صدمة اللأم التي ولدت ذكرا

خالد بوهليل

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 18:48
المحور: الادب والفن
    

كثر الحديث في اللآو نة الاخيرة في ظل تخلف البحث العلمي في الوطن العربي عن هجرة الادمغة الى الخارج،لذلك ساكثف مقالتي عن هذه الضاهرة وأقول.

قد يتبادر الى ذهن القارئ لأول وهلة و هو يقرأ هذا العنوان السؤال التالي: كيف تصدم أم صدمة سلبية بازدياد ولد ذكر و ليس أنثى وهي في منتهى الغضب، في الوقت الذي تتمنى كل بنت رجل أن يزداد لها ذكرا يساعدها (على الزمان).على الا قل في زمن انقلاب المفاهيم الإجتماعية و العقائدية ، لما يصبح المولود أنثى وصمة عار على جبين الأب بدءا من العصر الجاهلي العقدي الى العصر الجاهلي الأجتماعي.هذا الأب الذي يمارس الوصاية على زوجته بأن تضهر له الغيض من جراءهذا الحدث البيولوجي العادي غير مكثرت بالاقدار.

كل عام يهاجر اللآلاف من الحاملين لشواهد عليا و ذوي الكفاءات الى دول أوروبا وأمريكا…، إما بدافع تحقيق الذات وابراز المواهب و القدرات ،هذه القدرات التي تعذر عليهم تحقيقها في وطنهم الإم : و اما بدافع البحث عن حياة أفضل ،بل أحيانا لحفض ماء الوجه فقط ،أو الجري وراء ثقافة الغرب بقدها وقديدها دون مراعاة للقيم التي تربوا عليها…

في نظري المتواضع أعتفد أنه ان الأوان أن نقطع مع الفكر الهجروي الذي يراود شبابنا و طلابنا بل يسكن مخيلتهم معتقدين أن الدراسة أو الهجرة الى دول الغرب افضل من بلدانهم فيضل فكرهم مشغول ومشدود الى( ليلدورادو )ما وراء البحر بفعل الترويج الإعلامي الماكر و خداع الصورة، وتزداد الأمور تعقيدا حينما يلح بعض المتمدرسين على أسرهم و وذويهم على الذهاب الى الخارج, ومايترتب عن ذلك من تحديات ادارية و معاشية و تمويلية…

وأما أولائك الذين أنهو ا دراستهم وأصبحوا بعد ذلك موظفين أو تقنيين…أولى لهم أن يعودوا الى بلدانهم.إن بلدانهم الأصلية لفي حاجةالى النهوض لترقى الى مصاف البلدان المتفدمة.و ألا أنهم يرتكبون خطا ينتمي الى الزمن التاريخي ، خطا مرتكب في حق أسرهم أولا التواقة الى الأ صالةو القيم التي تربوا عليها و ما أبناءهم الا امتدادا طبيعيا لهم بغض النضر عن أي اعتبار.

أفلا يكون من الأجدر عليه أن يرجع الى وطنه الأم لتكون لديه الشجاعة و يستثمر في ما أخذه هناك من أدوات و تقنيات و مناهج علمية و يساهم بذلك في بناء الصرح النهضوي و العلمي مع إخوته داخل البلد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى رد الجميل الذي قدمه له بلده الأم لأكثر من عشرين سنة، و يتجاوز بذلك صدمة الأم - الدولة التي تنتج رجالا قبل أن يكونوا ذكورا لأنهم كبروا في حضنها ثم تنكروا لها بعد ذلك.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات