أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - هوار بلّو - الأحزاب الإسلامية بين نشاطها الدعوي الدؤوب و تراجع سمعتها بين المسلمين














المزيد.....

الأحزاب الإسلامية بين نشاطها الدعوي الدؤوب و تراجع سمعتها بين المسلمين


هوار بلّو

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 21:28
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لقد تعوّدنا أن نسمي كل نشاط سياسي يمارس تحت مسميات دينية باسم الدعوة إلى الله تعالى ، سواء كنا على علم بحقيقة هذا النشاط أم لا . ومما لا شك فيه أنّ الأعضاء المنتمين إلى الأحزاب الإسلامية اليوم يحسبون أن ما يقومون به من نشاطات حزبية في إطار عمليات التنظيم الحزبي وكسب انتماء الجماهير لصالح أحزابهم الإسلامية ، لا شك أن هؤلاء يحسبون أن مثل هذه الأنشطة هي ضرب من ضروب الدعوة إلى الله تعالى . لكن الحقيقة أنّ هذا هو زعم منكر لا يحمل بين طياته مثقال ذرة من الصواب . فالدعوة الإسلامية في حقيقتها الإلهية لا تنطوي إلاّ على معنى الإرشاد والأخذ بيد الناس من الظلام إلى النور ، ويتوجب على الداعي إلى الله أن يغمره الإحساس بالشفقة على التائهين ويتمنى الخير لهم من كل أعماقه دون أن يبغي وراء عمله الدعوي هذا كسباً مادياً أو مصلحة دنيوية .
إن الدعوة إلى الله بحسب المفهوم الإسلامي تستوجب وجود عنصرين مهمين غاية الأهمية ، إذ لا تتحقق الغاية من الدعوة في غياب أحد من هذين العنصرين . الأول هو (العنصر الداعي) : وهو الطرف الذي يريد أن يمسك بيد التائهين لينقذهم من تيههم إلى نور الإسلام ، أما العنصر الثاني فهو (العنصر المدعوّ) : إذ هو الطرف التائه الذي يكون بحاجة إلى من يمسك بيده ليقوده إلى نور الإسلام . وهذا قد يكون أمراً بديهياً في فقه الدعوة غاية البداهة ، لكننا ومع بالغ الأسف نفتقد هذين العنصرين على طول النشاطات الحزبية الإسلامية و عرضها ، إذ لا تعدو هذه النشاطات عن كونها جهود سياسية محضة و زائلة لكسب انتماء الناس إلى صفوف الحزب المعني و ذلك لغرض توسيع القاعدة الجماهيرية لهذا الحزب ليتسنى له في المستقبل الاستيلاء على سدة الحكم وسط أقلّ قدر ممكن من المعارضة في البلد . وشتان بين هذه الغاية الدنيوية العارية عن كل معاني حب الخير للناس وبين تلك الغايات المثالية السامية التي أرادها الله تعالى أن تكون مادة للدعوة إليه تعالى و وقودها المستمر .
إن النشاط الحزبي هو جهد سياسي تكتيكي لا يخرج من معانيه الدنيوية الفانية حيث يتضمن توعّد الحزب للجماهير بمشروع سياسي معين ليحضى على إثر هذا الوعيد بأكبر شعبية ممكنة بينهم بغية التمكن من الوصول إلى كرسي الحكم لتطبيق هذا المشروع . أما مسألة الإيفاء بالوعد ومدى نجاح الحزب المعني في تطبيق هذا المشروع فهو مبحث آخر لا علاقة له بالموضوع الذي نحن بصدده الآن .
