أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرصبري كتمتو - ظواهرلابد من الحديث عنها (2)














المزيد.....

ظواهرلابد من الحديث عنها (2)


عمرصبري كتمتو

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 18:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظواهرلابد من الحديث عنها (2)
عنوان مقالي هذا, كنت قد استخدمته في مقال سابق, وبما أن الظواهر التي أتناولها هي عديدة الأشكال ومختلفة المحتويات, لجأت الى وضع الرقم (2) لتمييزه عن سابقه , ذلك لأن سلسلة هذه المقالات سوف تأتي تباعا يميزها الرقم ويوحدها العنوان. وللتذكير فقط فان الظاهرة الأولى التي تناولتها , وكتبت عنها جاءت في أعقاب اغتيال الراحلة المصرية مروة الشربيني والتي أطلقت عليها اسم شهيدة الحجاب, ذلك لأن حجابها كان السبب في قتلها وعن سابق اصرار من قبل مجرم عنصري ألماني وداخل حرم محكمة ألمانية.
لقد اتخذت ألمانيا حتى اللحظة كل الاجراءات القانونية اللازمة بحق القاتل والتي ينص عليها الدستور والنظام القضائي للدولة, فضلا عن التعاطف الكبير الذي أبداه الألمان حيال اسرة مروة والذي ان دل على شيء فانما يدل على أن المواطن الأوروبي العادي يرفض استخدام العنف , ولا يقبل به وسيلة لحل النزاع الاجتماعي حتى وان كان مصدر هذا العنف مواطن أوروبي.
أما الظاهرة التي اتناولها اليوم, فهي ظاهرة العنف المجتمعي المقابل, وتحديدا ظاهرة العنف الديني التي تنمو وتستشري بشكل خاص في أوساط بعض الاسلاميين المقيمين في أوروبا, والتي أقل مايقال فيها انها تستفز حتى أولئك الأوروبيين المتعاطفين مع قضايانا السياسية والمجتمعية. فبتاريخ التاسع عشر من شهر شباط فبراير, وكان يوم جمعة, نظمت هيئات وأوساط ونشطاء اسلاميون في العاصمة النرويجية مسيرة بلغ عدد المشاركين فيها ثلاثة آلف متظاهربأعمار مختلفة, وشارك فيها بعض النرويجيين المسيحيين المتدينين وذلك احتجاجا على اعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول (صلعم) , واخترقت هذه المسيرة وسط العاصمة النرويجية مرددة هتافات ورافعة لشعارات منددة بالرسومات. ومما أثلج صدورنا جميع ان المسيرة التزمت بالنظام الذي أثنى عليه رجال الشرطة النرويجيون أنفسهم, وتنفسنا جميعا الصعداء حتى اللحظة التي وصلت فيها الجموع الى نهاية المطاف , واحتشد الناس كي يستمعوا الى الكلمات الخطابية التي سوف تتناول الحدث, وهنا جاءت الطامة الكبرى والتي أساءت للاسلام والمسلمين , وأثارت حفيظة المجتمع النرويجي المحافظ بطبيعته والمسالم بمنهجه وأفكاره بل والمتعاطف مع العرب والمسلمين وبشكل خاص مع القضية الفلسطينية.
وقبل أن أذكر فكرة الخطاب الذي ألقاه أحد منظمي المسيرة, لابد لي من أن أنوه الى أن مسيرة في العاصمة النرويجية أوسلو تحشد ثلاثة آلاف متظاهر, تعتبرمسيرة كبيرة بكل المقاييس فالعاصمة أوسلو لايتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة وغالبا ماتكون مظاهراتهم بحدود ألف شخص الا في حالات خاصة جدا مثل المسيرة الكبرى في شهر ديسمبر كانون أول عام1977 عندما منحت جائزة نوبل للسلام الى الارهابي مناحم بيغن مشاركة مع الرئيس الراحل أنور السادات, حيث شارك في المسيرة احتجاجا على منح بيغن الجائزة عشرة آلاف مواطن نرويجي وبعض من المهاجرين الذين كان عددهم ضئيل جدا وكانت درجة الحرارة 27 درجة مئوية تحت الصفر.
