محمدالزهراني
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 21:27
المحور:
الادب والفن
متى سيطلبوني للتحقيق.
---------------
1-
منذ أن علم بالتحقيق مع احد أصدقائه.
انزوى ، واقتصر ظهوره في محيط عمله الذي يبدأ صباحا وينتهي عند الثانية. سبع ساعات لا يكاد يكلم أحدا إلا مجاملة، تجبره عليها اللياقة وما يتمتع به من نفس مهذبة.
اتخذت حياته مسار آخر.
يقضي في شقته بحي البايونية بقية يومه .. لا يخرج إلا للصلاة أحيانا ،
وأحيانا يقضي ساعة تأمل في حياة المغتربين والعمال في سوق الجوهرة.
كان يردد منذ ذلك النبأ :
" كلهم كانوا خصومي
البهو .. والحراس .. والمرمر"
-
لم يكن يهمه مصير سعد ، بقدر ما كان قلقا على مصيره، في ليل اختلطت فيه الألوان وتعددت فيه أساليب المكر والوشاية ، هكذا هو الإنسان حينما يخاف تزداد أنانيته.
تملكه الخوف..، ومع أن قضية سعد لم تكن كبيرة بل إنها كانت مجرد شبهة ، خرج بعدها وتم تعويضه وإعادته لعمله. لا بل اثبت فيما بعد انه الحريص على وطنه لذلك أصبح مصدر ثقة ومصدر إعلامي خبير .
منذ ذلك اليوم تغيرت حالته..
يقول " ناصر" صديقنا المشترك :
- راشد لم يعد راشد ".. فجأة تغيرت حياته ، لم يعد محبا للحياة،كأنما شيء يقيده ويثنية عن الفرح. شيء ما قتل في داخله البهجة.
من جهتي لم أنكر حادثة صديقه سعد ولم اقبلها تماما لكني اعرف أن الصدمات تقتل الإنسان وتجهز على داخله ،خصوصا اذا لم يكن مرتبطا بالسماء وكانت الوحدة دارة ولا أهل له.
أحيانا استبعد قضية سعد تماما لأن راشد مواطن نقي ومسالم ولم تظهر عليه ملامح التأثر بجماعات التطرف ولا حتى بدعاة التحرر . بينما سعد كانت له بعض الأنشطة الطلابية والمشاركات البريئة والتي سببت له بعض المشاكل فيما قبل الاشتباه. - لا اصدق ذلك " راشد مسحور " وان لم يكن كذلك فهو " مريض".
مساءات مرة مرت وراشد ينهش ذاته متسائلا :
- هل اخبرهم سعد انني صديقه ؟
- هل انا مراقب الان ؟
- نعم انا مراقب ؟ ولكن ؟
متى سيطلبوني للتحقيق ؟
-----------------------------
يتبع .
#محمدالزهراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