انطلاقاً من هذه الحقيقة ، فقد تفشت بين الأحزاب السياسية غير الدينية ثقافة معينة مفادها أن الأحزاب الإسلامية تقوم دائماً باستغلال الشعارات الدينية وتضليل الناس بغية الاستيلاء على كرسي الحكم في المجتمع ، لأنّ إستراتيجية الوصول إلى السلطة هي إستراتيجية واضحة لدى الأحزاب الإسلامية ولا يختلف عليها اثنان ، ومن سلامة المنطق أنّ الذي ينافسك للوصول إلى عرض دنيوي زائل ثم يقوم في غمرة هذه المنافسة بإسداء النصح إليك ويزعم أنّه يفعل ذلك من أجل مصلحتك ولا يبتغي من وراء ذلك أجراً مِن أحد ، فأغلب الظن أنّ مثل هذه النصيحة سوف تترجم في ذهن المتلقي إلى خدعة سياسية أو تكتيك دنيوي لغرض المراوغة والتمويه ، لاسيما أن غالبية الأحزاب السياسية تفتقر إلى الخطاب الجماهيري المؤثر و الأداة السياسية الفعالة في ظل التنافس الحزبي المحتدم . حيث تحسد هذه الأحزاب السياسية الأحزاب الإسلامية على مالها من خطاب ديني له تأثير سحري وفعال على النفوس ، خاصة عندما تقوم هذه الأحزاب باستغلال الأوجه الترغيبية والترهيبية لهذا الخطاب والتي تتعلق بالحياة الأخروية وما تتضمنه من ثواب وعقاب إلهي .
لقد حظيت الأحزاب الإسلامية العقود الأخيرة من القرن الماضي بقاعدة جماهيرية واسعة في العالم الإسلامي نظراً لنجاحها في مخاطبة العقل الإسلامي و تغلبها على نقاط الضعف التي يتصف بها مدارك هذا العقل ، لكننا نرى أن حدة هذه الأحزاب بدأت تضعف في الآونة الأخيرة و أن شعبيتها بدأت تتراجع يوماً بعد يوم في العالم الإسلامي قاطبة كما نتلمس ذلك بمنتهى الوضوح ، حيث بدأت تنجح ظاهرة الترويج ضد هذه الأحزاب ومدى تماديها في استغلال الشعارات الدينية لتحقيق مصالحها السياسية المحضة ، وتحولت ظاهرة الترويج هذه إلى ثقافة مستشرية في العالم الإسلامي وبدأت تلقى لنفسها القبول و الاستحسان عند الكثير من المسلمين ، وهذا هو السر وراء تراجع ثقة الناس بهذه الأحزاب عما كانت عليه من قبل في العالم الإسلامي ، ومن ثم انتصار الخطاب السياسي التقليدي على الخطاب الإسلامي المسيّس ، ويتوقع على ضوء هذا الافتراض أن تتعرض شعبية الأحزاب الإسلامية في العالم الإسلامي لمزيد من التراجع في ظل إصرار الأحزاب السياسية على الترويج لمثل هذه الثقافة ضد الأحزاب الإسلامية . كما لا يخفى على أحد أن الأحزاب والمنظمات الإسلامية التكفيرية بنشاطاتها الإرهابية والتخريبية التي لا تحمل في جوهرها سمات التحضر قد ساهمت إلى حد كبير في عملية القضاء على السمعة التي حظي بها التيار الديني في العالم الإسلامي . ويمكننا القول بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م شكلت نقطة تحول هامة في عملية التشكيك بسمعة الأحزاب والمنظمات الإسلامية في العالم بصورة عامة ، حيث أعقبت هذه الأحداث سلسلة واسعة من العمليات التخريبية في بعض البلاد الإسلامية والتي استهدفت المدنيين المسلمين أكثر من غيرهم على يد هذه الأحزاب والمنظمات التكفيرية التي زخرت بها هذه البلاد كما كان الحال في أفغانستان والعراق بعد عملية الإطاحة بالأنظمة الإستبدادية في البلدين على يد أمريكا و حلفائها . وقد رافقت هذه الأوضاع عملية إطلاق موجات ترويج عالمية واسعة ومكثفة ضد سمعة الأحزاب الإسلامية برمتها والتشكيك بأن تكون النوايا التي تتبناها في حقيقتها نوايا خالصة أوبعيدة عن المصالح السياسية الزائلة .



#هوار_بلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم لا يؤمنون بالجوع .. قصة قصيرة
- مستقبل العراق السياسي حسب رؤية (فوكوياما) .


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - هوار بلّو - الأحزاب الإسلامية بين نشاطها الدعوي الدؤوب و تراجع سمعتها بين المسلمين