار والصلابة.غير ذلك، فالبنيان آيل للسقوط في أية لحظة. الأمثلة كثيرة في هذا المجال. ما يحز في النفس هو أن منطقة المغرب العربي، وبملاحظة بسيطة لما يجري في دول الجوار( وهنا أقصد دول الساحل الإفريقي، دول جنوب الصحراء) يستخلص بأن أمن مجموع دول المنطقة أصبح في كف عفريت.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يدفع ما يجري بالمنطقة دول المغرب العربي إلى النهوض من سباتها العميق؟ سبات تسببت في تكريسه انقسامات وإرهاصات إيديولوجية اندحرت بسقوط حائط برلين. المتتبع للشأن ألمغاربي والارتدادات الأمنية التي يعرفها محيط الدول التي بجواره لا بد وأن يعتريه القلق تام حيال الأوضاع

التي أصبحت تخيم على أجوائه. فانطلاقا من شمال مالي الذي أصبح يعرف أنشطة للجماعات المتطرفة وأصبح يشكل موقعا خصبا لنشاطاتها ، إلى درجة أنه أصبح مكان مقايضة دول في رعاياها، مقابل أموال طائلة و مقابل الإفراج عن الإرهابيين الذين يهددون الأمن العام في منطقتنا، مرورا بدول النيجر وموريتانيا ،التي أصبحت تعرف ربوعها تنامي أوكار الجماعات الإسلامية المتطرفة، وصولا إلى دول جنوب الصحراء والتي أصبحت في غالبيتها نقطة عبور للمخدرات القادمة من أمريكا الجنوبية ، ككولومبيا و فينزويلا ، وسوقا للتهريب وبيع الأسلحة. كل هذا لم يجعل بعض دول منطقة المغرب العربي تعرف وتدرك أنه في محيطها أصبحت تتشكل »إمارة الصحراء « بقانونها وإستراتيجيتها التخريبية التي أصبحت تهدد معظم المشاريع الناعمة في تكريس ديمقراطية حقيقية في أي دولة. الخلفيات التي صاحبت تحرير الرهينة الفرنسية »برنار كومات « تظهر بالملموس قوة هذه الجماعات، والتكهن بجميع الاحتمالات أصبح شيء غير خارج عن المستحيلات.

النواة الأولى ل »إمارة الصحراء « أصبحت بارزة وظاهرة، و الرجوع إلى الأرقام المدوية للعمليات الإرهابية التي استهدفت دولا كالجزائر وموريتانيا ومالي، يجعل كل متتبع أمام الحقيقة المخيفة:عاصفة الإرهاب أصبحت تقرع أبواب منطقة المغرب العربي. فالجزائر منذ 2001 ، عرفت أزيد من 770 هجمة إرهابية، موريتانيا وحتى المغرب لم يسلما من هذه الهجمات حيث عرف المغرب 7 هجمات وموريتانيا أكثر 20 هجمة- حسب المعهد الأمريكي للدراسات الخاصة بالإرهاب- فلا يمكن أن نستغرب غدا إذا أصبحت جبال » القبايل « أو جبال « الأطلس « أو حتى جبال »تيبسيتي « في ليبيا مرتعا شبيها بجبال » تورى بورا « في أفغانستان. القضاء على هذه الأنشطة الإرهابية و كل ما يوازيها من أعمال كالجريمة المنظمة يتطلب التنسيق التام والتوحد والتكتل عوض الانقسام والدعوات الانفصالية.

القمة الأخيرة في الجزائر، والتي أمام اندهاش الجميع، أقصت المغرب، أظهرت بالملموس صعوبة المهمة.هذا الاجتماع لدول جنوب الصحراء ودول الساحل في الجزائر الذي كان الهدف منه النهوض والوقوف أمام الإرهاب بكل أشكاله لم يكن صحيا في أبعاده و أهدافه الأمنية. فالعدو المشترك للدول الحرة يعرف من أين يمر إذا كان هناك تشتت و انقسام في بنيانها لان في هذه الحالة الميكانيزمات واليات التعاون المشترك تكون هشة و لاتكون بالمرصاد أمام "البروباغندا"المتطرفة. الجزائر، وللأسف، بطريقة غير مسؤولة و خارجة عن الاعراف المعترف بها ، أبانت عن نواياها العدوانية ، مرة أخرى اتجاه المغرب. هذا الإقصاء، وليس هذا المكان ملائما لتدقيق في أسبابه الحقيقية والتي من بينها تقزيم و تصغير المكانة القوية التي أصبحت تميز المملكة المغربية عند الدول الفاعلة في محاربة الإرهاب الذي يعرفه العالم ،مكانة أصبحت تؤرق صناع القرار في قصر »المرادية « .فهذا الإقصاء لا يمكنه سوى تكريس حقيقة النوايا التوسعية لدى الجزائر ورغبتها الجامحة في لعب دور الريادة من القاهرة إلى رأس الرجاء الصالح حتى و لو على حساب مستقبل منطقة بكاملها .

التطورات الايجابية الأخيرة في ملف الصحراء المغربية من خلال الدعم الصريح و المسؤول للمجموعة كبيرة من النواب بمجلس الشيوخ الأمريكي للمقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية دليل قاطع على دعم الولايات المتحدة للرؤية المغربية. القلق الذي أبداه هؤلاء النواب حيال الاوظاع الأمنية بسبب تزايد الأعمال الإرهابية يترجم مرة أخرى بعد مبادرة مماثلة عبرت عنها الغرفة السفلى،في أبريل الماضي في رسالة موجهة إلى الرئيس أوباما، تطابق وجهات النظر بالكونغرس بين الهيئتين التشريعيتين الأمريكيتين وهما مجلس الشيوخ ومجلس النواب . كل هذا و من خلال التدقيق في طبيعة الشخصيات الأمريكية الموقعة على ضرورة تبني المقترح المغربي، كديان فاينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات و كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع،التي تعتبر هيأة إستراتيجية،وهو رجل محوري في سياسة الدفاع بالولايات المتحدة و دجون ماكاين المعروف بدفاعه المستميت عن القضايا الإنسانية الدولية إلى غير دلك الشخصيات البارزة في توجهات السياسة الأمريكية،سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي،يجعل من قضيتنا قضية عادلة إيماننا بها راسخ و تكتلنا من أجل نصرتها أمر ضروري و غير مشروط. الانقسام يولد التوتر و هذا الأخير هو البدرة و المنشأ الذي يولد الإرهاب و هذا ما خلصت إليه فحوى رسالة أعضاء مجلس الشيوخ حيث أن "من شأن تسوية قضية الصحراء إزالة آخر الحواجز التي تعيق الاستقرار والامن في منطقة المغرب العربي ". صيغ الحلول الواقعية للتجاوز المشاكل في المنطقة يتطلب التحلي بالمسؤولية و الحكمة للانهاء مشكل عمر أكثر من 35 سنة و هذا ما يجب أن تتحلى به القيادة الجزائرية.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس جهاز الاستخبارات التركي يجري محادثات مع الرئيس السوري و ...
- 116 منظمة أممية وأهلية تدعو لإنقاذ اليمن من كارثة إنسانية
- عراقجي: مواقف واشنطن الأخيرة تعرض المفاوضات للمشاكل ولهذا ال ...
- تايوان: سائق يدهس مجموعة من المارة في نيو تايبيه ويوقع قتلى ...
- الجيش السوداني يعلن اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من قبضة ...
- باحث عراقي لـ RT: قمة بغداد تحدت التيار الإيراني
- -يديعوت أحرونوت-: كل الأطراف تعمل على التوصل إلى صفقة شاملة ...
- عقيل عباس لـ RT: الميلشيات العراقية تتمنى حكومة -جهادية- في ...
- مصر.. مصعد يهوي من الطابق الثالث وتضرر 16 شخصا كانوا فيه
- فاكهة لذيذة تحارب الكوليسترول الضار وتدعم صحة القلب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بقلم , الدكتور الشرقاوي الروداني - عاصفة الإرهاب على أبواب منطقة المغرب العربي