أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر الدين شنن - معوقات حقوق المرأة وتحررها















المزيد.....

معوقات حقوق المرأة وتحررها


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 14:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ربما كان من الأفضل عدم تسمية يوم 8 آذار " عيداً " عالمياً للمرأة ، لأنه لاتنطبق عليه معاني العيد . فالعيد هو يوم للتلاقي بين الأهل والأصدقاء ، للتهنئة ، وللتعبير عن البهجة والفرح .. أو يوم انتصار تحققت فيه مكاسب وطنية أو اجتماعية أو سياسية كبرى .. خاصة وأننا في هذا اليوم مطلوب منا أن نستعرض الصعوبات الكبيرة المخجلة للمجتمع البشري ، التي تكابدها المرأة إن في البلدان الأكثر تطوراً ، حيث مايزال جسد المرأة سلعة للتداول التجاري المشين وما تزال المرأة في هذه البلدان أكثر تعرضاً للاستغلال من الرجل ، أو المآسي والآلام اللا محدودة التي تئن وتموت المرأة تحت ظلها الأسود في البلدان المنكوبة بالعدوان والاحتلال والاستبداد والتخلف الظلامي ..

إن يوم 8 آذار هو موعد .. للتلاقي الإنساني .. لتجديد النضال التقدمي عامة .. لإنهاء كل اشكال الميز المتوحش الموروث الواقع على الكائن الجميل .. المعطاء .. الذي هو المرأة ..

من هنا فإن يوم 8 آذار يستلزم أن يكرس لاستعراض المظالم الاجتماعية السياسية الاقتصادية الواقعة على المرأة . وأن يكرس لفضح وتعرية وإدانة الظلمة ، الذين يمارسون هذا الميز ، لإرواء غرائز السيطرة البدائية المتوحشة لديهم ، ولحماية بنى المجتمعات الاستغلالية التي يسيطرون عليها ، للتمتع بمزايا السيطرة على جسد المرأة وعطاء المرأة ، ولجني المزيد من الأرباح والثروات . وأن يكرس هذا اليوم للنقاش حول سبل مقاومة هذه المظالم وهؤلاء الظلمة ، من أجل انتزاع حقوق الإنسان .. المرأة ..

وحينما تسلط الأضواء على المواضع الأكثر ظلماً للمرأة في العالم ، فإننا نجدها دون عناء في القارات الثلاث المهمشة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، حيث تعاني أربعة أخماس نساء العالم قلة المياه الصالحة للشرب ، وقلة الغذاء ، ومحدودية الرعاية الصحية ، كما تعاني من الأوبئة ، ومن الحروب التي تدور رحاها لحساب الاحتكارات الدولية ومخططات السيطرة على مصير الشعوب ومقدراتها با سم التمدن قديماً .. وبا سم العولمة حديثاً . فالمليون جائع في العالم وفق إحصائيات المنظمات الدولية هم في آسيا وأفريقيا ، وعشرات بل مئات الملايين المصابون بالأوبئة ، لاسيما الأيدز والسل والملاريا هم في أفريقيا وآسيا أيضاً . وفي أكثر بلدان هذه القارات لاتعرف المرأة بعد ما يسمى بالحقوق والمساواة مع الرجل .. مايستهلك كل اهتمامها هو الحومان حول سبل البقاء البائسة .. هو أن تكون قادرة على إطعام صغارها من كفاف التبرعات الدولية الشحيحية ، ومما تجده حولها من جذور نباتات وأعشاب وفي جوف الأتربة . ونادراً ما تلد المرأة هناك في مشفى ، وأطفالها معرضون للموت وهم براعم صغيرة لم تحبو بعد على الأرض . أما الكساء فهو لايغطي بكرامة جسدها المجهد الضامر ..

وليست بلداننا العربية ، رغم ثراء بعضها الفاحش ، وسير بعضها خطوات في مجالات عدة من التطور ، هي ليست أقل ميزاً وتعسفاً تجاه المرأة ، فهي تحتوي على كل أشكال الميز والمظالم البشعة الواقعة على المرأة .. أماً .. وابنة .. وزوجة .. وأختاً .. إن المرأة في المحيط العربي هي إما خاضعة لأنظمة رجعية قبلية مفوتة ، وإما خاضعة لأنظمة ديكتاتورية مستبدة ..

ففي العراق ، كابدت المرأة من الاستبداد ومن جرائمه السياسية والإنسانية سابقاً ، التي أدت إلى إحباطها ، وسيطرة مشاعر القلق والفقد عليها ، خوفاً على أحبتها في السجون السياسية المرعبة أو في المنافي والغربة .. سابقاً ، ومن ثم كابدت ولاتزال من ويلات الغزو الأميركي لوطنها ومن تداعياته الدموية والطائفية ، التي أدت إلى ترمل مليون امرأة ، وتيتم أربعة ملايين من أطفالها ، وإلى دمار هائل فرض عليها عبئاً معيشياً مذلاً مرهقاً ، كما أدت هذه الويلات إلى تشريد وهجرة ملايين العراقيات في الداخل والخارج ..

وفي الصومال ماتزال الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية العدوانية مستمرة منذ ثلاثين عاماً، التي أفضت إلى تحويل معظم الصوماليات إلى لاجئات يهربن من مكان إلى آخر في الداخل والخارج . وهن طوال هذه المدة يعشن مع أطفالهن تحت سقف الحرب والموت ، يعشن على الكفاف المتوفر بصعوبة .. بل وأحياناً يهمن مع أطفالهن كالإنسان البدائي فوق الأرض بحثاً عن لقمة ما لمقاومة الجوع ..

