أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد الرعيني - من اعترافات امرأة منحلة .... الجزء الأول














المزيد.....

من اعترافات امرأة منحلة .... الجزء الأول


رغد الرعيني

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 07:59
المحور: الادب والفن
    


اليوم سأعترف . رغم مرارة الاعتراف .. ورغم قسوة المجتمع وسطوة الجلاد ... سأعترف .. انني بالفعل امرأة منحلة !!
نعم انا كذلك .. لا تتعجبوا فقليلات هن أمثالي اللاتي يعترفن .
ولكنني لا أريد أن أظل داخل جلباب الشرف الذي البسه كل صباح لأخلعه مع انتصاف الليل .
أشعر بهذا القناع الذي أتستر به حتى أمام من يعرفونني لأموه عن الآخرين ممن لا يعرفوننا !... اشعر به يكتم أنفاسي .
لن أخدع أحدا بعد الآن !
ها انا كما انا .. عارية حتى من الزيف والغش والخداع ..ز ها انا كما انا تلك الأنثى التي تمتعت حتى الإرتواء من كل ملذات الدنيا ... ها انا تلك التي طالما نامت على فراش كثير من المسئولين والتجار والقوادين .. ورجال الذين ...بل وحتى بعض المجاهدين الذين راو في جسدي بوابة لإعلاء كلمة ربهم !!
اعرفهم فردا فردا .
وأعرف أن هذا الاعتراف ربما اودى بي الى المهالك ... ولكن ماذا افعل ؟ لقد سئمت القبلات الخالية من الحب .. لقد سئمت غطرسة المتلبسين بالفضيلة .
لذا اعترف إني امرأة منحلة قد مارست كل أنواع الرذيلة .. مع أشخاص لا حصر لهم .. ولم اشعر مع احدهم إنني أنثى .كلهم !! .. يكررون نفس العبارات . و ذات كلمات الحب التي لم تتغير منذ ان تعلموها من معلمهم الأول .
هم يستخدمون ذات الأساليب وذات الآلة التي يفتخرون بها في مجتمعهم الذكوري .
ان هناك الاف المنحلات ( او هكذا يروق لنا ان نسميهم ) بل ملايين المنحلات من أمثالي بل ان منهن من هن أشد حالا مني .. ولكنهن يتلبسن بلباس الشرف ويتزين بزينة كاذبة من دين .. يخفين دواخل أنفسهن بكلامهن المنمق المعسول وركعات يركعنها لعلها تزيل عنهن ارتعاش الليالي الطويلة .
اعلم أن المجتمع سينبذني .... هو ذات المجتمع الذي صنع مني مومسا ذات يوم ... وهو ذات المجتمع الذي أعطاني رتبة اعلى لأمد أصحاب المال والنفوذ بمن أوقعهن في حبائلي الشيطانية
هو ذات المجتمع الذي سينبذني اليوم ... اعرف ذلك !!!
واعرف ان زميلتي في البغاء هي من سيصدر في حكم الإعدام بإسم العفة .
وذلك الرجل الذي كثير ا ما قبل قدمي وطالما كبلته في حجرتي الحمراء كما تكبل الكلاب الضالة هو من سينفذ في حكم الإعدام ... ولكنني لن اخاف .. ولن اكذب بعد الآن ... يعرفني ذلك الذي يلبس القلنسوة فكم أمتعته ليال طويلة هو ليس ماهر في اصطياد النساء فقلنسوته تمنعه وتخفي وجهه البشع .. يعرفني جيدا .. واعرف ساديته الكريهة .
يعرفني جيدا ذلك الذي يلبس العمامة فكل يوم اكون في شقته الخاصة بي وبصديقاتي التي اجلبهن بحسب طلبه وكل يوم اتقزز من سماع صوته وهو يخدع الناس بحلاوة صوته ... انتظره الى ان ينهي طقوس صلاته ليأتي الينا منسلا حتى لا يراه الواهمين عاريا حتى من تقاه .
ذات يوم قلت له :
اريد أن أتوب !!.... تجهم وتغير وجهه للحظات ثم قال وهو يبتسم :
توبي عن الجميع ولكن لن تتوبي عني . ..القاني على سريره وعشنا ليلة ارتعاش طويل اسماها هو ذاته ( ليلة الغفران!!)
كانت رائحة فمه المقززة تختلط برائحة النبيذ .
ومع ذلك كنت اراني مضطرة لاحتمال كل تفاهاته فهو مصدق عند جميع المغفلين تكفي كلمة واحده منه ليس لينفذ كل اعوانه حكم الموت في شخصي الضعيف بل حتى لطردي من رحمة الله . .. كيف لا وهو المحسن الكبير الذي تصل هباته لكل بيت وتطعم كل فم وتصل يده الطولى لكل فرد ممن يقربهم الى الله زلفى .
سألته ذات يوم :
لم تخسر كل هذه المبالغ وتنفقها على الناس .. ضحك حتى الثمالة ثم قال وهو يترنح من شدة السكر ...
انا لا أخسر شيئا يا معبودتي الجميلة بل انا الذي يكسب
_ تكسب ماذا ؟
_ انا آستلم الهبات من الإخوة الداعمين الذين يريدون ان يتقربوا الى خالقهم ... اناس اغنياء يدفعون كمن لا يخشى الفقر .. واحيانا جمعيات ومنظمات ... اعطي القليل .. واحتفظ بالكثير .. كي أعطى اكثر ... هل فهمت ؟
اصابتني صدمة في ذلك اليوم .... كنت اموت الاف المرات وهو يعبث بنهدي .ز حتى اذا حان وقت صلاة الفجر ... لبس لباس التقوى من جديد وخرج الى المسجد ليؤم المصلين المساكين الذين لو اقتربوا منه قليلا لاشتموا بقايا رائحة الخمر .
سأعود لكتابة اعترافي ... ولكنني الآن سأكتفي بهذا القدر منه ... صحيح انني لن احتاج للخوف من احد بعد الآن ولكنني .. بالتأكيد اخاف على الكثيرين ....



#رغد_الرعيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد الرعيني - من اعترافات امرأة منحلة .... الجزء الأول