أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صابرات بعنف














المزيد.....

صابرات بعنف


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 21:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم أكن أود أن ابدأ حديثي معهن مباشرة عن أمور عنوان الندوة التي دعيت لألقائها بعنوان العنف ضد المرأة , حيث ان الدقائق الأولى قد اعطت بشائر ما هو قادم ,
كن نساء فوق الآربعين بل الخمسين من العمر وواحدة تجاوز الزمن عندها الستين من سنواته, نظرت بوجوههن المتعبة واذ بها تميل نحو الأصفرار ,كن متعبات من زمانهن الغابر وأيديهن متشققة على الأغلب من وزر ما حملن على مدار الأيام .
أدرت حوار ما بيننا سوية ,لم يكن يعنيني كثيرا" ان أبين لهن عن خلفية مفهوم العنف ونشأته . فقد كان واضحا" ان خلف كل وجه كان هناك عشرات المعاني لمفهوم العنف و من بين ثنيات أثوابهن كانت قد عبرت اشكال العنف المتعددة . التي كنت قد سردتها تباعا" في ورقتي التي اعددتها لهذه الجلسة .
سألتهن :
- بدي كل أخت فيكم تحكيلي عن اشياء حلوة فيها ؟
- يعني كيف ؟ سألت احداهن.
- يعني صفات بتحبها أو بتشوفيها حلوة عندك ,يعني متل : حنونة , قوية , مرتاحة,
- أنا يا ست صابرة و الله بيعين عبادوا.
وقالت من تجلس بجانبها :
- أنا مش أحسن منها بكتير , متحملة كتير بحياتي , ولسى فيني أتحمل , صابرة و الحمد لله.
وأضافت ثالثة
- أنا غيرهن , ولا نيرة عمري شفت بجيبتي ,ربيت تمانية و هياني عايشة ... الحمد لله صابرين ,يعني شو بدنا نعمل ,
- طيب ليش هالحكي , انا تزوجت وعمري احدشر (11) سنة والله ما كنت أعرف الغرب من الشرق عشت عندو ثلاثين سنة , وجبتلوا 13 ولد وليش قولك كان عاجبوا كان دائما" يقلي:
عمرك بحياتك ما تصيري بني أدمية ,والله يا ست صبرت كتير ليش هو كان فيه أهل تسألك كيف حالك ,خليها مستورة , صابرة و الحمد لله , احنا يا ست ما بنفهم متلكم انتوا اللي بتعرفوا تحكوا و تطلعوا على التلفزيون ,









قاطعتها من تجلس خلفها:
- أنا بدي احكي عن حالي , انا اللي شايفينها قدامكم هاي , انا أكتر مني ما في وحدة انضربت و يا ما تحملت من ابوي ومن الزلمة , مات الله يرحموا و هياني بربي لولاد وصابرة و راضية وملتزمة وأشرت على ملابسها .

- ملتزمات كلنا ملتزمات ما منقطع فرض وراضيين ربنا , وهيانا الله وكيلك راضيين بالمر وصابرين و اكتر من هيك ما عاد فينا .
شكرتهن دون أي تعليق , وقلتلهم نغير الحديث أحكولي شوي عن أي أمر بيضايقكم , أشي ما بتحبوا يصير معكم .
وبدأ الحديث حارا" كأنني دخلت دائرة الممنوع دون استئذان .وارتفعت الأيدي وبعضهن بدأن الكلام مباشرة, و بعفوية كانت الكلمات تتسارع :
- الظلم
- القهر
- الأهانة
- الظلم عينك عينك
- الحكي القاسي و رمي الحكي يعني يا ست تلقيح الحكي
- مد الأيد ,يعني الضرب ,بسبب وبدون سبب
- تسميع الحكي على الفاضي و المليان ,مش أي حكي ,حكي من اللي بيعجبك متل الوسخ بعيد عنكم .
- والله ما بحب المحاكم , منرجع ننظلم و ما بيعطونا حقنا ,الواصل واصل وين ما كان ,ومين بدوا يسمعك ,انتي المشحرة .اذا أهلك و جوزك ظلموكي بدك الغريب يوقف معك .- طيب ليش كثر الحكي خلي أوجاعنا فينا , ربنا هو اللي بيعين و الله على الظالم ,
- أنا بتضايق من اللي بيوكل حقك ,

وهيك كانت الأحاديث و توالت جميعهن حاولنا الحديث بطريقة أو اخرى عما يجول بخاطرهن و عن ما يكابدن من عيش مرير زادت قسوته على مر السنوات الطوال التي ما زالت تلك النسوة يحاولن اخفاء العنف و أشكاله وأثاره بين طيات الثوب و في اذياله الواسعة ,يلملمن ما تبقى من كرامة ويحفظنها بين اصابع ايديهن خوفا" من ان تتسرب منهن كمن تمسك بقبضة من رمل ,







مضى الوقت سريعا" ونحن ما زلنا نود ان نستمع الى بعضنا البعض ,الى احداهن تروي قصتها مع الموت المعلن الذي عاشته طويلا" .ولم تتعب بعد , وعن اللي تحملت زوجها عشرين سنة و ما كان (نافع) وما بيجيب ولاد وصبرت ,هيك قسمتي , وتركني وهياني رجعت بيت أهلي أخدم و أكنس ورجعوا نسوان أخوتي يتحكموا فيني ,
هو وين, تزوج علي ؟؟؟
صعب أنهي بدون ما أذكر أم سلطانة , من تجاوزت الستين من عمرها.
- شو يا حجة كيفك ,كيف الأحوال ,؟
-- مستورة والحمد لله , يسلم ثمك يا أستاذة كل اللي حكيتيه زين و حلو وأحلى من هيك ما عاد فيه , لملمت أردان ثوبها المطرز و عدلت من جلستها قليلا" وهمت باستكمال الكلام .
- ولعاد لليش الحكي ,خلينا ساكتين أحسن , على ايام أهالينا كان الحال أفضل ,مين كان يسترجي يضرب مرا, كانت تلم عليه الحارة ,ويفزعولها أهلها , هالكيتي تغيرت الأحوال لا حدا بيفزع لحدا و لو سمعوا الناس صوت وحدة بتنضرب بيعملوا حالهم مش سامعين ,
هذا أخر زمن اللي وصلنالوا , قولتك بييجي اليوم اللي بيصير فيه هذا الحكي اللي عم تحكوا فيه ؟؟
وحتى لا تزيد علي بالأسئلة ؟؟؟
وحتى لا أتعبهن أكثر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكتفيت بما قدم من حديث؟؟؟؟؟
بأنتظار الزمن الذي سيتحقق به بعض مما أردن أن يقلن .
ستبقى الحياة شديدة الوطأة على الصابرات بعنف ,

هيفاء حيدر



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتساب مهارات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صابرات بعنف