وفي دار فور في السودان ، هاجرت ملايين النساء وأطفالهن هرباً من الرعب والقتل والاغتصاب ، ومازلن في منتهى المعاناة في المخيمات ، التي لاتدرأ عنهن جوعاً أو خوفاً أو اغتصاباً ، ينتظرن فرص السلام والعودة إلى بيوتهن .. إن كان بقي لهن بيوت ..

وفي جنوب لبنان مازالت المرأة اللبنانية مهددة بنيران العدوان الإسرائيلي وبالدمار المفاجيء المريع لما تبقى لديها من دار وملجأ ومدرسة . ومعظم نساء الجنوب يسكن بين الأطلال لبيوت دمرها العدوان الإسرائيلي عام 2006 ، حيث نجد المرأة هناك تجلس على حجر وتطبخ على ثلاثة أحجار ، وتتدثر في خيمة في عز البرد بأسمال من بقايا دثار ..

وفي غزة ، تعاني المرأة الفلسطينية الحصار الإسرائيلي- الدولي - العربي الإجرامي ، ويعيش معظمهن بين الأنقاض في خيام لاترد برداً قارصاً ولاتكف مطراً سخياً ، وهن محرومات من العلاج الطبي والدواء والغذاء الكافي . وتكاد كل ليلة لاتخلو من قصف مدفعي أو جوي إ سرائيلي هنا أو هناك فوق رؤوسهن ورؤوس أسرهن . وأطفالهن يسكنون الخيام .. ويدرسون في الخيام .. ولا وقت محدد لانتهاء الآلام والحصار ..

ويمكن بل يجب أن يضاف إلى هذه اللائحة وضع المرأة الأسوأ في العالم في أفغانستان ، حيث تعيش المرأة هناك تحت مطارق الحرب والفقر والفرائض " الشرعية " الظلامية منذ أكثر من ربع قرن . فالدمار الذي يمارسه حلف الناتو بقيادة أميركا على مدار الأيام والساعات يتساقط على أ سرتها وأطفالها وفوق رأ سها ، والحرمانات الغذائية والدوائية أكثر من أن تحصى ، وتغطى بكاملها بحجاب عبودية ، الذي حولها إلى شبح بلا ملامح ، وحجم انفتاح مداركها ومشاعرها الأنثوية الإنسانية ..

أما في البلدان العربية الأخرى ، التي تهيمن عليها الأسر المالكة ، أو تستحوذ على الدولة فيها الديكتاتوريات الاستبدادية ، وجميعها ما تزال تراوح بنسب مختلفة في مستويات الفوات والتخلف ، فإن المرأة محاصرة بالتقاليد الرجعية الموروثة المتعلقة بالحجاب وبمذلة تعدد الزوجات وعدد من درجات الوظائف . وإذا ماتم حصر المعوقات التي تحول دون حصول المرأة على حقوقها كاملة ، فإننا نجد بمنتهى البساطة ، أن النظام الرأسمالي القائم على ا ستغلال مجتمعاته والمجتمعات الأخرى بالمخادعة والمؤامرة أو بالقوة والحرب ، هو المسؤول المعوق الأول الأساس لهذه الحقوق ، وهو المسؤول عن المظالم والمجاعات والبؤس في العالم ، ثم تأتي الأنظمة الاستبدادية والمفوتة والمتخلفة ، التي تفرض أشكالاً إضافية من المعاناة على مجتمعاتها وعلى المرأة فيها خاصة . وأبرزها اضطهاد الآخر المعارض وممارسة الاعتقالات والمحاكمات السياسية التعسفية ، التي لاتوفر في عسفها المرأة النا شطة من أجل حقوقها وحقوق الإنسان عامة .. من أجل الحرية والديمقراطية .. والعدالة الاجتماعية ..
وإلى هذه المعوقات ينبغي أن توجه النضالات لإسقاطها وبناء عالم المساواة في الحقوق .. المساواة في كل شيء يعزز ويغني إنسانية المرأة والإنسانية عامة ..

ووسط الظروف التي نعيشها .. التي يسود فيها الاستغلال الجشع والحرب والعدوان والحصار ، والتي ينتهك فيها حق الإنسان بالكرامة وبالحياة والأمان وبالرغيف .. تصبح معاناة المرأة نواة الآلام جميعاً ونواة الحقوق المجتمعية جميعاً .. ويصبح معيار ارتقاء الرجل إلى مستوى الإنسان ، هو أن يعمل على إلغاء كل معوقات تحرر المرأة .. معوقات المساواة بين الرجل والمرأة .. وأن يعمل من أجل بناء مجتمعات تسمو فيها قيم الإنسانية .. والديمقراطية .. والحرية .. والعدالة الاجتماعية .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحزب للفقراء في سوريا
- البحث الدامي عن هوية .. وعن دولة
- إضاءة لماض أنتج الحاضر .. ( 2 / 2 )
- إضاءة لماض أنتج الحاضر
- قصة موت مقارن .. إلى شهداء المنفى
- البحر وراء الظهر
- أوجه أخرى في الصراع العربي الصهيوني ..
- في الكم الضامن والديمقراطية المستقرة ..
- تداعيات خلف قضبان المنفى
- العام والخاص في الحراك المعارض
- حتى يكون الركود المعارض عابراً ..
- ليس ركوداً معارضاً عابراً ..
- شموع الأول من أيار لن تنطفيء .... إلى مليارات الجائعين والعا ...
- إشكالية إعادة تشكيل المعارضة ( 2 / 2 )
- إشكالية إعادة تشكيل المعارضة .. ( 1 )
- ربيع الغضب الثاني في مصر
- يسارجديد .. من أجل نظام بديل
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 4 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 3 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 2 ...


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر الدين شنن - معوقات حقوق المرأة وتحررها