أعود الآن للخطيب المتأسلم والذي كما ذكرنا كان واحدا من منظمي هذه المسيرة. عمره ستة وعشرون عاما, من أصل عراقي يحمل الجنسية النرويجية , وترعرع في النرويج, لكنه يدرس الشريعة في جامعة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. جاء في خطابه ما معناه أنه يلفت انتباه النرويجيين الى أن النرويج يمكن أن تكون هدفا لما واجهته أميركا في 11 أيلول عام 2001, موضحا أن كلامه هذا ليس تهديدا ولكن الاعتداء على الاسلام والرسول يمكن أن يستغل من البعض فتأتي الكارثة, ولم يكتف بهذا بل قال أن المثليين هم فئة شاذة عن المجتمع ويجب أن يرجموا حتى الموت.
بطبيعة الحال فقد جاءت ردود فعل قوية ومستنكرة لخطابه من المؤسسلت الاسلامية ذاتها, بل ان بعض المسلمين طالبوه بأن يركب الطائرة ويخرج من البلاد, فضلا عن الشكاوى التي رفعتها ضده منظمات المثليين مما دعا الشرطة النرويجية لاستدعائه والتحقيق معه.
والآن, من منا يستطيع أن ينكر ان مثل هذه الظواهر تمنح العنصريين سلاحا فتاكا ضدنا , بل وتضعنا دائما في ركن المشكوك بهم, وتهدم كل الجسور التي يمكن أن تشيد بيننا كمهاجرين والمجتمع الذي نعيش فيه. ألا تثير مثل هذه التصرفات حفيظة ابن البلد الذي تقتطع الدولة من جهده العملي ضريبة شهرية, يذهب جزء منها للمهاجرين كي تسدد الدولة أجور مساكننا, وتعلم أبناءنا وتقدم لهم العناية, والرعاية الصحية؟ ورغم هذا وذاك فان بعض هؤلاء المتأسلمين يقوم بحملة تحريض على أجهزة الحاسوب لمناشدة المسلمين هنا في الدول الاسكندنافية ألا يهنئوا أهل هذه البلاد بحلول عيد الميلاد لأن مثل هذه التهنئة يحرمها الاسلام, نعم فقد استلمت رسالة الكترونية تكفر كل من يهنيء النرويجيين بحلول عيد الميلاد, وحينما اعترضت على هذا الأمر مذكرا صاحب الرسالة بالفضائل التي يقدمها أهل هذه البلاد الذين سماهم كفارا, جاءني الجواب يقول : ( يالهوانكم ,يالضعفكم أيها المسلمون, أترضون بالكفر ثمنا للمأكل والمشرب .....) وما الى هنالك من هذا الكلام الذي أربأ بنفسي أن أكرره لضحالته وجهله وسفاهته علما بأن صاحب الكلام يحمل شهادة في الهندسة.
والآن مالفارق بين قاتل مرة الشربيني وبين من يريد أن يرجم ويقتل ثم يتهمنا بالكفر؟ انهما وباختصار, وجهان لعملة واحدة .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- روبرت بريفوست أول أميركي على كرسي الفاتيكان
- الشيخ طريف: على أبناء الطائفة الدرزية في سوريا أخذ المكانة ا ...
- حماس تطالب بالنفير العام لحماية المسجد الأقصى من مخططات المس ...
- دلعي عيالك يا ست الكل.. اضبطي الان تردد قناة طيور الجنة على ...
- أمير الجماعة الإسلامية في كشمير: كل أشكال مقاومة الاحتلال ال ...
- قانون تنظيم الفتوى الجديد يكرس احتكار المؤسسات الرسمية للشأن ...
- أستراليا.. ألبانيزي يستبعد وزيرا مسلما وآخر يهوديا من حكومته ...
- كيف كانت علاقة بن لادن بالجماعات الجهادية خلال تواجده في الس ...
- بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر: ما أكبر التحديات التي ...
- تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات والعرب لضحك الأطف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرصبري كتمتو - ظواهرلابد من الحديث عنها (2)